كي لا ننسى: ندوة ثقافيه أحياء لمجزرة كفر قاسم في المركز الجماهيري راهط

-

كي لا ننسى: ندوة ثقافيه أحياء لمجزرة كفر قاسم في المركز الجماهيري راهط
تحت عنوان كي لا ننسى وتخليدا وأحياءً لمجزرة كفر قاسم الثالثة والخمسين أقامت جمعية أميرة الصحراءفي النقب واتحاد المراة التقدمي-فرع النقب ندوة ثقافيه يوم الاثنين 17-11-2009 في المركز الجماهيري حضره جمهور من مدينة راهط والنقب.

افتتحت الندوة وأدارتها السيدة منى الحبانين رئيسة جمعية أميرة الصحراء حيث وقف الحضور دقيقة حداد وقراءة الفاتحه على أرواح الشهداء، ثم تابعت قولها "لا يذكرنا التاريخ سوى بمسلسل الجرائم والمذابح والاغتيالات التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في كل شبر من ارض فلسطين وبحق اللاجئين في مخيمات الشتات حيث أريق الدم الفلسطيني دون أن يهز السفاح بشاعة جرائمه بحق شعب اغتصبت أرضه ويرفض الرضوخ والاستسلام والتنازل عن حقه الشرعي في أرضه ووطنه وإقامة دولته، سلاحنا كان المطالبه بحق الوجود وبحق العودة كحق شرعي وسلاحهم كان وما يزال البارود وصب الرصاص وقذف الطائرات ورجم المدرعات لملايين الشهداء الذين قتلوا بدم بارد وبدون محاكمة الجاني، ولم يزال مسلكهم ومنهجهم السلاح والدمار والغطرسة ووسائل تشويه التاريخ والمعالم ألفلسطينيه وطمس الذاكرة وتهويد الأرض والإنسان واسر لتهم ،والعنصرية التي بلغت عنفوانها أشده في الاونه الاخيره حيث نحرم مجرد الذكرى فلهم نقول لن ننسى مجزرة كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وجنين والحرم الإبراهيمي والطنطورة وقلقليه والبريج وخان يونس وأحداث غزة الاخيره التي راح ضحيتها 1400 شهيدا فرحمة الله على شهداءنا أجمعين.

،ثم رحب بالحضور عضو البلديه يوسف أبو زايد –رئيس لجنة العراقيب للدفاع عن ارض العراقيب حيث أشاد بدور الجميع رجال ونساء شيوخ وأطفال من اجل التصدي لمصادرة الاراضي في النقب التي نشهدها في الاونه الاخيره وخاصة ارض العراقيب التي تشهد الاعتداءات المتكررة ومحاولة مصادرتها

في المداخلة الأولى تحدث السيد حسين الرفايعه رئيس المجلس الإقليمي سابقا في مداخلته حول النقب ماض وحاضر ومستقبل حيث قال النقب مستهدف منذ ال48 ،حكومات إسرائيل في سنوات السبعين أعدت خطة لإقامة سبع تجمعات والهدف من إقامتها ترحيل كل أهل النقب إلى داخل هذه المجمعات ،هذه المجمعات أقيمت على أساس عشائري حتى تنجح الحكومة في مخططها بشجيع السكان للرحيل الى قرية العشيرة لأنه في تلك الفترة كان انتماء قوي للعشيرة، وهذا كان مخطط خبيث للتحايل على الناس لإدخالهم إلى هذه المجمعات ،المخططات ما زالت تعيد نفسها لان ألمؤسسه الاسرائيليه تفكر بنفس العقلية ألعسكريه، في ما بعد هذا المخطط ادرك أهل النقب الخطأ من وراء هذا المخطط وحينها بدا التفكير في بناء قيادة واعيه تدرك ما يدور حولها وبعد ذالك تاسس المجلس الإقليمي على يد مجموعة وطنيين أبناء النقب وبالذات من القرى الغير معترف بها، ووضعت هذه القيادة ألمنتخبه مخطط مهني حسب مطلب السكان وكذالك أعدت خارطة ووضعت أسماء القرى ألتاريخيه على هذه الخارطة ،هذا جاء بعد أن قامت المؤسسة الاسرائيليه بتغيير أسماء المناطق الى أسماء عبريه وفي آخر المطاف فرض المجلس الإقليمي الأسماء ألتاريخيه وبقيت قرانا بأسمائها التاريخيه وفشلت خطة الحكومة وانكسر مخطط السبع مجمعات ونحن في هذه الأيام نشهد بأنه رضخت حكومة إسرائيل إلى الاعتراف وبدأت مسيرة الاعتراف كل هذا جاء نتيجة نضال أبناءنا الشرفاء.

