"مَجمع" مجادلة للّغة العربية يستثني دكتور اللغة العربية الوحيد في البلاد، الياس عطا الله!

-

تم استثناء د. إلياس عطا الله من قائمة أعضاء "مجمع اللغة العربية"، رغم كونه أحد المؤسسين للمجمع القائم كجمعية منذ أكثر من 3 سنوات، والذي يمر بعملية مأسسة حكومية تدخل حيز التنفيذ مطلع السنة القادمة.

وما يؤكد وجود الاعتبارات السياسية في عملية الاستثناء هو كون الدكتور إلياس عطا الله هو العضو الوحيد الذي يحمل شهادة دكتوراة فلسفة في فقه اللغة العربية.

تجدر الإشارة إلى أن د.عطا الله قد أبدى معارضته منذ اليوم الأول لتمرير اقتراح قانون "مجمع اللغة العربية" من خلال الوزير غالب مجادلة (حزب العمل). وكان د. عطا الله قد صرح في تقرير لصحيفة "فصل المقال"، نشر في كانون أول/ ديسمبر الماضي، قائلاً: "عبرت عن رفضي بأن يقوم مجادلة بتقديم اقتراح قانون باسم المجمع لأنني لست مقاولاً لحزب العمل، أو أي حزب. قناعتي الحزبية ترفض ذلك، والاستقامة ترفض ذلك".

وقد أرسل د.عطا الله رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة، هذا نصها:

حيفا، في السابع والعشرين من حزيران، 2007


 


التجمّع والمجمع لا يلتقيان


وفي رواية أخرى:صِهر عزمي بشارة والمجمع لا يلتقيان


 


رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة،


 


منذ أن أحيلت قضيّة " مُجَمَّع اللغة العربيّة" إلى بلاطك الثقافيّ، قدّمتُ احتجاجي إلى الإخوة في المجمع، رافضا أن أكونَ ممّن يعينك على التسلّق والتبجّح في تمهيديّات حزبك، إذ لا شأن لي بحزب صهيونيّ، وصرّحتُ بهذا، لأنّه ليس من طبعي إلاّ أن أجهر برأيي، ولا أخفي عنك أنّ كلّ ما مرّ به المجمع منذ اقتحامك له، أو إقحامك فيه بالطرق الالتفافيّة، لا يبعث على الشرف، ولذا تغيّبت عن الكثير من الجلسات التي " أشرقتَ" أنت فيها. ليس في نيّتي أن أفتح أوراقا قديمة، أو قرارات اتّخذت في المجمع قديما، ففي ثقافة العرب " ما فات مات"، أقبلها الآن، مع إيماني بأنّ ما فات لا يموت.


حضرت الجلسة الأخيرة التي عقدت في كلّيّة القاسمي، وقرأ رئيس المجمع الأسماء التي صدّقتَ عليها، وتلك التي عيّنتَها مستشارةً، وتلك التي حصّنتها، فحفظ الله كلّ من عُيّن تحت أيّ عنوان كان... وبقي اسمي وحده خارج نطاق التشريفات والتعيينات، ولم أفاجأ.


لم أفاجأ، وسألت رئيس المجمع إن كانت مؤهلاتي الأكاديميّة منقوصة، أو إن لم أكن من المؤسّسين للمجمع الحاضنين له منذ حبا في كلّيّة مار إلياس- إلى أن خبا في عهد ثقافتك الرحبة-، ولم ألق إجابة إلا بالتصديق على قولي، خاصّة وأنّني الوحيد الحامل لشهادة الدكتوراة في اللغة العربيّة بين الأعضاء، وأكملت سؤالي التقريريّ: " إذًا، القضيّة تصفية حساب شخصيّ أوطائفيّ، أو حزبي عقيديّ"، ولمّا كانت الإجابة سكوتا هنا، أو موافقة أو ما بينهما هناك، عبّرت عن قرفي من الثقافة المعطوبة أو المعطبنة التي تمثّلها أنت، ومن الدور الذي مارستَه في الملاحقة الحزبيّة والسياسيّة، وعليه وددت أن أؤكّد لك ولنفر ارتأى أن يكون في بطانتك:



  1. عدم إدراج اسمي في عضويّة المجمع لا ينتقص شيئا منّي ومن علمي  وأكاديميّتي، إنّها وصمة تنضاف إلى صاحب القرار وإلى أجهزة ظلاميّة يأتمر بأمرها.

  2. حين نخيّر أنا وأنت- وأعتذر لنفسي لهذا الجمع المهين بيننا- بين التجمّع والمجمع، فلنا موقفان مختلفان لا محالة؛ فأنا من التجمّع وله، أمّا أنت فلك المجمع المجمّع، ولك " العمل" مع الجماعة.

  3. إن كانت ثمّة كوّة من فرج تركتَها لي للفرح، فهي أنّك شرّفتني بعدم استلام كتاب التعيين منك، وهذا وحده كاف لأشكرك.

 


فهنيئا للثقافة بك! وهنيئا لك بها! أمّا أنا فسأظلّ مع أبحاثي وقرّائي وطلاّبي ومعاجمي... وأمّتي.


وبئسَ ما فعلتَ! ونعمَ ما أفعلُ!


 


الدكتور إلياس عطاالله


دكتوراة فلسفة في فقه اللغة العربيّة


الجامعة العبريّة- القدس

التعليقات