أتحاد المرأة التقدمي: تحية إلى غزة، وإلى صمودها الإجلال

-

أتحاد المرأة التقدمي: تحية إلى غزة، وإلى صمودها الإجلال
تقطف إسرائيل بين الفترة والفترة نتائج التواطؤ العربي وتواطؤ السلطة الفلسطينية، وموسم القطف هذا حدد في غزة.

واختارت إسرائيل أن تختصر مخطط محاصرتها لإرادة الشعب الفلسطيني بمحاصرة غزة، وأن تختصر معارضتها لقرار السيادة والحرية الفلسطينيين بالاستيلاء على قمح ودواء ووقود غزة.

لم يختر الشعب الفلسطيني غزة كعنوان لصموده ومقاومته، فقد أراد كل المناطق المحتلة صامدة ومقاومة، لكن السياسة الرسمية الفلسطينية فعلت ذلك، ورضيت أن تتحول غزة إلى خط المواجهة الفلسطيني الوحيد، وبهذا الرضى الفلسطيني الرسمي حددت إسرائيل نصيب غزة: ألاف القنابل، ومئات الأطنان منها يوميا، ليس لشعب أعزل من السلاح فقط، بل أعزل من الغذاء والدواء أيضا. والمخطط: قتل الفلسطيني، تدمير معنويات الشعب الفلسطيني، انقلاب الفلسطينيين على قرار المقاومة، وتصفية المقاومة.

لقد مر مخطط تصفية قرار المقاومة الفلسطيني، بمراحل عدة، واعتمد من جهة على تواطؤ عربي وفلسطيني رسمي مباشر، ومن جهة أخرى على خنوع وضعف تمثل بقبول أطراف عربية وفلسطينية باتفاقيات أوسلو، كامب ديفيد، ويمؤتمرات أنابوليس وغيرها، حيث أن مخطط تصفية المقاومة عليه أن يعتمد على وجود من لا يريد أن يقاوم، وعلى وجود من يقبل بأقل مما يقبله الإجماع الوطني الفلسطيني، الذي منه تستمد المقاومة شرعيتها.

نحن الفلسطينيين في الداخل نعطي لغزة ولدماء شهدائنا البررة، ولكرامتنا التي تشمخ في غزة، ما هو واجب علينا في ظروفنا: التظاهر في كل مكان والإضراب، لكن أمامنا مهمة كبيرة، وهي أن نفضح إسرائيل ونشرح للعالم بأن المشكلة هي ليست في صواريخ القسام، بل المشكلة هي في أن إسرائيل لا ترى مشكلة حين لا تطلق صواريخ القسام، لا ترى حصارا همجيا فرض على مليون ونصف فلسطيني فصلوا عن شعبهم، مليون ونصف فلسطيني، لا تستطيع غزة لوحدها أن تطعمهم ولا أن توفر لهم مصدر رزق، أو أي من شروط الحياة البدائية، فكم بالحري الحرية والسيادة.

غزة ليست دولة وأبناء غزة ليسوا شعبا، وما "خطة الانفصال" إلا مخططا لفصل غزة عن شعبها وعن الحياة برمتها.
وغزة الآن هي امتحان الصمود والمقاومة والكرامة والحق الفلسطينيين. وفي هذا الامتحان، كل المناطق المحتلة، هي غزة، وكل فلسطيني هو مقاومة، وصمود وإصرار الفلسطيني على الحياة والحرية والسيادة، أقوى من قذائف وقنابل ودبابات، وعنجهية وحربية إسرائيل.

تحية لغزة، ولأبنائها العزل إلا من الكرامة وإصرار الحرية .....
تحية لمقاومة النساء في غزة . . .
تحية لمن يرعى ويصون كبرياءنا في غزة ...
ولتكن غزة مقبرة القوة الإسرائيلية ومقبرة التواطؤ العربي . . .



أتحاد المرأة التقدمي- التجمع الوطني الديمقراطي
30 كانون أول 2008

التعليقات