مركزية التجمع تبحث الوضع السياسي وتقر موعد وبرنامج المؤتمر الخامس..

-

مركزية التجمع تبحث الوضع السياسي وتقر  موعد وبرنامج المؤتمر الخامس..
أقرت اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي يوم الجمعة 2006-12-22، توصية المكتب السياسي بعقد المؤتمر الخامس للحزب في أوائل أيار كما وأقرت مبنى المؤتمر والمحاور الأساسية التي ستطرح للتدوال والبحث والنقاش واعتمدت خطوات هامة لجعل هذا المؤتمر رافعة حقيقية للحركة الوطنية.
وكان افتتح الاجتماع سكرتير عام الحزب، عوض عبد الفتاح، باستعراض سريع لأهم وأخطر التطورات السياسية والظروف الدولية والإقليمية والمحلية التي نعيشها، وبشكل خاص ما تمر به الساحة الفلسطينية من مخاطر داخلية وخارجية، والساحتين اللبنانية والعراقية وحالة المشروع الأمريكي في المنطقة وانعكاس السياسة الإسرائيلية الإحتلالية والعنصرية تجاه العرب الفلسطينين -داخل إسرائيل-.
وقدّم الدكتور عزمي بشارة، رئيس الحزب، بيانا مستفيضا عن جميع هذه القضايا مستهلا حديثه عن مدلولات تقرير بيكر – هاملتون مشيرا إلى عدم استخلاص الأمريكان الاستنتاجات الصحيحة إذ لا يعتبرون في التقرير أن غزوهم للعراق كان خاطئا وظالما، بل يقولون أن خطأ الإدارة هو اعتمادهم على فئة عراقية استخدمتهم كي تصل إلى أهدافها. لذلك فإن الأمريكان يعودون إلى الاعتماد على حلفائهم العرب والتخلي عن مطالبتهم بإحلال الديمقراطية.
وأشار إلى أن الأمريكان فشلوا في تقديم نموذج ديمقراطي للعالم في العراق لأن الديمقراطية ليست بضاعة تصدر ولأن ليس لأمريكا مصداقية في هذا المجال وبسبب رفض الشعب العراقي للغزو ومقاومته للاحتلال الأمريكي وعملائه.
وقال ليس بالإمكان إنقاذ العراق من كارثة التدمير للمجتمع والدولة سوى تغيير جذري في العقلية الأمريكية إزاء شعوب المنطقة ومصالحها واحترام الدور الإقليمي لدول الجوار والتخلي عن دعمها لإسرائيل واحتلالها وعدوانها وتحريضها المستمر على العرب وقواهم الوطنية. كما تناول الوضع اللبناني والوضع الفلسطيني بالتفصيل وانعكاس ذلك على سوريا.
وبعد مداخلات قدمها النائب جمال زحالقة والنائب واصل طه ورئيس الدائرة التنظيمية سعيد نفاع وعضو اللجنة المركزية خالد خليل وبعد النقاش الذي شارك فيه أعضاء أخرون في المركزية، تم تلخيص مواقف المركزية كالتالي:
أولا: المشروع الأمريكي الإمبراطوري يتعثر بفضل المقاومة العراقية، والمقاومة اللبنانية والموقف السوري الوطني ورفض الدولة الإيرانية الخضوع للشروط الأمريكية، غير أن أفق خروج المجتمع والدولة العراقيين من المأزق الداخلي الذي خلقه الاحتلال وبمساعدة الطائفيين والعملاء لا يزال مسدودا.
لا مخرج من هذا المأزق الخطير بدون خروج القوات الغازية وتفاهم دول الجوار على ضرورة إحترام الهوية العراقية الواحدة وإقامة حكومة وطنية مستقلة غير تابعة. وإعادة اللحمة الوطنية إلى المجتمع العراقي.
