مئات الشباب العربيّ يهتفون برحيل مبارك أمام السفارة المصرية بتل أبيب

قام المئات من أبناء الداخل الفلسطيني مساء الثلاثاء، بالاحتشاد بالقرب من السفارة المصرية بتل أبيب، وذلك في مظاهرة دعم ومؤازرة لثورتيّ مصر والجزائر المجيدتين، داعين أحرار العالم والشعب الفلسطيني والأمة العربيّة، للوقوف مع الشعب المصريّ حتى رحيل حسني مبارك وإسقاط نظامه ونيل الشعب المصريّ حريته، ومباركين للشعب التونسي "إنجازه التاريخي".

مئات الشباب العربيّ يهتفون برحيل مبارك أمام السفارة المصرية بتل أبيب

قام المئات من أبناء الداخل الفلسطيني مساء الثلاثاء، بالاحتشاد بالقرب من السفارة المصرية بتل أبيب، وذلك في مظاهرة دعم ومؤازرة لثورتيّ مصر والجزائر المجيدتين، داعين أحرار العالم والشعب الفلسطيني والأمة العربيّة، للوقوف مع الشعب المصريّ حتى رحيل حسني مبارك وإسقاط نظامه ونيل الشعب المصريّ حريته، ومباركين للشعب التونسي "إنجازه التاريخي".

هذا وكان السواد الأعظم من المشاركين من الشباب والطلاب الجامعيين، والذين جاؤوا من مختلف مدن وبلدات الداخل الفلسطيني، والمنتمين إلى عدة أطر وحركات سياسية وطنية وقومية فلسطينية، كما شاركت مجموعة من اليساريين الاسرائيليين والأجانب في التظاهرة.

وقد بادر إلى تنظيم الوقفة، مجموعة من الشباب، أطلقوا على أنفسهم اسم "شباب قومي ووطني فلسطيني حرّ"، وتأتي هذه المظاهرة التي نظّمت خلال 48 ساعة، ضمن سلسلة فعاليات ووقفات تضامن تقوم بتنظيمها المجموعة، ويغلب عليها الطّابع الوحدويّ، كان أولها في القدس المحتلة، ثم أمام السفارة في تل أبيب في مرة سابقة، وسخنين، وطمرة، ومجد الكروم، وقريبا في شفاعمرو.

صورة عبد النّاصر ترفع عاليًا، وصورة مبارك تحرق وتمزق وتداس

ورفع المتظاهرون العشرات من الرّايات التونسيّة والمصريّة والفلسطينية، وردّدوا هتافات داعمة للشعبين المصري والتونسي ضدّ الدكتاتوريّة وحكم الاستبداد وقمع الحريات، منها: "من القدس طلع القرار.. كلّنا مع الثّوار" و"هرب زين العابدينْ، بكرة الدّور على مينْ.. من الحكّام والسّلاطينْ.. على مبارك اللّعين"، و"الكرامة والحريّة.. مطلب الأمة العربيّة"، و"الشعب المصري يا جبّار، فلتسقط حكم القهّار"، و"الشّعب في تونس قد أسقط النّظام.. الشّعب في مصر سيُسقط النّظامْ"، و" لا استبدادْ لا استعبادْ، لا طغيانْ لا اضطّهادْ، لا تزويرْ ولا فسادْ، إرحلوا عن البلادْ، يا حكّام الاستعمارْ.."، وما إلى ذلك.

كما رفع المتظاهرون صورا لجمال عبد الناصر، وأخرى لحسني مبارك وقد كتبت عليها عبارات "لا"، وقام المتظاهرون بإحراقها والدّوس عليها.

هذا وأنشد المتظاهرون كلّ من النّشيد الوطنيّ المصريّ "بلادي.. بلادي"، والنّشيد الوطنيّ التونسيّ "إذا الشّعب يومًا أراد الحياة"، والنشيد القومي العربي "موطني.. موطني".

المتظاهرون نادوا بحفظ الثوابت الوطنيّة الفلسطينيّة وبإلحاق عباس بمبارك

هذا وهتف المشاركون هتافات وحملوا شعارات تندد بالتفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وتندد بتنازلات السلطة الفلسطينية الكبيرة، ونادوا بضرورة الحفاظ على الثوابت وعدم التفريط بها، ووصفوا كل من صائب عريقات ومحمود عباس بالإضافة إلى مبارك بالخيانة والتواطؤ، وهتفوا بإلحاق عباس بمبارك وزين العابدين بن علي، ومن بين تلك الشعارات: " يا عبّاس ويا عريقاتْ.. لا نقبل الخياناتْ.. فلتُحفظ الثّوابتْ.. نرفُضِ التّنازلاتْ.."، و" الويلْ الويلْ ثمّ للويلْ.. من النّقب للجليلْ.. لعبّاس وعريقاتْ.. المتواطئ والعميلْ"، "قدس العرب للعرب، والقيامة للعرب، وحرم الأقصى للعرب"، و"ما منلينْ وما منلينْ حتّى يعودوا اللاجئينْ."

