إعلام: «ورقة موقف» في اليوم العالمي لحرية الصحافة تتناول الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة

-

إعلام: «ورقة موقف» في اليوم العالمي لحرية الصحافة 
تتناول الانتهاكات  الإسرائيلية المستمرة
أصدر مركز إعلام «ورقة موقف» بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة» الذي يصادف الثالث من أيار الجاري، تتناول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون العرب في البلاد. وتنظم المنظمات الدولية في مثل هذا اليوم من كل سنة "اليوم العالمي لحرية الصحافة" كحدث دولي يتم به استحضار المهام الجسيمة الملقاة على عاتق الصحفيين، والثمن الجسيم الذي يقومون بدفعه.
على الرغم من إصدار قرار 1738 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يدين الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين ويطالب الجهات المسؤولة ايقاف هذه الممارسات، ويشير إلى ضرورة اعتبار الصحفيين مدنيين يجب احترامهم وحمايتهم بصفتهم هذه، وإلى أن المعدات الخاصة بهم تشكل أهدافا مدنية ولا يجوز أن تكون هدفاً لأي هجمة أو أعمال انتقامية. وعلى الرغم أيضاَ من مصادقة إسرائيل على قرارات مجلس الأمن ، لا زال الصحفي الفلسطيني يعاني من التنكيل والتعرض له بشتى الوسائل، إذ لوحظ في الأسابيع الأخيرة ارتفاع عدد الحالات التي تعرض لها الصحفيون للتنكيل والمضايقات، فقد تم الاعتداء على الصحفي الزميل حامد إغبارية، الذي يعمل في صحيفة صوت الحق والحرية أثناء تأدية مهامه كصحفي في مسيرة العودة والتي عقدت في قرية اللجون، حيث قام المستوطنون بالتعرض لبعض المشاركين في المسيرة، وأثناء قيام الزميل إغبارية بتصوير الحدث، قام المستوطنون بضربه وكسر كاميرا التصوير التي كانت بحوزته.
في نفس السياق تعرض كل من الزميلين فرات نصار وخطاب نصار إلى مضايقة وتفتيش تعسفي على حاجز قلنديا، ولم تشفع البطاقة الصحفية للزميل فرات نصار، وأصرت الجندية على موقفها العنيف والمعادي: "اذهب من هنا وإن لم ترق لك المعاملة فلا تعد إلى هنا"، الأمر الذي حول مهمة تصوير ما يجري في رام اللة وغيرها، إلى مهمة صعبة حافلة بالمصاعب والحواجز واعتداءات الجنود الإسرائيليين. القيود المفروضة أيضاَ هي صورة أخرى من عمليات التنكيل التي يتعرض لها الصحفيون العرب، فقد أفادت صحيفة "كل العرب" بتاريخ 20.4.07 بأن "حشودات عسكرية إسرائيلية ضخمة للغاية في الجولان والحدود اللبنانية"، لكنها تغطيتها للموضوع خضعت لرقابة الجيش التي منعها من نشر صور معينة تم التقاطها على الحدود اللبنانية السورية.

