الطالب الجامعي حازم جبران: " متطرفون يهود قلبوا سيارتي وقالوا نريد أن نشاهد دما عربيا"

وفي حادث مماثل متطرفون يهود يعتدون على الطالب الجامعي كايد بشارة من مدينة الطيرة بالقدس إلى أن أغمي عليه ونقل للمستشفى..

الطالب الجامعي حازم جبران:
لم يخطر ببال الطالب الجامعي حازم جبران، ابن قرية الرامة في الجليل، أن تتحول سفرته القصيرة إلى "كرميئيل" المدينة اليهودية القريبة من مكان سكناه، قرية الرامة الجليلية، إلى سفرة تكاد أن تضع حدا لحياته!.

"كنت أقف بجانب المجمع التجاري في كرميئيل، بعد منتصف الليل، انتظر أن تنتهي وردية شقيقتي في مكان عملها لكي أقلها إلى المنزل، وخلال هذه اللحظات بدات أسمع هتافات "الموت للعرب"، "عرب قذرين"، وغيرها من الألفاظ الدنيئة التي وصفوا العرب بها". يقول الشاب حازم جبران ( 22 عاما).

ويتابع: " أنا لم اتوقع أني مستهدف في البداية، وتوقعت ان خلافا ربما قد يكون نشب بين شبان عرب ويهود في المنطقة ولذلك ظننت ان الامر لا يتعلق بي، إلى ان تقدم أحد هؤلاء الشبان العنصريين إلى سيارتي وطلب مني سيجارة، وعندها تأكدت أنه يريد أن يتأكد من لهجتي أنني عربي أو لا، فأجبته أنني لا أملك السجائر"!

ويروي جبران تفاصيل هذا الإعتداء العنصري الدموي عليه قائلا: " ما هي إلا لحظات حتى أخذ نحو 30 شابا يهوديا من مختلف الأصول بالتجمع حول سيارتي التي تعود ملكيتها لوالدي، وهي من نوع سوبارو التي يستقلها بسكل عام المواطنون العرب، وأخذوا يعتدون على السيارة بكل ما يصل يداهم، من حجارة، هراوات، وآلات حادة، وانا بطبيعة الحال لم اخرج من السيارة حفاظاً على حياتي بسبب هذا الهجوم الدموي، فما كان منهم إلا أن رفعوا السيارة وقلبوها على جانبها، ونتيجة لذلك أصبت عدة إصابات في رأسي، ويدي، ومناطق مختلفة من جسدي".

كان حظ حازم جبران بالنجاة أن شقيقته خرجت من مكان عملها، لتشاهد المشهد المؤلم حيث تهاجم مجموعة من العنصريين شقيقها، فما كان منها إلا ان تصرخ و تستغيث عل أحد يحرك ساكنا في مدينة بات العربي مستهدفا فيها بأي لحظة كما يقول الشاب حازم، ولحسن الحظ أن سيارة شرطة على ما يبدو كانت في منطقة الإعتداء، شاهدت شقيقته تستغيث حتى حضرت إلى المكان وتفرق المعتدون، ليس قبل ان يعتقل عدد منهم في وقت لاحق.

وعن اللحظات التي مرت عليه يقول جبران في حديث لمراسلنا: " اللحقيقة أن هذه الحادثة لم يسبق وان شاهدتها من قبل، لم أكن اتوقع أن يتم التعامل مع الشاب العربي بهذه الوقاحة وهذا اللؤم والحقد، مع انني لم أتكلم مع احد منهم، ولم يدور بيني وبينهم أي جدال أو نقاش، لقد كانت لحظات صعبة للغاية، تخيل أنهم يقلبون سيارتك ويوقلون لبعضهم "نريد ان نشاهد دما عربيا"!

من جانب آخر يؤكد جبران أن سيرته الحسنة ومسلكه معروف لجميع أهالي القرية، وأنه لا يتعدى على أحد بل على العكس تربطه علاقة طيبة مع الجميع، وانه لم يسبق وان فتح له أي ملف جنائي في الشرطة، أو شارك بأية شجار كان في السابق.

