المئات في التظاهرة على أرض إقرث المهجرة يؤكدون على حق العودة ويحملون السلطات مسؤولية الاعتداء المتواصل على القرى المهجرة

شارك أهالي قرية إقرث المهجرة، والعشرات من الجماهير العربية والقيادات السياسية والدينية والجماهيرية، في التظاهرة الاحتجاجية على سياسة "الهدم والاقتلاع"، التي دعت إليها لجنة أهالي والتي أقيمت على أنقاض قريتهم المهجرة التي تقع إلى الشمال الش

المئات في التظاهرة على أرض إقرث المهجرة يؤكدون على حق العودة ويحملون السلطات مسؤولية الاعتداء المتواصل على القرى المهجرة

شارك أهالي قرية إقرث المهجرة، والعشرات من الجماهير العربية والقيادات السياسية والدينية والجماهيرية، في التظاهرة الاحتجاجية على سياسة "الهدم والاقتلاع"، التي دعت إليها لجنة أهالي والتي أقيمت على أنقاض قريتهم المهجرة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا، وتبعد عنها نحو 25 كيلو متر، بالقرب من قرى فسوطة، ترشيحا ومعليا.

وقد شاركت العديد من الأسر، رجالاُ ونساء وأطفالاً ، في هذه التظاهرة للتعبير عن رفضهم لممارسات السلطات الإسرائيلية في التضييق عليهم والاعتداء على قريتهم، حاملين الشعارات ومطالبين بالعودة إلى أرض الآباء والأجداد، ومتمسكين بالحضور إلى قريتهم المهجرة، رغم التضييق المستمر عليهم حتى اليوم، ومصرين على إقامة الصلوات في كنيستها، التي بقيت شاهدة على كبر الجرم التاريخي الذي ارتكبته العصابات الصهيونية.

وكانت السلطات الإسرائيلية ومجلس "معاليه يوسف الإقليمي" قد أقدما قبل أيام بجرف الشارع المؤدي إلى القرية، تحت جنح الظلام، بحجة أن أهالي القرية قاموا بمده بالإسمنت دون ترخيص، ورغم حفر الشارع فقد قام الأهالي بمد جزء من الشارع بالإسمنت في اليوم التالي، في خطوة للتأكيد على حق الأهالي بالوصول إلى قريتهم، وللتأكيد كذلك على هوية القرية، وتواصلهم معها رغم عملية التهجير ألقسري التي تعرض الأهل لها.
وفي التظاهرة اليوم العديد من النواب العرب، من بينهم النائب سعيد نفاع، ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي واصل طه، والمطران إلياس شقور، الشيخ كمال خطيب، وأعضاء في الجمعيات الأهلية .

وأكد المتحدثون في هذه التظاهرة، حق أهالي إقرث بالوصول إلى بلدتهم، دون عراقيل، بعد أن هجروا من أرضهم وتم تفجير منازلهم عام 1953، وعلى حقهم بالعودة الفورية إلى قريتهم وهو حق مقدس لا تنازل عنه، كما هو حق كل لاجئ بالعودة إلى منزله.

وحملت القيادات السياسية والدينية الحكومة الإسرائيلية وجهاز القضاء مسؤولية عدم تطبيق قرار المحكمة العليا منذ سنوات الخمسينات والقاضي بوجوب إتاحة الفرصة لأهالي إقرث وبرعم بالعودة الفورية إلى بلدتهم.

عماد داوود، رئيس لجنة مهجري إقرث، قال في كلمته، "أن الاعتداء وتخريب الشارع في ساعات الليل المتأخرة، هو جريمة أخرى ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق أهالي إقرث، لكن هذه الهجمة زادتنا صموداً وتمسكاً بأرضنا، ومن الغباء أنهم يضنون أنه بذلك سيضعفون عزيمتنا". وأضاف: " أحد الأساليب القذرة التي تستعملها السلطات الإسرائيلية هو محاولة تفرقتنا على أساس ديني، لكننا نؤكد أننا نعتز بالانتماء لعروبتنا كما نعتز أننا أبناء فلسطين مسيحيين ومسلمين موحدين، وليبحثوا عن طرق أخرى".