ثانيا: إدانة ورفض التناحر داخل الحركة الوطنية الفلسطينية، وإدانة ورفض الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة وعلى الشعب الفلسطيني والتأكيد على ضرورة مشاركة كل الأطراف الفلسطينية في مقاومة الحصار وإسقاطه لا التعاون معه وعلى أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس الثوابت الوطنية والتي إشتملت عليها وثيقة الأسرى التي اتفقت عليها حركة حماس وقيادة حركة فتح ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ثالثا: رفض وإدانة المخططات الأمريكية والغربية الهادفة إلى تحويل لبنان إلى قاعدة ومعبر لضرب القوى الوطنية والمقاومة في داخله وفي سوريا وغيرها من قوى المقاومة والممانعة في الوطن العربي عبر قوى محلية أصبحت مرتبطة بالمشروع الأمريكي في المنطقة.
وأيضا رفض محاولات تفريغ واغتيال الإنجاز الذي حققته المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي.
على المستوى المحلي:
- التأكد وإستمرار العمل على رفض ومقاومة مخططات فرض الخدمة الوطنية الإسرائيلية والتجنيد والتجند على الشباب العربي وكل مخططات المصادرة وهدم البيوت والتضييق على المواطنين العرب.
- العمل على تطوير آليات النضال السياسي والشعبي والتصدي لمحاولات عزل النضال المطلبي عن بعد السياسي الوطني.
هذا وتناولت اللجنة المركزية توصية المكتب السياسي بخصوص مبنى المؤتمر ومحاوره ومضامينه بعمق واهتمام كبيرين، إذ أكدت على أن تأخذ عملية التحضير حيزاً كبيراً من الإهتمام ووقتاً كافياً وأن تشمل كل القضايا ذات الصلة برؤية التجمع ودوره الوطني وخاصة فيما يتعلق بمكانة ومستقبل الحركة الوطنية وبمستقبل العرب في الداخل. وتم التطرق إلى كل المحاور الواردة في التوصية، وآليات تناولها في الهيئات المركزية وفي الفروع وكيفية مشاركة أعضاء وكوادر الحزب في النقاش بصورة فاعلة ومؤثرة. سواء داخل الفروع او على صفحات فصل المقال او موقع التجمع
وستحظى القضايا المركزية التي تواجه المواطنين العرب بقسط واسع من النقاش والبحث وكيفية تطوير العمل من أجل تحقيق إنجازات في المجالات التالية: الهوية الوطنية، الموقف السياسي الوطني، الأرض، المسكن، التعليم، التنمية الإجتماعية والإقتصادية، العلاقة مع الدولة، العلاقة مع لجنة المتابعة، العلاقة مع الأحزاب السياسية، الإنتخابات البلدية / الإنتخابات البرلمانية، ومكافحة التعصّب الطائفي والعائلي.
وشكلت لجنتان أساسيتان للتحضير للمؤتمر، واحدة منبثقة على المكتب السياسي مهمتها صياغة الوثائق الأساسية ( السياسية )، وأخرى تنظيمية مهمتها تحضير الوثيقة التنظيمية وقيادة عملية التحضير العملية للمؤتمر.
وفي تصريح لـ عرب 48 قال سكرتير الحزب عوض عبد الفتاح " بعد أكثر من عشر سنوات من عمر التجمع، خاض خلالها معارك سياسية – شعبية هامة ومعارك إنتخابية برلمانية وبلدية كثيرة في فترة قياسية وهي معارك منبثقة عن الفكر السياسي الجديد والحديث الذي جاء به التجمع، وفي ظل أحداث وتطورات كبيرة تمّر بها المنطقة أصبح الوقت ملائماً والحاجة الملحة للأنشغال مجدداً وبصورة معمقة وشاملة في عملية تجديد وإغناء، الرؤية والبرنامج والمواقف،
وأضاف " هذا بطبيعة الحال يتطلب تحويل عملية التحضير للمؤتمر الى ورشة عمل حقيقية يأخذ فيها النقاش الفكري والسياسي حيزاً كبيراً حتى نستطيع أن ننتقل الى مرحلة جديدة من العمل الوطني والسياسي ".
هذا وقد بدأت بعض الفروع مؤخراً بعقد حلقات نقاش تتناول كل القضايا المتعلقة برؤية وبرنامج الحزب وكيفية تطوير تنفيذه على أرض الواقع".

التعليقات