تكريم أمهات الأسرى والشهداء في احتفال بعيد الأم في باقة الغربية..

-

تكريم أمهات الأسرى والشهداء في احتفال بعيد الأم في باقة الغربية..
احتشدت جماهير غفيرة من النساء من باقة الغربية وجت وزيمر، يوم أمس الأحد، في الحفل الذي نظمه التجمع الوطني الديمقراطي واتحاد المرأة التقدمي في باقة الغربية بمناسبة "عيد الأم" و"يوم المرأة".

وشمل الاحتفال، الذي أقيم في قاعة "ليالينا"، العديد من الفقرات الفنية والأغاني التراثية وعرضا مسرحيا، كذلك تكريم أمهات الأسرى والشهداء من باقة الغربية وجت. كما شارك فيه أمهات الأسرى من باقة الغربية، ووالدة الشهيد رامي غرة من قرية جت، الذي استشهد في هبة القدس والأقصى في العام 2000.

تولت عرافة الاحتفال صفاء شحادة - دقة فحيت باسم التجمع واتحاد المرأة التقدمي جميع النساء وجميع الأمهات في كافة أنحاء الوطن العربي والضفة والقطاع، مشيرة إلى أن آذار هو يوم المرأة ويوم النضال، ويوم الأم ويوم العطاء وبداية الربيع، ويوم الارض والتضحية.

وألقت كلمة اتحاد المرأة المربية امتياز كتانة، حيث وجهت التحية لكافة الهيئات والمؤسسات الداعمة والمساندة للمرأة بشكل عام، وللمرأة العربية والمرأة الفلسطينية بشكل خاص. وأشارت إلى التمييز والاضطهاد المضاعف، مرة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، ومرة من قبل المجتمع.

كما وجهت التحية لاتحاد المرأة التقدمي، مشيرة إلى أنه بذل ولا يزال الجهود من أجل توعية المرأة بحقوقها، والمطالبة بها ورفع مكانتها. كما شكرت التجمع الذي أنصف المرأة وجعلها في مركز صنع القرار.

وكانت ضيفة الشرف في الأمسية النائبة حنين زعبي، وعدد من النشاء العاملات في مجال حقوق المرأة.

وفي معرض كلمتها قالت النائبة زعبي إن يوم المرأة هو يوم غال، به تتذكر المرأة وتذكّر مجتمعها أن المرأة هي إنسان أولا، وأن حقوقها تشتق من كونها كائنا متساويا مع الرجل في حقوقه الطبيعية والسياسية والاجتماعية. وأن النداء والعمل من أجل مساواة المرأة بالرجل هي الطريقة الوحيدة للعمل من أجل شراكة طبيعية وحقيقية بين المرأة والرجل، وهي إحدى استحقاقات الإيمان بأن قيم العدل والمساواة والحرية هي قيم كونية يجب أن تنطبق على الجميع.

وشددت النائبة زعبي على أن مساواة المرأة هي ليست خسارة للرجل، بل هي ربح له وربح صاف للمجتمع. فمثلا، عمل المرأة هو ليس حقا تحقق به ذاتها فقط، بل بواسطته تنخفض نسبة الفقر إلى الثلث في مجتمعنا. كما أن دخول المرأة للحيز السياسي والعام، ومكانها الطبيعي في أماكن صنع القرار في اللجان الشعبية ولجان أولياء الأمور، وفي السلطات المحلية والأحزاب، يجعله أكثر استيعابا واستجابة لاحتياجات المرأة، كما ويبعده عن قيم التعصب والعائلية والطائفية، ويقربه من معايير الكفاءة والإنسانية، إذ لن تقرر العائلة أبدا أو الطائفة أن تمثلها امرأة.

وأضافت أنه بالتالي فإن العمل من أجل حقوق المرأة، هو الوجه الثاني للعمل من أجل مجتمع عصري، غير طائفي وغير عائلي.

من جهة أخرى تحدثت النائبة زعبي عن تأثير النكبة على هدم الطبقة الوسطى، الحاملة التقليدية لفكر المساواة والعدل وتقدم المرأة. كما تحدثت عن ظاهرة العنف ضد المرأة، قائلة إن نهضة المجتمع تتوقف على مكانة المرأة فيه، وأن العنف ضد المرأة هو نتيجة لاستضعاف المرأة من جهة، ونتيجة لضعف المرأة من جهة أخرى، عندما تتبنى دونيتها أو عندما تعتمد في حياتها على إعالة زوجها. وبالنتيجة فإن الاستقلال الاقتصادي للمرأة هو إحدى أهم مكونات قوتها.

ووجهت النائبة زعبي تحية إلى المرأة الفلسطينية المحاصرة والمحتلة في غزة، والمحتلة في الضفة، والمقاومة للشتات، والمناضلة لحق العودة ولحقوق الشعب الفلسطيني.

وبدورها شكرت والدة الأسير إبراهيم بيادسة التجمع والمبادرين لهذا الاحتفال. وجرى بعد ذلك تكريم أمهات الأسرى، ووالدة الشهيد غرة.

كما تمت قراءة مقتطفات من كلمة الأسير وليد دقة لأمه في يومه الأول من العام العشرين في الأسر. ومما جاء فيها: "اعترف الآن وفي عامي العشرين في الأسر باني ما زلت لا أحس الكراهية ولا الخشونة والفجاجة التي تفرضها حياة السجن واعترف أني ما زلت أفرح لأبسط الأشياء فرح الأطفال ، وامتلئ سعادة لتشجيع أو إطراء أو كلمة طيبة، اعترف بان قلبي يخفق لوردة أشاهدها على شاشة التلفاز أو لمشهد طبيعي أو مشهد البحر، واعترف باني سعيد رغم كل شيء ولا أشتاق لأي ملذة من ملذات الحياة سوا لمشهدين: الأطفال والعمال".

واستمر البرنامج الاحتفالي في مسرحية ذاكرة النسيان ومحاضرة عن الأغاني والتراث الشعبي.
......

التعليقات