وتابع: في فترة من الفترات بعد أن أدركت حكومة إسرائيل أن خطتها فشلت أعدت مخطط أخر للاستيلاء على ما تبقى من اراضينا وأقرت حكومة شارون هذا المخطط في 25-3-2003 وهذا المخطط يتحدث بنفس ألعقليه التي ذكرناها في بداية الحديث وهو تجميع سكان القرى الغير معترف بها داخل قرى ابو بسمة ولكن المجلس الاقليمي برئاستي حينذاك أدرك هذا المخطط وتصدى له بقوة وبدأنا بمشروع توعيه السكان وكانت هنالك العديد من الندوات في هذه القرى وتوزيع مناشير لخطة مجلس أبو بسمة ،من الجدير ذكره انه عينت حكومة إسرائيل مجلس لتنفيذ خطة شارون وهذا المجلس قام بتخطيط هذه البلدات وتحت غطاء التخطيط حاول مصادرة الأرض وسجل على المخططات الهيكلية لقرى أبو بسمة ان الأرض تابعة لدائرة أراضي إسرائيل والحق عليها يعود إلى دائرة أراضي إسرائيل.

وأردف: كشف المجلس الإقليمي هذا المخطط وقام بتوعية السكان من هذا المخطط وفي النهايه إفشاله ،وفي نهايه حديثه قال كل شبر يشهد على شهداءنا الذين سقطوا بأيدي العنصريين والسفاحين.


ثم كانت المحاضرة المركزيه في الندوة عن احداث مجزرة كفر قاسم للسيد خليل الدهابشه عضو التجمع الوطني الديمقراطي. وتركزت حول انعكاساتها على النضال الوطني الفلسطيني أيام الحكم العسكري وبعده، متطرقا الى العقلية الصهيونية التي تعاملت مع العرب بعدوانية وشراسة منقطعة النظير بما في ذلك استراتجيات الإقصاء والإبادة التي اتبعت للتخلص من العرب.


وقال دهابشة" إن حكومة بن غوريون احتارت قليلا في إقرار مصير العرب الباقية، وبدلا من الطرد الذي سيؤجج الرأي العام خاصة بعد الكشف عن النكبة وأهوالها، وبعد التوقيع على اتفاقيات إطلاق النار مع الدول العربية، استوحى قادة إسرائيل فكرة فرض الحكم العسكري الصارم الذي يحد من الحركة، العمل التطور والتواصل وحتى تضميد الجرح النازف لهذا الشعب.

في عام 1952 حصل السكان العرب على الجنسية الإسرائيلية، إلا إن هذا التجنيس بات مرهونا بالسياسات الأمنية والمزاج العام للمؤسسة الحاكمة. التي اعتبرت العرب خطرا امنيا وطابورا خامسا بسبب الدم العربي الذي يجري في عروقهم. لهذا تم إقصاء العرب من دوائر التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي من جهة، وبناء اذرع رقابة وسيطرة من جهة أخرى.

إن الخطوط العريضة للسياسات الإسرائيلية في تعاملها مع العرب لم تتغير في جوهرها منذ النكبة. وعلى رأسها اعتبار العرب خطرا يوجب التخلص منه أو الحد منه، بمحاصرة الوجود العربي ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتشويه الذاكرة التاريخية وتشويه الشخصية العربية، وفي أحسن الأحوال خلق التبعية للمؤسسة الإسرائيلية، فنجدهم بعد 53 عاما من مجزرة كفر قاسم يطالبون بالولاء ثم تأكيده للدولة اليهودية وللصهيونية، واثبات استحقاقنا الجنسية الإسرائيلية وجدارتنا لها بأداء الخدمة الوطنية، وعدم إحياء ذكرى النكبة وعدم تذكيرهم بماضيهم الأسود وفضح سياساتهم. إذا، فان قاعدة التعامل مع العرب أرست أساسا من العداء، ففي التعامل مع الأعداء كل شيء مباح، إطلاق الرصاص والبطش والقتل المتعمد كما حدث في كفر قاسم والكثير من المجازر الذي يطول ذكرها وحتى استعمال الفسفور الأبيض في العدوان الأخير على غزة هاشم قبل عام.

