رغم تعرضها لإطلاق نار من مجندين؛ الشرطة في موقع المتفرج: أجواء مشحونة وحارات مغلقة بعد جولة عنف مؤسفة شهدتها شفاعمرو للمرة الثانية خلال أيام..

النائبة زعبي: ظاهرة العنف المنتشرة تأخذ منحى طائفيا في البلدات متعددة الطوائف، خاصة مع ظاهرة وجود مجندين * واصل طه: الفتنة تهدف إلى تمزيق شفاعمرو وضرب الإجماع الشامل على رفض لوائح الاتهام في قضية الإرهابي زادا

رغم تعرضها لإطلاق نار من مجندين؛ الشرطة في موقع المتفرج: أجواء مشحونة وحارات مغلقة بعد جولة عنف مؤسفة شهدتها شفاعمرو للمرة الثانية خلال أيام..
رغم الهدوء الظاهر إلا أن الأجواء لا تزال مشحونة في مدينة شفاعمرو، في حين لا يزال عدد من الشوارع مغلق، وذلك في أعقاب جولة العنف المؤسفة الثانية التي تشهدها المدينة منذ ليلة السبت الماضي.

ورغم التواجد المكثف لقوات الشرطة إلا أنها لم تبادر إلى وقف أعمال العنف، التي اتخذت طابعا طائفيا، واستمرت قرابة 5 ساعات متواصلة ليلة أمس، من الساعة الحادية عشرة ليلا وحتى الرابعة من فجر اليوم، جرى خلالها حرق وتحطيم عدد من المركبات، ووقعت أضرار في عدد من المنازل.

وعلم موقع عــ48ـرب أن عمليات العنف هذه وقعت على مرأى ومسمع من الشرطة التي لم تحرك ساكنا، رغم تواجدها بقوات كبيرة في المدينة.

كما أكد شهود عيان لـ عــ48ـرب أنه تم إطلاق النار باتجاه الشرطة من قبل جنود وجنود احتياط شاركوا في أعمال العنف، ورغم ذلك فإن الشرطة لم تتحرك. ونقل شهود عيان عن قائد شرطة شفاعمرو قوله إنه يتم إطلاق النار على الشرطة من سلاح "أم 16" التابع للجيش، بيد أن الشرطة قررت عدم الرد، على حد قوله.

كما جاء أن الهدوء يسود المدينة، بيد أن الأجواء لا تزال مشحونة، ولا تزال بعض الطرقات مغلقة أمام الحركة، كما تم إقفال عدد كبير من المحال التجارية. ورغم أن أعمال العنف البربرية هذه أخذت طابعا طائفيا، بين دروز ومسيحيين، إلا أن الأصوات العاقلة والوطنية تعمل على تهدئة الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية.

وعلم موقع عــ48ـرب أن الغالبية الساحقة من أهالي شفاعمرو تؤكد أن فئة ضالة من الشباب الطائشين، ممن لا تهمهم مصلحة بلدهم، هم من يقف وراء هذه الأعمال التي يدينها ويستنكرها الغالبية الساحقة من أبناء المدينة.

وفي حديثها مع موقع عــ48ـرب، قالت النائبة حنين زعبي إن هناك تقاعسا واضحا من الشرطة، التي كان بإمكانها السيطرة على الوضع خلال دقائق معدودة، وذلك بسبب تواجدها بقوات كثيفة في المدينة. وأضافت أنه يتضح عدم وجود قرار لدى الشرطة بوقف الأحداث العنيفة المؤسفة، رغم تعرض أفراد الشرطة، على ما يبدو، لنيران مجندين سابقين في الجيش الإسرائيلي.

وأضافت النائبة زعبي أن ما تشهده مدينة شفاعمرو يأتي في إطار مظاهر العنف التي تتفشى مؤخرا في القرى والمدن العربية، مثل مجد الكروم وأم الفحم وباقة الغربية وكفر قرع والطيبة وغيرها، في ظل تقاعس واضح للشرطة، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف المنتشرة في قرى الجليل والمثلث، تأخذ منحى طائفيا في القرى والبلدان متعددة الطوائف. أما مصيبة شفاعمرو عدا عن كونها مصابة بمرض العنف مثل الكثير من مدننا وبلداتنا العربية، فإنها أيضا مصابة بظاهرة وجود مجندين في الجيش يحملون السلاح، ويفهمون من خدمتهم في الجيش الإسرائيلي حرية الإعتداء على أبناء شعبهم، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في بلداتهم، ضد جيرانهم وزملائهم.