ودعا المطران إلياس شقور السلطات الإسرائيلية، لتنفيذ قرار المحكمة وإعادة أهالي إقرث إلى بلدتهم، وأضاف: " أملنا في العودة لن يتبخر، وسنعود يوما إن لم يكن بعد أعوام فليكن بعد 100 عام، لكننا مصرون على العودة"، ومضى قائلا: " إذا ظننتم أن حفر الشارع سيمر مر الكرام فإننا نقول لكم، انه في كل مرة تخربوا وتحفروا الشارع سنعود ونعبده من جديد، فمن العار أن ننسى قريتنا وأن ننسى أشجارها التي رويت بدماء الشهداء والمناضلين، ونحن على موعد مع العودة لا محالة".

النائب المحامي سعيد نفاع، من التجمع الوطني الديمقراطي، شدد على ضرورة التمس بتراب إقرث، وأن قضية إقرث ما هي إلا فصل من فصول التهجير والترحيل التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، " نقول أن اقرث وصمود أهلها المتمثل اليوم بالشباب هو أكبر دليل أن لا بديل عن الوطن، ولا بديل عن أرض الآباء والأجداد، ولذلك فأن أهالي إقرث سيعودون إلى بلدهم ويبنوها حجرا وراء حجرا من جديد، ونشعر أن هذا الموعد اقترب أكثر من أي وقت مضى".

أمير مخول، مدير عام اتجاه- اتحاد الجمعيات الأهلية العربية، قال: " إن أفضل خطوة قام بها أهالي إقرث، هو إعادة مد الشارع بالإسمنت من جديد، لان هذا الطريق هو طريق العودة، التي نؤكد أننا لن نتنازل عنها يوماُ". وأضاف: " من العار أن المجرم الحقيقي يحاول أن يحولنا نحن إلى معتدين، ويدعي وأن تعبيد الشارع هو مخالف للقانون، متجاهلين أننا أصحاب هذه الأرض التي هجرنا منها ونعيش على مسافة قريبة منها ننتظر العودة إليها، يتجاهلون ما اقترفوه من مجازر بحق أصحاب القرى المهجرة، لكننا نؤكد أننا أصحاب هذه الأرض ولن نتخلى عنها مهما حاولوا التضييق علينا ومهما طال مسلسل الاعتداءات والملاحقات".

وجاء في كلمة الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، الشق الشمالي: " "شعبنا مصمم على العودة إلى كل قرية أخرج أهلها منها عام 1948، شعبنا لا يمكن أن يسكت أمام هجمة اللصوص الذين يخرجون لتخريب الشارع في الظلمة، ولذلك نحن نقف اليوم على أرض إقرث موحدين على هويتنا القومية المشتركة ومصممين على الحفاظ على هذه الهوية مهما حاولوا زرع الفتنة والتفرقة بيننا".

رجا إغبارية، حركة أبناء البلد، قال أن التمسك بالأرض والتواجد فيها هو الكفيل للعودة لأن لا عودة بلا نضال، فاقرث لا يميزها أي شيء عن القرى الأخرى المهجرة، والعودة إليها رغم الحديث أن ملفها يختلف غيرها، لا تتم إلا بالنضال مثلها كمثل أي قرية أخرى".

محمد كناعنة، حركة أبناء البلد، قال مخاطبا أهالي إقرث: " نضالكم هو نضال كل فلسطيني هجر من بيته وارتكبت بحقه المجازر، وتنهك مقدساته الإسلامية والمسيحية منها دون تفرقة، ولذلك علينا أن نقف موحدين صامدين من أجل العودة إلى كل قرية هجرت، وأن نخوض النضال على درب الآباء والأجداد".

النائب حنا سويد، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أكد حق أهالي قرية إقرث بالعودة إلى بلدتهم، ووجوب وقف التضييق على وصولهم إلى تراب قريتهم وإقامة الشعائر الدينية فيها، "حلم العودة على إقرث وكافة القرى المهجرة ما زال حياً ويجب أن نوحد نضالنا لكي تكون العودة قريبة".

المحامي واكيم واكيم، سكرتير اللجنة للدفاع عن حقوق المهجرين، قال: "علينا أن نتعلم من دروس 60 عاماً ولت، وأن نستخلص العبر وننتقل لمرحلة جديدة، واجبنا أن نفكر بانتفاضة جديدة في العمل من أجل تحقيق حلم العودة، وخصوصية إقرث لا يمنع أن نضعها في المفهوم العام، وهذا الأمر ملقى على عاتق لجنة أهالي إقرث، يجب أن نضع ثقتنا في انفسنا موحدين وليس في مناحي أخرى".


..

التعليقات