اليمين المتطرف في جولة لمدن الشمال من أجل «التصدي للمد العربي» والعمل على «تهويد الجليل»

النائب نفاع : خطوة استفزازية شعبوية من عنصرية * النائبة حنين زعبي: هذا المنهج اصبح جزءً لا يتجزأ من الثقافة السياسية الإسرائيلية السائدة

اليمين المتطرف في جولة لمدن الشمال من أجل «التصدي للمد العربي» والعمل على «تهويد الجليل»
يواصل اليمين الإسرائيلي المتطرف حربه ضد الوجود العربي في المدن الشمالية، ولا يخفي عنصريته بالدعوة إلى التطهير العرقي للعرب من تلك المدن والدعوة إلى تهويدها بشكل مطلق ومنع العرب من امتلاك المساكن والأراضي فيها. وكما دفعت ممارساته للمواجهات في عكا ها هو ينشط في كافة المدن المختلطة لإقصاء العرب والحفاظ على تلك المدن خالية من «الخطر الديمغرافي» المتمثل بفلسطينيي الداخل.

تحت شعار " تهويد الشمال وتجنيد اليهود لمواجهة سيطرة العرب على المدن الشمالية" يجري نواب الحزب اليميني المتطرف "إيحود ليئومي" اليوم جولة في عدد من مدن الشمال على رأسها "كرمئيل"، "ونتسرات عيليت" التي شهدت في السنوات الأخيرة ازديادا في أعداد قاطنيها العرب، لمحاربة المد العربي في تلك المدن. وأعلن الحزب أن هدف الزيارة هو «الاطلاع عن كثب على سيطرة العرب على مدن الشمال وإعداد خطة عمل لوقف هذه الظاهرة وإعادة تهويد الجليل إلى صدارة الاهتمام الرسمي والشعبي ».

وحال وصول النبأ حول نية اليمين العنصري زيارة مدينة "كرمئيل" نظم نشطاء عرب مظاهرة قبالة البلدية ضد الزيارة. وقالت الناشطة هيفاء غطاس في حديث اموقع عرب48 إن من حق العرب السكن على أرضهم في وطنهم وندعو الجميع إلى مساندة نضالنا ضد الوحش العنصري.

يشارك في الجولة عضو الكنيست رئيس حزب إيحود ليئومي يعكوف كاتس، وأعضاء الكنييت عن الحزب: أوري أرئيل، وأرييه إلداد، وميخائيل بن آري. وسيلقون مع رؤساء بلديات ورجال دين وممثلي جمعيات استيطانية، لبحث ما أسموه «سبل التصدي لسيطرة العرب المتنامية على المدن الشمالية».

وسيحث أعضاء الكنيست المتطرفون، رؤساء وأقسام البلديات على التشديد على منع تأجير المساكن أو بيعها للعرب، ومنع بيعهم قسائم البناء، وفي المقابل تشجيع اليهود للانتقال للسكن في تلك المدن. ومحاربة تغلغل العرب في تلك المدن والسيطرة على أحيائها.

وكان بن آري قدم في الكنيست السابقة مشروع قانون يمنع بيع الأراضي للعرب في مدينة كرمئيل من أجل منع العرب من السكن في المدينة. وقام مؤخرا بتقديم مشروع القانون مجددا وسيحاول تمريره.

يذكر أنه تم العام الماضي توزيع منشورات في مدينة "كرمئيل" تطالب بعدم بيع المساكن للعرب وتدعو إلى الحفاظ عليها يهودية صرفة.


وفي تعقيبها على الجولة قالت النائبة حنين زعبي:" هذا المطلب لنواب اليمين هو لا يهدد فقط الحقوق الاساسية والسياسية والحق في التملك وانما يمس وبشكل صارخ وهو تهديد واضح وصريح لوجود المواطنين العرب في وطنهم.

" هذه التصريحات والتهديدات المتكررة ليست مجرد خطوة استشنائية لهذا الحزب اليمين او ذاك وانما اصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة السياسية السائدة في الدولة. وهذه الزيارات المختلفة الى ام الفحم اولاً ومن ثم الى البلدات اليهودية التي يسكن فيها العرب هي جزء من حملة منظمة لليمين الاسرائيلي.

" لن يقف المواطنون العرب مكتوفي الايدي ازاء هذه التهديدات ولن يترددوا باستخدام كافة الوسائل القانونية المتاحة من اجل الحفاظ على الوجود العربي في كل مكان وكل بلدة .

" هذا المطلب الاستفزازي هدفه ضرب الوجود العربي والتحريض عليه وهو يشكل امتحاناً لكيفية تعامل المؤسسة الاسرائيلية مع مثل هذه التهديدات العنصرية والفاشية.

" يذكر ان قضية حفاظ العرب على ارضهم ومسكنهم هي القضية المركزية الاولى التي سيواجهها العرب في البلاد خلال السنوات القادمة، حيث اظهر بحث اجراه مركز الجليل مؤخراً ان 55% من العرب في البلاد سيحتاجون لوحدة سكنية واحدة على الاقل خلال السنوات العشر القادمة، في الوقت الذي لن يستطيع ثلثهم من الحصول على هذا الاحتياج وبالتالي ستشكل قضية الارض والمسكن قضية مركزية في العلاقة بين العرب والحكومات الاسرائيلية القادمة".
وقد فع اليوم العشرات من ممثلي العائلات العربيّة التي تسكن كرميئيل الشعارات المنددة بزيارة نواب "الاتحاد القومي" للبلدية الذين يطالبون بترحيل العرب عن المدينة ومنعهم من السكن وشراء الشقق السكنيّة.

وقد شارك في التظاهرة النائب سعيد نفاع (التجمع) والذي أفادته السيدة هيفاء غطاس عضو القائمة المحليّة "كرميئيل للكل " وعضو جمعية " تواصل نساء كرميئيل": أن 700 عائلة عربيّة تسكن البلدة إما استئجارا وإما تملكا، وقد جاءوا اليوم لهذه التظاهرة احتجاجا واستنكارا لزيارة نواب الكنيست من "الاتحاد القومي" لرئيس البلدية مطالبين بطرد العرب ومنع بيع الشقق السكنيّة لهم.

عند وصول النواب علت هتافات المتظاهرين " فاشيين إخرجوا من هنا" و"الفاشية لن تمر" و"نعم للعيش المشترك"، هذا وتواجدت أعداد كبيرة من الشرطة أحاطت بالمتظاهرين لمنعهم من الاقتراب من النواب.

وقد علق النائب نفاع: هذا استفزاز شعبوي من فاشيين والغريب أن يقبل رئيس البلديّة زيارة على جدول أعمالها طرد العرب. العرب يُخنقون سكنيا واقتصاديا في قراهم وعندما يجدون مكانهم السكني ولقمة عيشهم في المدن المجاورة يثير هذا سخط العنصريين أمثال هؤلاء ويستكثرون عليهم حتى العيش.

..

التعليقات