وفقا لهذه القاعدة تم التعامل مع أهالي كفر قاسم بتاريخ 29\10\1956، القسماويون لم يحملوا حجرا أو بندقية ولم يشقوا عصا الطاعة وبالرغم من هذا تم ذبحهم في قريتهم كالقطعان دون رأفة أو رحمة. وبخلاف المجازر الأخرى التي بررتها إسرائيل لم يجد حكامها وجنرالاتها مبررا للمجزرة كالدفاع عن النفس أو إثارة الشغب أو إيواء المخربين وما إلى ذلك، فنحن نتحدث عن أناس مسالمين يستلون رغيف الخبز وحفنة الزعتر لأطفالهم.

تزامنا مع العدوان الثلاثي على مصر العروبة والكرامة، مصر عبد الناصر التي انترت للعرب ولقضيتهم محتضنة إياها، علما أن القضية الفلسطينية قضية عربية في أصلها تم فلسلطنتها وتنصلت الأنظمة من مسؤولياتها ( فمصر تلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن كانت طرفا في القضية ) دخلت وحدة من حرس الحدود إلى كفر قاسم الساعة الرابعة والنصف وأبلغت المختار بفرض منع التجول في القرية ابتداء من الساعة الخامسة مساء بدلا من العاشرة ليلا كما كان معهودا، أي بعد نصف ساعة قبل سريان مفعول القرار، ونفس هذه الوحدة تربصت على مداخل القرية في انتظار العمال العائدين إلى بيوتهم محكمة السيطرة على مداخل القرية تماما، وعندما دقت الساعة الخامسة مساء بداوا بارتكاب مجزرة شنيعة تقشعر لها الأبدان، فسقط خلال ساعة من الزمن تسعة وأربعون شهيدا وشهيدة ما بين رجل وامرأة، شيخ وطفل. وفرض تعتيم إعلامي على معالمها في ظل حكم عسكري صارم ووسائل اتصال تكاد تكون معدومة، وأسدل الستار عن أهوالها فقط بعد الالتفاف على الطوق الإعلامي عندما جمعت الشهادات من قبل الشخصيات التي وصلت القرية أمثال توفيق طوبي ومئير فلنير ولطيف دوري والصحفي اوري افنيري.

كفر قاسم وبقية قرى المثلث ضمت لإسرائيل بموافقة عربية هاشمية خلال اتفاقية التهدئة المنعقدة في رودوس عام 1949 مقابل ضم عبد الله الأول للضفة الغربية، كخطوة في إنهاء الكيان الفلسطيني أرضا وشعبا كما جاء في قرار التقسيم من تشرين الثاني عام 1947. علما بان إسرائيل تطلعت دوما للتخلص من المثلث إما بالطرد أو بتبادل سكاني في حل دائم للقضية الفلسطينية لتبقى مسالة وجود العرب في البلاد مسالة رهان في ظل الكيان والهيمنة الصهيونية. إلا أن أهل كفر قاسم باستبسالهم وتشبثهم بالبقاء على أرضهم أحبطوا مخططات الترحيل ألقصري الإرهابي ودافعوا عن العرب جميعا، ورفعوا رسالة واضحة إلى الجلادين بأنهم باقون ولن يتزحزحوا مهما وصل الطغيان والعتو وسائر السكان العرب من بعدهم. لتصبح مجزرة كفر قاسم مفارقة تاريخية في حياة هذا الشعب الذي جدد البيعة إلى لفلسطين وأصر على الموت في أرضها. فإسرائيل استنفذت جميع الوسائل في القضاء على الشعب الفلسطيني وأهمها :
الطرد الجماعي خلال النكبة وبعدها، كطرد أهالي المجدل وأم الفرج والبدو من مضاربهم في الجنوب. وكذلك الإبادة الجماعية كما حدث في النكبة ودير ياسين وكفر قاسم وغيرها.

