شرطة شارون تهاجم شقيقة شهيد هبة اكتوبر، عمر عكاوي، بعد انتهاء مظاهرة التجمع في الناصرة، وتعتقلها

الشرطة انقضت على عدد من المتظاهرين بعد تفرق غالبية المشاركين فيها، الذين جاؤوا لاستنكار استقبال شارون في الناصرة في وقت يواصل فيه جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني

شرطة شارون تهاجم شقيقة شهيد هبة اكتوبر، عمر عكاوي، بعد انتهاء مظاهرة التجمع في الناصرة، وتعتقلها
انقضت شرطة شارون، بعد ظهر اليوم، على عدد من المتظاهرين العرب الذين شاركوا في التظاهرة التي نظمها التجمع الوطني الديموقراطي في الناصرة، احتجاجا على زيارة رئيس الحكومة أريئيل شارون. وقامت قوة من الشرطة بالاعتداء على عضو سكرتارية فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، جميلة عكاوي، شقيقة شهيد هبة اكتوبر، عمر عكاوي، والقت بها ارضا، ثم انتزعت منها العلم الفلسطيني واعتقلتها.

وافاد مراسلنا ان الشرطة هاجمت التظاهرة بعد مغادرة غالبية المشاركين فيها، علما انها حاولت طوال ساعة التظاهرة استفزاز المشاركين فيها وانزال العلم الفلسطيني الذي حملته شقيقة الشهيد الذي قتلته شرطة اسرائيل اثر زيارة شارون الاستفزازية الى الحرم القدسي، التي قادت الى اندلاع الانتفاضة، والى العغدوان البوليسي الدامي على المواطنين العرب في اكتوبر 2000.

وقد لوحظ التواجد الكبير لقوات الشرطة وحرس الحدود، منذ بدء التظاهرة حيث قام أفراد الشرطة وحرس الحدود باحاطة المتظاهرين وحصرهم داخل حلقة من قوات الامن.

وكان المئات من أعضاء ومؤيدي التجمع الوطني الديمقراطي قد اجتمعوا امام القرية التعليمية، على اسم "توفيق زياد" في حي شنلر في الناصرة، اثناء انعقاد لقاء بين رئيس الحكومة أريئيل شارون، وممثلي اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية احتجاجا على الجرائم التي يواصل ارتكابها شارون وحكومته ضد شعبنا الفلسطيني. ووقف النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست، والسيد عوض عبد الفتاح، السكرتير العام للتجمع، على رأس التظاهرة. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بجرائم الاحتلال، كتب عليها "الاحتلال هو الارهاب" و"شارون مجرم حرب"، كما ردد المتظاهرون الهتافات المنددة بالاحتلال.

وافاد مراسلنا من مكان التظاهرة ان مجموعة من أعضاء الشبيبة الشيوعية في الناصرة انضمت الى التظاهرة، كما انضم وفد عن حركة أبناء البلد وآخر عن الحركة الاسلامية في الناصرة.

وفي مكالمة هاتفية مع النائب زحالقة من مكان التظاهرة قال "شارون شخصية غير مرغوب فيها في الناصرة وذلك بسبب سياسته الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني".

وحول اجتماع رؤساء سلطات محلية عرب مع شارون في الناصرة، قال النائب زحالقة "شارون يجتمع مع الرؤساء العرب ليسمعهم كلاما لا رصيد له. لقد جاء شارون يحدثهم عن المساواة، لكنه عمليا يعمق سياسة التمييز، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وسياسة التهجير. شارون حضر الى الناصرة ليتحدث عن المساواة ولكنه يقوم عمليا بتقليص ميزانيات السلطات المحلية العربية".

وقال النائب زحالقة "نحن لا نصدق شارون الذي فتح مع انتخابه فصلا جديدا يتميز بتكثيف التمييز ضد العرب".

وكان سكرتير التجمع الوطني الدموقراطي، عوض عبد الفتاح، قد أصدر بيانا، انتقد فيه استقبال اللجنة القطرية لشارون في الناصرة، في وقت يواصل فيه جرائمه ضد ابناء شعبنا العربي الفلسطيني ويواصل بناء جدار الفصل العنصري، وبعد "خطاب هرتسليا" الذي هدد فيه باتخاذ اجراءات من جانب واحد اذا لم يذعن الفلسطينيون لاملاءاته، ودعا فيه، ايضا، الى شمل المواطنين العرب في "الخدمة الوطنية"، او بالاحرى الخدمة الصهيونية.

وقال عبد الفتاح، "لقد اختار شارون التقاء اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، غدا الثلاثاء، في الناصرة، بدل ان يستقبلهم في مكتبه في القدس، كما سبق لهم مطالبته في رسالة سابقة، لطرح الازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطات المحلية العربية وقضايا التمييز التي يواجهها المواطنون العرب".

وتساءل البيان: "لماذا اختار شارون ان يأتي الى الناصرة ولم ينتظر حتى يحضر الرؤساء اليه، في هذا الوقت بالذات؟ هل هو كرم حاتمي، ام ان خطورة ما يحمله تجاه العرب يتطلب خطوة من هذا النوع؟ من الواضح ان حكومة شارون تتبنى مشروعا خطيرا وتمارسه ضد المواطنين العرب. ان حكومته، وعلى لسان وزير ماليته، تعتبر العرب في اسرائيل خطرا ديموغرافيا، وبالتالي لا بد من ايجاد حل قمعي آخر غير حل الترانسفير الذي لم يعد ممكنا في ظل الظروف الدولية الراهنة. ولذلك يأتي طرح الخدمة الصهيونية على المواطنين العرب كشرط لنيل الحقوق".

واكد البيان رفض هذا التوجه "باعتباره يتناقض مع الديموقرايطة وينطوي على ربط حقوق العرب بالولاء للدولة وايديولوجيتها الصهيونية، ما يعني تكريس رفض الاعتراف بالمواطنين العرب كأقلية قويمة وكجزء من شعب له حقوقه القومية والجماعية. كما ان فرض الخدمة الوطنية لن يغير السياسة الجوهرية للمؤسسة الاسرائيلية تجاه المواطنين العرب، ولن تكون سوى مدخلا لأسرلة العرب او تشويه مواقفهم بصورة كاملة، كما حصل مع اجزاء واسعة من الطائفة العربية الدرزية التي تعيش حتى اليوم محنة التجنيد الاجباري ومحنة التمييز العنصري في كافة مجالات الحياة".

واكد التجمع في بيانه "ان لا بديل عن النضال الوطني في مواجهة السياسة العنصرية ومحاولة احتجاز تطورنا كجزء من شعب عبر سلب كل مقومات القوة المادية والثقافية والمعنوية، فزيارة شارون لن تكون سوى محاولة لوضع العرب امام املاءاته وتوجهاته العنصرية".

التعليقات