جمعية "صوت العامل": انجازات عمير بيرتس لشرائح العمال تنحصر في موافقته على فصل الآلاف منهم

"قيادة الهستدروت باعت حقوق ومصالح العاملين بابخس الاثمان"

جمعية
اصدرت جمعية "صوت العامل" النقابية في الناصرة، بيانا شديد اللهجة ضد نقابة العمال العامة - الهستدروت ورئيسها عمير بيرتس، على خلفية الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع وزارة المالية لانهاء الاضراب الذي اعلنته الهستدروت قبل اسابيع.

وقالت "صوت العامل" في بيانها ان التشويشات والاضرابات التي كانت قد نفذتها الهستدروت على مدى الخمسة اسابيع الاخيرة، انتهت بعد فترة من البلبلة والاستياء من قبل الجمهور الذي كان بغالبيته غير مبالي بهذا الاضراب، ولا يعرف اصلا ماهي اهداف هذا الاضراب واذا ما كان يمثل مصالحه وهمومه اليومية المثقلة بعبىء الحياة الاقتصادية.
وتساءلت الجمعية في بيانها عن مدى صحة مزاعم المسؤولين في الهستدروت بأنهم لن يسمحوا بالمس بحقوق العاملين وسيدافعون عن الشرائح الفقيرة المتضررة من الخطة الاقتصادية. وأشارت الى ان "الانجازات" الوحيدة التي حققها بيرتس، هي موافقته على فصل العمال.

وقالت الجمعية: "ان الاتفاق الذي تم انجازه بين وزارة المالية والهستدروت يشير الى ان قيادة الهستدروت قد قدمت تنازلا تلو الاخر لوزير المالية في مجال حقوق واجر العاملين، واثبتت انها تبيع حقوق ومصالح العاملين بابخس الاثمان التي تصب في مصلحة عمير بيرتس وحزبه الذي يتعكز على الاحزاب الصهيونية وبعض العرب المنتفعين. وقالت الجمعية ان هذه التنازلات تطرح العديد من التساؤلات حول الجدوى والحاجة للاضراب الذي اضر بالجمهور طالما لم يحقق اهدافه".

وأضافت: "لقد وافقت الهستدروت على تقليص اجر العاملين في القطاع العام بقيمة 2 مليارد شيكل للعام 2003 وتقليص اخر بقيمة 2 مليارد شيكل لعام 2004، وتتراوح نسبة التقليص في اجور العاملين في القطاع العام بنسبة تتراوح بين 2% - 17%. وتعهدت الهستدروت ايضا بالمحافظة على "الهدوء" وعدم اجراء تشويشات او اضرابات في مرافق الدولة.
"كذلك نص الاتفاق على عدم دفع علاوة الغلاء المقررة للعام 2004 في مخصصات النقاهة للعاملين في القطاع العام وغالبيتهم العظمى يعملون في المؤسسات والمرافق الحكومية.
"اما في مجال فصل العاملين في القطاع العام فبموجب الاتفاق سيتم فصل 1500 عامل وموظف في المرافق الحكومية واحالة عدد اخر الى التقاعد المبكر وستقوم الهستدروت خلال فترة 42 يوما بتجهيز قوائم العاملين الذين سيتم فصلهم.
" اما في موضوع صناديق التقاعد والذي كان محور الخلاف الرئيسي بين المالية والهستدروت فان الوضع بقي على حاله ولا تزال الفجوات كبيرة بين الطرفين ولذلك فان البت في هذه المسالة سيكون من صلاحيات لجان خبيرة خاصة تتفق عليها الهستدروت والمالية فيما بعد، وحتى الوصول الى مرحلة التفاوض في هذه المسالة سنرى عمير بيرتس عما اذا كان سيقدم المزيد من التنازلات في صناديق التقاعد وربما سنشهد انتصارا اخرا لوزير المالية نتنياهو على بيرتس "ممثل الفقراء والعاملين".

خيبة العمال والعاطلين عن العمل

ان اكبر المفارقات في " نضال " الهستدروت من اجل مصالح العاملين في القطاع العام ( عاملي المكاتب الحكومية وشركة الكهرباء، بيزك، الموانىء، المطارات الخ..) يكمن في مساومة الهستدروت وتتنازلها امام وزارة المالية عن حقوق هؤلاء العاملين. الهستدروت تدعي بانها حققت انجازات جبارة للعمال بينما قررت، في الوقت ذاته، فصل مئتي عامل من عامليها في مجالس العمال المحلية والقطرية وخصم نسبة 10% من رواتب الموظفين الذين سيواصلون عملهم، ومن الجدير ان نذكر هنا ان لجان عمال الهستدروت كانت قد اعلنت الاضراب قبل شهر وتوجهت لمحكمة العمل لالزام الهستدروت على دفع رواتب مستخدميها.

ان عمير بيرتس وقيادة الهستدروت التي نصبت نفسها "مدافعا شرعيا" عن حقوق العمال والعاطلين عن العمل اكدت مرة تلو المرة بانها لن تسمح لحكومة نتنياهو المس بالطبقات الضعيفة، لكن ما يحدث على ارض الواقع هو ان النقابة لم تحرك ساكنا ازاء بنود الخطة الاقتصادية التي تتعلق بالنهب المكشوف لمخصصات البطالة وضمان الدخل والتقليص في مخصصات الاولاد والغاء منح الولاده اضافة الى خصم نسبة 10% من مخصصات حواث العمل.

لقد اعتقدت بعض المنظمات الاجتماعية في اسرائيل ان الهستدروت تقف الى جانبها في النضال من اجل منع تمرير بنود الخطة الاقتصادية التي تضرب بشدة في مخصصات التامين الوطني لا سيما مخصصات الشيخوخة ومخصصات الدخل، لكن هذه الامال والتوقعات سرعان ما تبخرت وحلت محلها الخيبة والاحباط بعد انتهاء الاضراب، اذ اعلن عمير بيرتس ان الهستدروت تواجه مشكلة في الدفاع عن الشرائح الضعيفة التي تعيش على المخصصات لان الهستدروت هي عبارة عن تنظيمات مهنية تدافع عن العمال وليس عن العاطلين عن العمل.

ان جمعية "صوت العامل" ترى ان الهستدروت لم تكن في يوم من الايام تعبر عن مصالح العمال والضعفاء في الوسط العربي، ولا حتى الوسط اليهودي، لقد كانت الهستدروت في الوسط العربي وستبقى جهازا للتوظيف وتجنيد مقاولي الاصوات لحزب "عام احاد" والاحزاب الصهيونية.

التعليقات