سدّ الطريق الزراعية- مخطط مستمر لنهب أراضي معليا

سدّ الطريق الزراعية- مخطط مستمر لنهب أراضي معليا
تصدى المئات من أهالي قرية معليا في الجليل الأعلى، الأحد مطلع الأسبوع، لمحاولة شركة "ماعتس" إغلاق الممرّ الذي يستخدمه الأهالي للوصول إلى كرومهم وأراضيهم الزراعية، حيث تراجعت الشركة أمام تصميم الأهالي على التصدي لهذه الخطوة المستهجنة.
وكانت الشركة أغلقت هذا الممر، على شارع معلوت – نهاريا، لكن الأهالي هرعوا فور سماعهم بالخبر إلى حيث الممر وفتحوه بالقوة حيث اقتلعوا الأعمدة والعوائق الأخرى التي وضعتها الشركة. وقال النائب سعيد نفاع إنّ خطوة "ماعتس" هي استمرار لسياسة التضييق التي تنتهجها الحكومة ضد جماهير شعبنا، وليس صدفة أنها تجيء بالضبط في موسم قطف الزيتون حيث الحاجة ملحة لمثل هذا الممر.
وأضاف نفاع أنّ كل مناطق الشمال تشهد تطويرات لمفارق المستوطنات التي لا يتعدى عدد سكانها 20% من قرانا العربية في حين يتم إغلاق المداخل والمنافذ للأراضي الزراعية في القرى العربية. وحيّا نفاع وقفة أهالي معليا وردّهم الحازم لانتزاع حقهم عنوة.
ودعا المجلس المحلي في البلدة إلى جلسة طارئة شارك فيها رئيس المجلس وأعضاء اللجنة الشعبية وعدد من الأهالي ممن يهمهم الأمر، وذلك لاتخاذ قرار موحد في كيفية محاربة هذه النوايا السلطوية الخبيثة. وقال أنطون ليوس، المحامي الموكل بمتابعة القضية قانونيا إلى جانب النضال الجماهيري، إنه قد تبين لأهالي معليا أنّ هناك مخططات مبيتة قديمة لنهب الأرض وتحويلها إلى محميات طبيعية وإلى أحراج وأن المخطط الأخير ما هو إلا استمرار للمخططات السابقة. وأكد ليوس أن هنالك وحدة في معليا للتصدي للمخططات السلطوية، حيث تقرر في الاجتماع الطارئ إجراء مظاهرة جماهيرية للاحتجاج على مخططات السلطة ضد معليا، إلى جانب متابعة القضية لدى الوزارات المختلفة.
وكان نواب التجمع الوطني الديمقراطي، عزمي بشارة وجمال زحالقة وواصل طه، اجتمعوا بوزير المواصلات شاؤول موفاز في كانون الثاني من العام الحالي ووعدهم بأنه سيعمل على توفير مداخل إلى أراضي معليا الزراعية وذلك من خلال أنفاق تمر تحت الشارع الرئيس نهاريا معلوت، لكن الوعود ذهبت أدراج الرياح.
وتبلغ مساحة الأرض في المنطقة التي ابتغت ماعتس إغلاق المدخل إليها نحو 1500 دونم، وتعرف المنطقة بالاسم "زوانيتة"، التي تمتد على طول نحو ثمانية كيلومترات. ودأب الأهالي على استعمال المخرج والمدخل إلى ومن أراضيهم عبر طريق زراعية حيث أشّرت "ماعتس" على الشارع الرئيسي بجزيرة كونها تعترف بالمفرق وتقرّ بوجوده. لكنها حضرت يوم الأحد الفائت بآلياتها ومعداتها وبتصريح لإغلاق المفرق، الأمر الذي يعني أنّ على المزارع من معليا إذا ما ابتغى الخروج من أرضه نحو البلدة أن يقطع مسافة أربعة كيلومترات حتى المفرق التالي ما يعني ثمانية كيلومترات ذهابًا وإيابًا. وتدّعي "ماعتس" أنّ المفرق وخروج السيارات منه إلى الشارع الرئيس إنما يشكل خطرا على حركة السير، وهو ما يدحضه المحامي أنطون ليوس الذي أكد على أنه لم يحصل في المكان ولا حتى حادث سير واحد.
وكان الاتفاق مع "ماعتس"، منذ العام 1992، يقول أنطون ليوس: "عندما قاموا بتوسيع الشارع رقم 89 من نهاريا إلى معلوت، أن يفتحوا لنا مفرقين على الأقل واحد في منطقة "أبو شريدح" إضافة إلى مدخل البلدة، أي ثلاثة مداخل أو أنفاق تحت الأرض يدخل المعلاوي إلى أرضه منها ويخرج، وذلك بالإضافة إلى عدد آخر من المداخل التي نستطيع فقط الدخول إلى أراضينا منها. لكن الاتفاق ظل حبرًا على ورق ولم ينفّذ بل إننا لم نعد نراهم منذ أن أنهوا العمل في الشارع رقم 89".
وكان إلياس شاهين، وهو مدير مدرسة متقاعد يعرّف على نفسه بأنه مزارع، خصوصا إذا ما اعتمر القبّعة الخاكية، مارًّا كعادته في الطريق من وإلى كرومه من الزيتون. حيث كان في طريقه إلى معلوت لإجراء فحوصات لعامل عنده عندما لاحظ القوة الغازية يمدّون جسورًا وأوتادًا حديدية لغرض إغلاق الطريق إلى ومن كروم الزيتون في منطقة "زوانيتة". أوصل شاهين العامل إلى معلوت وعاد إلى مكان المخرج الذي تقفله القوة الغازية من عمال "ماعتس"، فوجد رئيس المجلس هناك مُحتارًا في أمره، حسب ما يقول شاهين. ويزيد: "لقد سألني رئيس المجلس ماذا يمكننا أن نفعل، خاصة أنهم يحملون تصريحًا بالإغلاق، فأجبته بأن "المسألة بسيطة لا تحتاج إلى كثير ذكاء: ما نفّذ بالقوة لا يهدم إلا بالقوة، هكذا يجب أن يكون ردّنا، حيث لا وقت لدينا للتوجه إلى القضاء ومقارعة البيروقراطية الإسرائيلية. وانقضضتُ على الإشارات التي وضعوها وبدأت باجتثاثها من أماكنها وأرمي بها جانبا فيما الناس يراقبون ما أقوم به. لقد رميتُ نحو عشر من الشارات الضوئية التي وضعوها، وهكذا فقد أطلقتُ الشرارة الأولى للشباب الذين وصل منهم نحو ثلاثمائة إلى المكان في دقائق معدودة غاضبين متحفّزين لكل أمر ولكلّ طارئ. وكان رئيس المجلس المحلي قد أجرى اتصالات مع بعض الجهات في البلدة التي قامت بتعميم الأمر على من تواجد من الشباب.
"ولقد قمتُ مع الشباب بوضع الجسور على عرض الشارع فأغلقناه في الاتجاهين، إلى نهاريا وإلى معلوت، فيما أفراد الشرطة يراقبون ما يجري ويصوّرون. ولقد اقتربت منّي شرطية وصوّرتني وهدّدت بأنها ستعتقلني، فأجبتها أنه ليست هناك مشكلة فأنا متقاعد وليس أفضل من أن آكل وأشرب على حساب الحكومة"!
هكذا، منع أهالي معليا، عنوة، إغلاق المتنفّس الوحيد من وإلى كروم زيتونهم في موقع "زوانيتة"، وهو الموقع الذي تصل مساحته إلى نحو 1500 دونم من الشجرة المباركة.



