احتجاجا على الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المناضل موسى أبو كشك: إضراب شامل ومظاهرة غاضبة في مدينة اللد..

بين الهتافات: "عالمكشوف عالمكشوف.. عملاء ما بدنا نشوف" و"كف بكف وإيد بإيد.. نمشي عادرب الشهيد" و"أبو فادي ارتاح ارتاح.. إحنا منكمل كفاح"..

احتجاجا على الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المناضل موسى أبو كشك: إضراب شامل ومظاهرة غاضبة في مدينة اللد..
بمشاركة أكثر من 1500 شخص انطلقت في مدينة اللد ظهر اليوم مظاهرة عاصفة احتجاجا على مقتل المناضل ابن المدينة موسى أبو كشك. واعتبر عدد من أهالي اللد
أن مقتل أبو فادي كان بالنسبة لهم شرارة البركان الذي انطلق حاملا كل هموم أهالي المدينة العرب الناتجة عن سياسة التمييز وهدم المنازل والتهجير والتضييق والإقصاء وانتشار العملاء الذين ينفذون أجندة السلطة. وأعربوا عن ارتياحهم لأن المظاهرة منحتهم إحساسا بالقوة لم يشعروا به من قبل، سيكون دافعا لاستمرار النضال.

بعد الساعة الواحدة بقليل، من ظهر يوم أمس الجمعة، شارك حشد كبير في مظاهرة غاضبة في مدينة اللد، وذلك في أعقاب الجريمة البشعة التي وقعت الأسبوع الماضي، حينما امتدت يد الغدر لتطال سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في مدينة اللد، المناضل موسى أبو كشك، كما عم الإضراب الأحياء العربية في المدينة.

وقد انطلقت المظاهرة بعد ظهر الجمعة من أمام كنيسة الخضر والمسجد العمري الكبير، ورفعت الشعارات وانطلقت الهتافات التي تندد بالجريمة البشعة، واتجهت إلى مقبرة المدينة حيث دفن المناضل أبو كشك، وتلي الدعاء على روح المرحوم. ومن ثم انطلق المتظاهرون إلى مركز شرطة المدينة، حيث صدحت الحناجر الغاضبة بالهتافات قبالة المركز ورفعت الشعارات المنددة بسياساته في المدينة، وطالب المشاركون الشرطة بالكشف عن خيوط الجريمة.

ثم انطلقت المظاهرة باتجاه ساحة بلدية اللد حيث ألقيت عدة كلمات تشيد بالمناضل المرحوم وتندد بسياسة السلطات الإسرائيلية في المدينة.

وتحدث في المهرجان الذي تولى عرافته غابي طنوس كل من عبد الله أبو كشك عن عائلة المرحوم والشيخ يوسف الباز إمام المسجد الكبير والنائب محمد بركة والنائب طلب الصانع والنائب ابراهيم صرصور والشيخ رائد صلاح واختتمت الكلمات بكلمة للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح.

وحذر الشيخ رائد صلاح من السلاح الذي تغض السلطة النظر عنه ليستخدم في العنف الداخلي وطالبها بوقف فوضى السلاح لأن ذلك قد يعود بنتائج عكسية على المؤسسة الإسرائيلية.

وشارك في المظاهرة حشد غفير، كما شارك عدد من قيادات الأحزاب وشخصيات اجتماعية وقادة محليين، وإضافة إلى المتحدثين برز حضور النائب د.جمال زحالقة والشيخ رائد صلاح ونائب السكرتير العام مصطفى طه. وشارك أيضا د.محمود محارب إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي للتجمع، كان بينهم المحامي محمد ميعاري وتميم منصور.

وقال غابي طنوس أحد قادة التجمع في المدينة والذي شارك في المظاهرة في حديث لعرب48- إن مقتل أبو فادي(موسى أبو كشك) كان بالنسبة لأهل اللد شرارة البركان الذي انطلق.

وقال: أحسسنا لأول مرة أننا قوة يمكنها أن تناضل وأن ترفع قضاياها. واعتبر أن المظاهرة كانت بركانا انتفض ضد الواقع الذي يفرض على أهالي المدينة من قبل السلطات. وأضاف: هناك شعور بالراحة لدى أهالي اللد فقد عبروا عن غضبهم، لقد كانوا بحاجة لأن يشعروا أنهم يقفون ضد مقتل أبو فادي وضد هدم المنازل والتضييق وسياسة إفراغ المدينة من العرب وانتشار الجريمة والعملاء. واعتبر طنوس أن هذه التظاهرة ستكون انطلاقة كبيرة لمواصلة النضال بعد أن كان يبدو لنا أننا ضعاف غير قادرين على التصدي للمخططات التي تستهدفنا، إلا أننا شعرنا اليوم أن بيدنا الكثير من القوة. وأعرب طنوس عن ارتياحه من مشاركة أهالي المدينة ووقوفهم صفا واحدا إلى جانب مشاركة كافة الأطر والأحزاب السياسية.

وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات عدة، كان من بينها "عالمكشوف عالمكشوف.. عملاء ما بدنا نشوف" و"كف بكف وإيد بإيد.. نمشي عادرب الشهيد" و"شدو شدو الأيادي.. على درب أبو فادي" و"أبو فادي ارتاح ارتاح.. إحنا منكمل كفاح" و"أبو فادي يا مجروح.. دمك هدر ما بروح"و" أهل اللد ما بتنام.. حتى ننزع هالإجرام".

ويأتي هذا الإضراب والمظاهرة استجابة لدعوة اللجنة الشعبية في اللد التي دعت إلى إعلان الإضراب الشامل لكافة المحال التجارية والمؤسسات التربوية في المدينة، كما دعت الجماهير إلى المشاركة في المظاهرة.

تجدر الإشارة إلى أن الإضراب الشامل قد عم مدينة اللد، وأغلقت المحال التجارية
أبوابها.

عبد الفتاح ينقل تحية وتعازي الدكتور بشارة..

وفي كلمته نقل الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح، تحية وتعازي رئيس التجمع المفكر والمناضل د. عزمي بشارة الذي تربطه علاقة مودة وصداقة مع المرحوم والعائلة وأهالي اللد.

واعتبر عبد الفتاح أن المظاهرة وقفة غضب على جريمة القتل التي استهدفت مناضلا حقيقيا من أبطال مدينة اللد. وشدد على أن المسألة ليست مسألة تقاعس من قبل الشرطة التي تعتبر ذراعا إجراميا لمؤسسة الحكم والتي تحمي مجموعة وتقمع مجموعة أخرى.

وقال عبد الفتاح إن الحديث لا يدور عن جريمة قتل عادية أو فردية بل هي جزء من مخطط صهيوني خبيث ولئيم لاستكمال تهويد المدينة وكل المدن العربية على الساحلية التي تحولت إلى مدن ذات أغلبية يهودية، ولتفكيك المجتمع العربي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتماسكه الوطني حتى يسهل تمرير المخطط كليا. ولكن ما يدفعها إلى إشاعة العنف واعتماد مزيد من الأساليب والبرامج العنصرية هو أن مجتمعنا استطاع أن يصمد ويحافظ على هويته الوطنية وأن يفرز حركة وطنية رفعت سقف مطالبهم واستنهضت طاقاتهم في مواجهة الأجهزة الصهيونية.


..........

التعليقات