اللجنة لفحص أداء الإعلام في الحرب على لبنان ولجنة فينوغراد - نقاط التشابه والاختلاف :
فيما اهتمت اللجنة الأولى بفحص أداء الإعلام العبري أثناء الحرب على لبنان، بحثت الأخرى مجريات قرارات الحرب على المستويين السياسي والعسكري. وفيما أقرت الأولى في توصياتها على أنه لا أساس للإدعاء أن الإعلام العبري قد أخفق في تغطيته للحرب أقرت الثانية وجود إخفاقات وتقصيرات كبيرة (طبعا، دون التطرق لقرار خوض الحرب نفسها). ويبدو أمر تبرئة الإعلام الذي أعطى دعما غير مشروط للمستويين العسكري والسياسي، في الوقت الذي يتم فيه اتهام الأخيرين أمرا غريبا وعبثيا وغير منطقي إلى حد كبير.
يشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي الذي انقلب الآن دون أي محاسبة لنفسه، وبات يتحدث عن إخفاقات المؤسسة الإسرائيلية عامة نسي تجنده الكامل في الحرب، بل ودعوته للجيش بألا يأبه للقتل والدمار الذي يحدثه شرط أن ينتصر! وتم إعفاء هذا الإعلام من جميع أسئلة الحرب الأساسية التي كان عليها أن يثيره للرأي العام وللجيش وللحكومة، ومنها: هل يصح ويحق لإسرائيل خوض هذه الحرب فعلا؟ وهل مجتمع ودولة يصرحون بمعاناتهم وهواجسهم الأمنية ليل نهار يحق لهم شطب بدائل المفاوضات والسلام العادل من قاموسهم السياسي؟
ومن الجدير بالذكر بأن لجنة فحص الإعلام لم تنطلق من السؤال "إلى أي حد التزم الإعلام بمسؤولياته المهنية والأخلاقية"، بل من السؤال " إلى أي حد التزم الإعلام بتعليمات الرقابة الإسرائيلية"! سؤال توقفت حتى الأنظمة غير الديمقراطية وغير المتشدقة بالديمقراطية من طرحه! إلى جانب هذا لم تهتم اللجنة مطلقا بالجانب الإعلامي الذي مجد وهلل لإنجازات الجيش والدمار والقتل الذي تسبب به في لبنان، ضاربا بعرض الحائط المواثيق الدولية التي تمنع تمجيد الحرب والتحريض على قتل المدنيين.
بالإضافة إلى تأطير سلبي مهمين على توجهات الإعلام الإسرائيلي تجاه العرب، نستطيع أيضا أن نشير إلى "موجات العداء" التي تصيب الإعلام الإسرائيلي تجاه كل تحد سياسي يطرحه العرب للدولة اليهودية. بدأت هذه التوجهات مؤخرا مع نشر ما أصبح يعرف باسم "الوثائق"، الذي اعتبره الإعلام الإسرائيلي –قبل حتى أن تعتبره السلطات الإسرائيلية- كإعلان حرب على الدولة. واطلع الرأي العام الإسرائيلي على تقييمات الصحفيين اليهود لهذه الوثائق قبل أن يطلعوا على مضمون الوثائق نفسها، فعرض ميرون بنبنستي رأيه في الوثائق تحت عنوان "تهديدات وثيقة التصور المستقبلي"، صحيفة يديعوت أحرونوت اكتفت بنشر تهجم المركز الإسرائيلي للديمقراطية، وفتحت مع هآرتس منبرها واسعا لأقلام هاجمت الوثائق دون تغطية مضامينها.
الحفريات في باب المغاربة استدعت موجة عداء أخرى، حيث تناول الإعلام العبري الموضوع بسطحية مغفلا حقيقة عدم قانونية الحفريات، مغفلا مخطط لتوسيع الجسر أثناء الحفريات، وظهر الشيخ رائد صلاح "كعدو"، حيث وصفه الصحفي نداب شرجاي، هآرتس على أنه "يحضر يومياً لمتابعة مدينة الخلافة الإسلامية والتي هي القدس"، وفي مقالة أخرى وصفت معارضة الحفريات من قبل العرب على أنها "قومجة العرب في إسرائيل".
موجة العداء الثالثة، والأكثر حدة كانت تجاه عزمي بشارة حيث نشرت صحيفة "معاريف" صورة له مرتديا ملاءة ومطلقا لحيته، تشبيها بالأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومطابقة بينه وبين "عدو إسرائيل الأول"، في إشارة إلى أن عزمي بشارة يحتل الآن مرتبة " العدو الأول".
هذه العدائية من قبل الصحفيين اليهود رافقها حالة من رقابة على الأقلام العربية، حيث تم منع نشر مقالات لعلي حيدر، المدير المشارك لسيكوي، وأمير مخول، مدير "اتجاه"، ومسعود إغبارية، على سبيل المثال لا الحصر. وعلى الرغم من محاولات حزب التجمع رفع أمر منع النشر حول الموضوع، ذكر القنال العاشر في أكثر من مناسبة عن رفض حزب التجمع رفع أمر منع النشر.
حال تغطية المجتمع العربي كحال تغطيته قيادته السياسية، إذ في الثامن والعشرين من شهر شباط تم اعتقال مجموعة شبان من قرية بير المكسور تحت شبهة الاغتصاب، أما الإعلام الإسرائيلي فقد تناول الموضوع تحت عنوان " اغتصاب قومي"، عارضا الاغتصاب على أنه تم بدوافع قومية! وفي رسالة لمركز إعلام وجهت لمجلس الصحافة وللصحفيين الإسرائيليين حول الموضوع أشار المركز "إلى أن المجتمع الإسرائيلي أصبح بحاجة لوجه عربي لكي يتعامل مع الحدث كجريمة". وقد نفت الشرطة لاحقا الخلفية القومية المبتدعة إعلاميا، لكن الإعلام الإسرائيلي لم يقم بتصحيح الخبر، عدى صحيفة هآرتس.



التعليقات