طالب نواب التجمع الوطني الديموقراطي، جمال زحالقة، واصل طه وسعيد نفاع، أمس الأول الأربعاء، وزير المواصلات شاؤول موفاز بالشروع الفوري بتنفيذ مشروع المداخل للأراضي الزراعية في قرية معليا الممتدة على طول شارع 89. وجاء في الرسالة أنه في الاجتماع الذي جرى بين الوزير وكتلة "التجمع" يوم 10/1/2007 تم طرح الموضوع وبحضور ممثل شركة "ماعتس" الذي قال في الجلسة إن هنالك مخططا لأقامة نفق ومداخل للاراضي الزراعية في قرية معليا الممتدة على طول شارع رقم 89 وسيتم تنفيذ المشروع في القريب. إلا انه حتى اليوم لم يتم البدء بالمشروع خلافاً لما جاء في الجلسة بين نواب التجمع والوزير". وأضاف نواب "التجمع" أنّ مدير شركة "ماعتس" كان بعث برسالة للنائب واصل طه، يوم 11/1/2007، يعلمه فيها بأنّ المخطط قيد المصادقة وبأنه ستتم إقامة مدخلين للقرى الزراعية المحاذية للشارع رقم 89. وفي نهاية الرسالة طالب نواب التجمع الوزير بإصدار أوامره الفورية لشركة "ماعتس" للشروع في تنفيذ المخطط وإقامة المداخل المؤقتة للأراضي الزراعية لكي يتمكن المزارعون من الدخول إلى أراضيهم إلى حين الانتهاء من تنفيذ المشروع بأكمله.

التعليقات