وفي السياق ذاته، لفتت زعبي إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي نشهد فيها ظاهرة إعادة النظر في الخدمة في الجيش الإسرائيلي من قبل العرب الدروز، تترافق مع اتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، وعقد مؤتمرات ضد الخدمة في الجيش.

وأضافت أنه للمرة الثانية في نفس البلد تجبر الشرطة الناس على الدفاع عن أنفسهم، حيث اعتادت الشرطة في شفاعمرو على السلبية والوقوف في موقف المتفرج.

وقالت: "لا نزال ندفع ثمن سلبية الشرطة في قضية الإرهابي نتان زادا، الذي ارتكب مجرزة شفاعمرو، حيث وقفت الشرطة موقف المتفرج. والآن يتكرر ذلك ثانية. فإذا كانت رسالة الشرطة إلى الناس بأنهم المسؤولون عن الدفاع عن أنفسهم، فلتعلن ذلك صراحة وسنتخذ نحن القرار المناسب".

وخلصت إلى أن "المستهدف في هذه الجولة من العنف ليس طائفة بعينها، بل إن المستهدف هو بلد بأكملها اسمها شفاعمرو، وأيضا ثقافة مجتمع ومستقبل أولادنا، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون رد فعلنا قيادة وشعبا".

تجدر الإشارة إلى أن النائبة زعبي بعثت برسالة إلى المفتش العام للشرطة نوهت فيها إلى سلبية الشرطة حيال الأحداث المؤسفة، كما طالبت الشرطة بالعمل بشكل حاسم على وقف أعمال العنف هذه، بالإضافة إلى إجراء تحقيق جدي في رفض الشرطة اتخاذ أي خطوة لمنع استفحال الموضوع وقرارها بعدم التدخل أمام مشهد حرق المركبات وإيقاع أضرار في عدد من المنازل والمحال التجارية.

ومن جهته عقب النائب واصل طه، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، بالقول إن هذه الفتنة يقف خلفها أجهزة تسعى لتفتيت مجتمعنا العربي إلى طوائف، وقد اختارت هذه المرة شفاعمرو مثلما استهدفت بلدات عربية أخرى سابقا.

وأضاف أن استهداف شفاعمرو يأتي لجملة من الأسباب، من بينها تفتيت حالة الإجماع الشامل في شفاعمرو على رفض تقديم لوائح اتهام ضد عدد من شبان المدينة في قضية الإرهابي زادا.

ودعا النائب السابق الشفاعمرويين إلى التعالي عن الخلافات وإطفاء نار الفتنة، لتعود شفاعمرو بلدا متسامحا ومتحابا كما عرفناها.

كما لم يستبعد سكرتير عام التجمع عوض عبد الفتاح، الذي قام بمعية الدكتور باسل غطاس وعضو اللجنة المركزية عز الدين بدران وعدد من كوادر وقادة الحزب بجولة على البيوت المتضررة من الإعتداءات، صباح هذا اليوم، "تورط أجهزة الظلام الإسرائيلية في خلق صراع داخلي يهدف إلى تسهيل السيطرة على المواطنين العرب وعلى توجهاتهم الوطنية والسياسية المناهضة للبنية العنصرية للدولة".

وأضاف: "أعتقد ربما توصلت السلطة إلى نتيجة مفادها العودة إلى الوسيلة القديمة – وهي وسيلة استعمارية (فرق تسد) هي الوسيلة الأنجع في قمع الأقلية القومية الفلسطينية عبر إشغالها بصراعات داخلية وبهمومها اليومية". وتدارك: "ولكن لا بدّ من مراجعة الذات وتحديد الأسباب الحقيقية لهذه الشجارات بين شباب من طائفتين لأسباب تافهة لتتحول إلى اعتداءات طائفية، كما حصل في بلدات أخرى تعيش فيها أكثر من طائفة واحدة.

وهذه مسؤولية قادة وممثلي الجمهور العربي في الداخل بدون استثناء.. صحيح أن العنف منتشر في العديد من القرى والمدن العربية وهو خطير ولكن حين يتحول إلى عنف طائفي فهو الخطر الأكبر ولا يجوز التهاون معه".

وأشاد عبد الفتاح بوفد مشايخ الطائفة الدرزية الذين جاؤوا إلى البيوت والمحلات المتضررة مستنكرين هذه الإعتداءات ومتعهدين بالمساهمة في منع تفاقم هذه الظاهرة ومطالبين بالكشف عن أسماء الفاعلين لمحاسبتهم.

........

التعليقات