لمجرمي المجزرة البشعة أجريت محاكمات مفبركة وشكلية، وتبين لاحقا أن إسرائيل كانت معنية بها لتحقيق عدة مآرب وغايات أهمها:
1- حاجة إسرائيل إلى الاستقرار الداخلي والهدوء عندما كانت في ذروة سعيها للحصول على المفاعل النووي من فرنسا.
2- امتصاص الغضب الجماهيري العارم كما هو حال لجان التحقيق بعد كل مجزرة
3- الظهور بالموضوعية والمحاكمات العادلة لان حكومة التبرير عجزت عن إيجاد المبررات لما حصل في كفر قاسم.
إن الأحكام التي صدرت بحق المسئولين المباشرين عن المجزرة ومرتكبيها من الجنود مثيرة للسخرية ووصلت في أقصاها بمحكومية 17 عاما. لم يطل الوقت طويلا لصدر العفو التام في عام 1959 عن آخر المجرمين ولم يبق أي من منفذي العملية أكثر من ثلاث سنوات في السجن. أما العقيد يسخار شدمي الذي أعطى الأوامر بفرض حظر التجول بإطلاق النار بدون عواطف وبالقتل مع سبق الإصرار والترصد برأته المحكمة التي عقدت عام 1958 من القتل وحكمت علية بغرامة مالية تبلغ قرشا واحدا ليدخل إلى مهزلة التاريخ هو والحكم العسكري ومعهم الظالمون والمتغطرسون. والأدهى من ذلك، هي المصالحة التي فرضت على كفر قاسم عام بعد عام من الجريمة، بين أهالي القرية وجلاديهم من جنرالات الحكم العسكري، وإجبار الأهالي مصافحة المجرمين وكان ما حدث خطا عابرا لا تكرار له، واستثناء عن قاعدة المحبة والوئام التي اعتادتها إسرائيل!!!

من خلال تناولنا موضوع هذه المجزرة الرهيبة وحقبة الحكم العسكري نجد أن عقلية الإخضاع والهيمنة ما زالت قائمة ومنها:
* التطلع الدائم لخفض السكان العرب، كما أريد لسكان المثلث بالنزوح من خلال مخطط "خلد" الذي الغي عشية المجزرة.
* مصادرة الأراضي والعزل الجغرافي، ومنع عودة مهجري الداخل إلى أراضيهم، وتقليص نفوذ العرب في الحيز العام بكافة مركباته.
* منع بلورة قيادة عربية موحدة، ومن هنا عدم الاعتراف بلجنة المتابعة كمؤسسة قيادية رسمية للعرب في البلاد، وخلق قيادات بديلة وتغذية التفرقة الطائفية.
* تجاهل الكيان العربي واحتياجاته بعيدا عن الأغلبية، وخلق تبعية اقتصادية ودونية دائمة ليجد العرب أنفسهم في أسفل درجات السلم الاقتصادي والاجتماعي.
هذه الأمور مجتمعة منعت تبلور طبقة برجوازية صناعية مثقفة قادرة على مجابهة التحديات والنهوض بهذه الأقلية بالمفهوم المدني والقومي. ولكن مما لا رهان علية بان جميع هذه السياسات ستندثر أمام إرادة الجماهير كما اندثر الحكم العسكري وولى بالوحدة والعمل الدؤوب والمنظم. والمطلوب من إسرائيل الاعتراف بمجازرها وحكمها العسكري ونكبتها بحق الشعب الفلسطيني وما تمخض ويتمخض عنها من الم ظالم وإجحاف مستمر لا حدود له.
وكما وقامت فرقة العودة للغناء الملتزم بأغانيها ألوطنيه الرائعه بإلهاب الحماس لدى الحضور وأضافت رونقا مميزا للندوه حيث قوبلت بالتصفيق والترحيب
في النهاية شكرت السيده منى الحبانين كل من ساهم بإقامة الندوة ،اتحاد المراة التقدمي برعاية النائبه عن التجمع حنين زعبي والسيد حسين الرفايعه رئيس المجلس الاقليمي سابقا –رجل الأعمال ،والسيد عضو البلديه احمد أبو مديغم ،وكل من حضر لإنارة شمعة في الذكرى



.

التعليقات