الدوريات الخضراء بمساندة الجيش وطائرات استطلاع وسيارات إسناد "تحاصر" مواشي العرب في النقب..

-

الدوريات الخضراء بمساندة الجيش وطائرات استطلاع وسيارات إسناد
شنت الدرويات الخضراء برفقة الشرطة وقوات من الجيش الاسرائيلي، يوم أمس الاحد، هجوما باسناد طائرة استطلاع على منطقة الخبو، في النقب، المعدة لرعي الاغنام في مثل هذا الوقت من السنة، والتي يتجمع فيها عادة اكثر من 40 الف رأس من الغنم، وقامت بتشغيل سفارات الانذار لسيارات الاسناد مما سبب الى هروب قطعان الاغنام المتواجدة في المكان. وبهذه الطريقة تم حصر ما يقارب 30 الف رأس في منطقة ضيقة، وبعد تدخل اللجنة المحلية للسكان تم الاتفاق على ان يتم امهال اصحاب الاغنام مدة يومين حتى يتم تسوية الموضوع مع الجهات العسكرية ومكتب الزراعة، والا سيتم اخراجهم من المكان.

وتجدر الاشارة الى ان المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها كان في المكان فور استلام بلاغ حول الموضوع، وقد بين حسين الرفايعه رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ان المجلس الاقليمي يعمل منذ فترة بعيدة من اجل منع مثل هذه الحالة التي يتم فيها التضييق على مربي المواشي، حيث عقدت جلسات مع مكتب الزراعة، ولقاء مع وزير الزراعه، ومع الدوريات الخضراء، خلال الاشهر الماضية، ليتم تسوية الامر كي يتسنى دخول المواشي الى المنطقة، الا انه لم يتم الاتفاق على شيء. واقدم المجلس الاقليمي على تعيين جلسة كانت مقرره في 24/1/2007 مع وزير الزراعة الا انها لم تخرج الى حييز التنفيذ.

كما تقدم المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، قبل حوالي الشهر، بالتماس الى محكمة العدل العليا طالب فيها اجبار الدولة على تخصيص أراض لرعي الاغنام، أو تمويل الاعلاف للاغنام.

واضاف الرفايعه:" اننا سنواصل المفاوضات قبل انتهاء مهلة اليومين مع الجهات المعنية، كي تفتح جميع منطقة الخبو للرعاية، وان لم تنجح الجهود، سننظم مظاهرة سيرا على الاقدام لمربي المواشي ومواشيهم الى الكنيست، للضغط على الحكومة لايجاد الحل الملائم، مع العلم ان الدولة تخصص مراع لمربي المواشي اليهود طيلة ايام السنة، بينما للعرب فقط 3 اشهر لا غير، واليوم تقوم بمنع العرب من استغلال الاراض المعدة للرعاية كما كان الحال في السابق".

وتجدر الاشارة الى ان مربي المواشي شكلوا في العام الماضي لجنة لتمثيلهم، بعد ان واجهوا مشاكل مشابهة.

وقد بدأ مشوار العمل والنضال لاصحاب المواشي من قبل المجلس الاقليمي بعد ان رفضت وزارتا الأمن والزراعة تخصيص أراض رعوية في العام الماضي لاصحاب المواشي، كما كان متبعا في السنوات الماضية، حيث دعا المجلس الاقليمي اصحاب المواشي من عرب النقب، في حينه، بعقد اجتماع طارىء لهم لتنظيم الخطوات نحو اجبار السلطات على العدول عن قرارها الذي منعت بموجبه منح عدد كبير من اصحاب المواشي التصاريح اللازمة لاستخدام اراض رعوية لهذا الغرض.

وفي تلك الجلسة استمع الحضور الى حلول مقترحة الى اصحاب المواشي من اجل اجبار السلطات على العدول عن قرارها، كما تم تشكيل لجنة مؤقتة من مربي المواشي لمتابعة مشوار النضال.

وقد نظم المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها بالتعاون مع مربي المواشي مظاهرة قبالة مكتب الزراعة في مفترق " غيلات" في النقب العام الماضي، ضد اغلاق مناطق رعوية، والمطالبة بافتتاحها، وخاصة في منطقة " ام خشرم" و " الخبو" في الشلاله، كما تبع المظاهرة تنظيم "عصيان مدني" تمثل بالدخول الى منطقة أم خشرم والخبو بدون التصاريح اللازمة، وقد دخل الى المنطقة خلال يومين ، حوالي 20000 رأس من الماشية، الا ان "الدوريات الخضراء" وزعت الى اصحاب المواشي اوامر اخلاء، الا انهم رفضوا الانصياع لتلك الاوامر، وبقوا في المنطقة، الى ان اجبرت وزارتا الزراعة والدفاع على الانصياع للامر الواقع في العام الماضي، وسمحت لاصحاب المواشي، المسجلة بالدخول.

وما تقوم به السلطات الاسرائيلية تجاه الثروة الحيوانية لدى عرب النقب مخطط قديم جديد تنتهجته المؤسسة الاسرائيلية للقضاء على الثروة الحيوانية، وهو جزء من المخططات الاسرائيلية الرامية الى ترحيل العرب في النقب عن ارضهم، واقتلاعهم منها، حيث ان هذا المخطط ينضاف الى مخططات منهجية مدروسة من قبل المؤسسة الاسرائيلية التي ترمي الى تجريد حياة البادية من الاسس والمبادىء التي تجعل العربي في النقب يتمسك في اكبر مساحة ممكنة من الارض لتوفير المراعي لمواشيه.

وتعتبر المواشي أحد المسببات الثانوية ليتمسك العربي بأكبر مساحة ممكنة من الارض، كما ان الثروة الحيوانية هي الاساس في حياة العربي البدوي وحياة البادية فهي مصدر الرزق المركزي، فحينما يتم القضاء على هذا الجزء من المسببات على التمسك بالارض، يكون من السهل ان يتم اقناع العرب على مغادرة الارض، والقبول بالحلول الجبرية التي تطرحها السلطات الاسرائيلية من جانب واحد.

وفي تعقيب رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها حسين الرفايعه، حول القضاء على الثروة الحيوانية لدى عرب النقب، قال:" هذه خطة تهدف الى اقتلاع الناس من ارضهم، ولتقلص مسببات تمسك العربي في النقب بارضه، من اجل ان يسهل اقناعه بالرحيل عنها".

وأضاف أن عرب النقب يعون خطورة واهداف مثل هذا الاجراء، وان هذه الخطة انما هي تابعه لخطط الترحيل والتهجير المنتهجة ضدهم في النقب، وان هذا الاستغلال لسنة المحل انما هو تأكيد على ان هذه خطة مدروسة ومحكمة، فبدل من دعم اصحاب الثروة الحيوانية كما هو متبع في دول متطورة، تقوم السلطات باستغلال الموقف للقضاء على هذه الثروة، من اجل اجبار الناس على الدخول الى القرى التي اعترف بها مؤخرا والتي تخدم مصالح الدولة لا غير، فالهيئات الحكومية المختلفة تخطط ليل نهار من اجل اقتلاع اهل النقب ومصادرة اراضيهم.



التعليقات