د.عزمي بشارة: القضية الفلسطينية أقوى مما كانت عليه

ويضيف في محاضرة القاها في الجامعة العربية الأمريكية، في جنين، ان القضية الفلسطينية لم تكن مرتبطة بأي نظام من الأنظمة السياسية

د.عزمي بشارة: القضية الفلسطينية أقوى مما كانت عليه
وكانت الجامعة العربية الأمريكية قد استضافت الدكتور عزمي بشارة بدعوة من حركة الشبيبة الطلابية فيها. وكان في استقبال بشارة الأستاذ الدكتور وليد ديب رئيس الجامعة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وممثلي حركة الشبيبة الطلابية, وقدم ديب شرحاً عن الجامعة وكلياتها وأعداد الطلبة والمواد التي تدرسها الجامعة ودور الجامعة في تنمية الفكر السياسي الواعي لمعطيات العالم من حولنا.

وأثنى بشارة على الجهود الجبارة التي تبذلها الجامعة لإستمرار العملية التدريسية بإنتظام مؤكداً على اعجابه بالجامعة لما تقدمه من تعليم متميز لإبناء فلسطين. وثمن موقف المدرسين الأجانب في الجامعة الذين رفضوا طلب بلادهم مغادرة فلسطين وصمموا على بقائهم بجانب احبائهم طلبة الجامعة.

ورحبت حركة الشبيبة الطلابية في كلمتها بالدكتور عزمي بشارة مشيرة في كلمتها الى دور بشارة ومواقفه الشجاعة التي أتثبتت قوتها وتصديها للمخططات الإسرائيلية التي وقف ضدها بشراسة وخاصة ضد مسح الهوية الفلسطينية.

ورحب الدكتور عبدالله ولويل عميد شؤون الطلبة في الجامعة بالدكتور بشارة وشكره على تلبيته لدعوة حركة الشبيبة لزيارة الجامعة وشدد على دور الجامعة في تنمية الوعي السياسي في المجتمع الفلسطيني من خلال استضافتها لكبار المفكرين السياسيين.واستهل الدكتور عزمي بشارة المحاضرة بشكر الجامعة العربية الأمريكية وحركة الشبيبة الطلابية على دعوته, وثمن صمود الجامعة خلال الظروف الصعبة للحفاظ على المستوى التعليمي العالي الذي يمثل الضمان الأساسي لإستمرار المجتمع الفلسطيني الذي حاولت إسرائيل تقطيعه مؤكدا ضرورة "أن نبني نخبة من المتعلمين المثقفين لإستمرار حياة المجتمع والتي تمثل أساس نضاله", وأكد على أن كل خطوة تتجه لدعم الوجود الفلسطيني هي خطوة استراتيجية في النضال الفلسطيني.

وقال بشارة أنه يتبنى فكرة أنه لا يوجد حل قريب للقضية الفلسطينية وهذا بحاجة لتثبيت النضال على المدى البعيد والتعليم أساس النضال مشيراً الى دور الجامعات في صهر بوتقة القيادات النضالية السياسية.

كما نوه بشارة في محاضرته الى خطورة محاولة أسرائيل فصل أبناء الضفة عن غزة وعن أبناء الداخل ولذلك، قال، يجب ان نوجه مخططاتنا السياسية الى تجاوز محاولات التقطيع الإسرائيلي لفئات الشعب الفلسطيني الواحد على أسس جغرافية.

أكد د.عزمي بشارة، خلال محاضرة القاها في الجامعة العربية الأمريكية، في جنين " أن القضية الفلسطينية اكتسبت المزيد من القوة، ولم تضعف، كما يدعي البعض، بعد إحتلال العراق" منبهاً الى أن القضية الفلسطينية " لم تكن بأي حال من الأحوال مربوطة بهذا النظام أو ذاك، فهي قضية حق وعدالة وقضية شعب له كل الحق في انتزاع هويته رغماً عن كل السياسات الهادفة الى مسح الهوية الفلسطينية" . وفسر قوة القضية باستخدامها كحجة من قبل الداعين للحرب والرافضين لها في نفس الوقت، وبهذا أصبحت القضية الفلسطينية، وبإجماع العالم، قضية أصحاب حق تمثل العدل الذي يجب أن يطبق.

وأشار بشارة الى ان التصريحات التي ادلت بها مستشارة الامن القومي الاميركي، كوندوليسا رايس، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" ، الاسبوع الماضي، وقالت فيها "إن أمن اسرئيل هو مفتاح الأمن في العالم"، يعبر عن أن " أمن فلسطين هو مفتاح لأمن العالم، وهذا يمثل قوة بحد ذاته لقضيتنا" .

وفي سياق استعراضه لسياسة أمريكا الإستبدادية المتمثلة بتدخلها بأنظمة دول العالم الثالث، اشار بشارة الى انها بدأت منذ عام 1946 عندما دبرت أمريكا عملية الإنقلاب في غواتيمالا، ومنذ ذلك التاريخ ، نفذت أمريكا، 252 تدخلا عسكريا في أنحاء العالم بدون وجود صفة شرعية من الأمم المتحدة, والجديد الآن بخلاف الفترة السابقة هو الفجوة التكنولوجية والقدرة التكنولوجية التي تتمتع بها أمريكا، فقد زاد هذا من قدرتها على شن الحروب. والنقطة الثانية - اضاف بشارة - أن أمريكا أصبحت القطب الوحيد في العالم ولا يوجد من يقف في وجهها، وبالتالي لم يعد هناك وجود للتدخلات العسكرية التقليدية ذات القطبين، وما حدث في فيتنام والعراق خير مثال على ذلك.

وفي ظل كل تلك المعادلات برزت خارطة الطريق، والتي قبلت بها القيادة الفلسطينية بدون شروط مع أنه لايوجد فيها نقطة جاهزة للتطبيق غير الإلتزامات الأمنية الفلسطينية والباقي خاضع للمفاوضات وكل ذلك مرهون بإقتناع اسرائيل بتنفيذ التعهدات الأمنية. وأشار الى أن خارطة الطريق التي سلمت قبل أيام هي نفسها الخطة القديمة التي تم تسليمها بتاريخ 28-12-2003.

وأكد بشارة أن خارطة الطريق لا تحدد شيئاً بالنسبة للقضايا الجوهرية للقضية الفلسطينية مثل الحدود والقدس والمياه واللاجئين. ونوه الى تصريح كولن باول الأخير الذي قال فيه ان خارطة الطريق هي أداة للمفاوضات وليست الحل, مضيفاً أن الجزء الأساسي من النضال هو قوة الإرادة والعزيمة ووضوح الرؤية وليس الحرب النظامية.

وفي نهاية المحاضرة أكد على أن المهم هو كيف نصوغ قضية عادلة وكيف نطرح هذه القضية دولياً مشيراً الى أنه رغم كل الظروف فإننا قريبون من النصر رغم طول المدة الزمنية، لأن الخطة الإسرائيلية تمثل خطة الفشل فالوضع الإقتصادي والسياسي الراهن في اسرائيل صعب جداً وهي بحاجة لفترة طويلة لمعالجتها ونجاح شارون حالياً سببه احتضان أمريكا له بعد 11 أيلول وعدم وضوح الرؤية لدينا.

التعليقات