وجاء في بيان الدّعوة التي عممها منظمو المظاهرة: "تأييدًا ومناصرةً لانتفاضة الشّعب المصريّ البطل ضدّ الطّغيان والدّكتاتوريّة ونظام الطّوارئ، ومباركةً للشعب التّونسيّ ثورته الشّعبيّة المجيدة، وتحيّةً لدمِ الشّهداء الزّكيّ والمجروحين والمعتقلين، نهيب بأبناء شعبنا الفلسطينيّ في الدّاخل عمومًا، ، الانطلاق بمسيرة تأييدٍ ومناصرةٍ شعبيّةٍ سلميّة، تقام أمام السفارة المصرية بتل أبيب."

واختتمت التظاهرة بكلمةٍ للناشط السياسيّ ممدوح اغباريّة، وهو أحد المنظمين لها، أكد فيها على أن الشعوب لا يمكنها أن تحتمل الاستبداد والاضطهاد والتزوير والتجويع والتجهيل إلى الأبد، وأنه لا بدّ من لحظة تستيقظ فيها الشعوب لنيل حرياتها، وحث الشباب المشارك على التأهب دوما لإقامة المزيد من الفعاليات، والمشاركة قدر الإمكان بها، مشيرا أن الشارع الفلسطيني في الداخل سيحتفل مع الشعب المصري في حال سقط النظام.

الناشط ربيع عيد: تحرّر الأمة العربية من الطغيان يعني بداية خيرٍ لفلسطين

وقال ربيع عيد، أحد المنظمين للمظاهرة: "إنّ أمّتنا العربيّة تعيشُ مرحلةً من التّغيير الجوهريّ، تفتتح عصرا جديدا وحقبة جديدة، تنتقل فيهما من الظّلام إلى النّور، من الاستبداد والقيود والفساد إلى الحرّيّة، من الدّكتاتوريّة إلى الانعتاق، من الحزب الحاكم الواحد، والحاكم لمدى الحياة، إلى التعددية والانتقالية، وإنّه لمن واجبنا الأخلاقيّ والانسانيّ والوطنيّ القوميّ، وكشعبٍ يعاني من الاحتلال الاسرائيليّ وسياساته الغاشمة، أن ندعم إخوتنا العرب، لأنّ تحرّرهم يعني تحرّر فلسطين وسلامة الأمّة وتقدّمها ورفعتها وكرامتها.. ولهذا نحن هنا، نشدّ على أيادي أبناء الشعب المصري ليصمد، ويثابر حتى يحقق مطالبه، وإن التضحيات التي يقدمها ستقوده إلى العدالة والحرّيّات، والحقوق، والدّيموقراطيّة، وكرامة الشّعوب.. وندعو الشعب التونسي للمحافظة على ثورته المجيدة."

الناشطة مجد بلتاجي: قمعنا ومنعنا في رام الله عندما أردنا مناصرة مصر، فجئنا لنقف مع شعبنا في الدّاخل

أما الناشطة السياسية الاجتماعية، مجدولين بلتاجي، والتي وصلت من رام الله مع مجموعة من أصدقائها الأجانب للمشاركة في المظاهرة، فقد قالت: "آتي من رام الله إلى تل أبيب لأتضامن وأدعم الشعبين المصري والتونسي، لأنه لم يسمح لنا في رام الله، ورغم الإلحاح، بأن ننظم وقفة تضامينة سلمية أمام السفارة المصرية أو في أي مكان آخر، وقد واجهت وقفتنا قمعا من عناصر الشرطة، وهددنا بالاعتقال والضرب، وذلك رغم أن القانون يضمن لي الحق في التعبير، وها أنا أعبر مع شعبي في الداخل الفلسطيني عن مشاعري ورأيي وتضامني. إني أتضامن اليوم مع الشعوب العربية لأن من حقها أن تقرر مصيرها وأن تدفاع عن حريتها المسلوبة، وأنا بصفة انتمائي لشعب محتل ويناضل من أجل استقلاله وحق تقرير المصير، لا بد لنا من أن نؤيد ثورات الأمم والشعوب في سبيل الحرية، وأطالب السلطة الفلسطينية بدعم إخوتنا في مصر دون تسويف، وأن تتخذ موقفا مؤيدا للثورة، وهذا أقل ما يمكن أن يقوم به المرء."

ويذكر أنّ مجموعة كبيرة من عناصر الشرطة الاسرائيليّة تواجدت في مكان التظاهرة، ومنعت المتظاهرين من الوقوف أمام السفارة المصرية مباشرة؛ كما قام أفراد من الاسرائيليين بالتظاهر بالمقابل، وقد حملوا أعلاما اسرائيلية.

 

 

التعليقات