كما وانتقد تصرف أفراد الشرطة قائلا، ان مجموعة الشبان هذه قبل الإعتداء علي بوقت قصير، دخلوا إلى المطاعم في كرمئيل وأخذوا يبحثون ويسألون اذا ما أن هنالك شبان عرب يعملون في هذه المطاعم، بحسب ما علم لاحقا.

وفال أن المواطنون العرب في كرمئيل والعديد من المناطق هم عرضة للخطر والإعتداءات لكونهم عرب، وأن درجة العنصرية والتطرف في اوساط الشباب اليهود آخذة بالتزايد، وما وقع هذا الأسبوع لوحده من أحداث يؤكد صحة أقواله.

وتساءل أيضا: لا أستطيع أن أتخيل كيف لشاب يهودي في مقتبل عمره، من المهاجرين من روسيا والقفقاز وغيرها من المناطق، أن يحارب وجودي هنا رغم انني ولدت هنا وأجدادي ولدوا هنا، وهو لم يمض على هجرته بضع سنوات!"
..تعرض الطالب الجامعي الشاب كايد بشارة ( 20 عاما)، من سكان مدينة الطيرة في المثلث الجنوبي، إلى إعتداء همجي من قبل مجموعة من الشبان المتطرفين من اليهود، وذلك بالقرب من مساكن الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في الجامعة العبرية.

وقال بشارة الذي يدرس تخصص الصيدلة، سنة أولى، في حديث لمراسلنا، إنه وخلال عودته إلى مساكن الطلبة مع مجموعة من أصدقائه في ساعات المساء، تعرض إلى إعتداء من الخلف من قبل مجموعة من الشبان اليهود، الذي كانوا يجلسون على أحد المقاعد على جانب الشارع. حيث كان بشارة يتأخر عن رفاقه بضع خطوات لإنشغاله في مكالمة هاتفية، وعندما مر على مجموعة الشبان المكونة من 5-6 أشخاض، شعر بضربة قوية على الرأس ومن ثم أغمي عليه.

وكان زملاء الطالب الجامعي كايد بشارة، قد حاولوا تخليص صديقهم بسبب مواصلة الشبان لضربة، فما كان من العنصريين إلا أن إعتدوا عليهم أيضا، ومن ثم لاذوا بالفرار. وهرع ضابط الأمن في مساكن الطلبة الذي سمع أصوات الشجار إلى المكان، وبطلب من الشبان قام بإستدعاء سيارة الإسعاف وشرطة المنطقة، حيث نقل بشارة إلى مستشفى "هداسا " في مدينة القدس، ومكثف في المستشفى حتى صبيحة يوم اليوم التالي.

وحول خلفية الإعتداء يقول الطالب بشارة: " لم تكن أي خلفية، هم سمعوني اتكلم العربية خلال المكالمة الهاتفية، فإعتدوا علي، ولم يكن اي تبادل للحديث بيننا مسبقا، هذه ليست الحادثة الأولى التي يتعرض لها الطلاب العرب في "كريات يوفل" ( منطقة السكن) وفقط خلال الأسبوع الأخير تعرض نحو ثلاثة شبان لإعتداءات من قبل شباب متطرفون، ومجرد أن المعتدي هو يهودي والضحية هو عربي يدل على أن هنالك علاقة لهذه الحوادث ببعضها، وهي تدل على العنصرية المتجذرية في نفوس بعض المتطرفين".

هذا وقد قدم كايد، يوم أمس الأحد، شكوى في شرطة المدينة، التي من المفروض أن تتابع هذا الملف لما فيه من دلالات عنصرية تأتي على خلفية قومية، وخاصة على طلاب جامعيين يأتون للدراسة من مختلف المناطف العربية في الداخل.

وقد تسبب المعتدون المتطرفون للشاب كايد بجراح في مختلف أنحاء جسده، حيث قطع وريد أصبعه الأوسط، ويحتاج لمدة ثلاثة أشهر حتى يتماثل للشفاء، بالإضافة إلى إصابات أخرى في الظهر والكتف وذراعه الأيسر، وعينه اليسرى أيضا".

التعليقات