مظاهرة غضب واحتجاج ضد العنف في الطيرة

في خطوة تُعتبر لُبنة من لُبنات الجدار الذي يبنونه أمام العنف، وفي تعبير عن الرفض الكامل والقاطع لما يجري في أزقة وشوارع مدينة الطيرة، خرجت جماهير غفيرة من مختلف الأجيال في مظاهرة رفض واحتجاج، غضب وسخط، على ما يحدث من ترهيبٍ وتخريب، وترويع وبلطجة لسكان المدينة التي كانت منارة للأمن والأمان ورمزاً للصمود والشجاعة وقُبلة لطالبي العلم والمعرفة.

مظاهرة غضب واحتجاج ضد العنف في الطيرة

في خطوة تُعتبر لُبنة من لُبنات الجدار الذي يبنونه أمام العنف، وفي تعبير عن الرفض الكامل والقاطع لما يجري في أزقة وشوارع مدينة الطيرة، خرجت جماهير غفيرة من مختلف الأجيال في مظاهرة رفض واحتجاج، غضب وسخط، على ما يحدث من ترهيبٍ وتخريب، وترويع وبلطجة لسكان المدينة التي كانت منارة للأمن والأمان ورمزاً للصمود والشجاعة وقُبلة لطالبي العلم والمعرفة.

المظاهرة الاحتجاجية نظمتها وبادرت إليها مجموعة شبابية متحمسة حرة رافضة لكل أشكال العنف والقتل داخل المجتمع في الطيرة، أطلقت على نفسها "الإتلاف الشبابي لمناهضة العنف في الطيرة" حيثُ شكّلت صفحة خاصة على الفيس بووك دعت فيها إلى يوم غضب ضد العنف في المدينة في 28/3/2011، وقد أثارهم حال الطيرة المتدهور لأمن سكانها وأجج مشاعر الغضب فيهم، وجعلهم يتحركون للتعبير عن وقوف الجميع صفاً واحداً أمام شبح فوضى السلاح وقانون الغاب المتواصل الذي يسود المدينة في ظل غياب كامل للشرطة التي وبشكل مُستهجن لم تجد أي مرتكب لتلك الأعمال البلطجيّة غير الأخلاقية حتى الآن.

 

بدأت المظاهرة مسيرتها من أمام مدرسة ثانوية عمال 1 حيث تجمهر المشاركون رافعين شعارات مختلفة تندد بالعنف المستشري والقتل المستمر في شوارع المدينة، ومعبرين عن إيمانهم العميق بأصالة وقوة أهل الطيرة الذين يرفضون بغالبيتهم العظمى تلك الآفة التي ألمّت ببعض فئاتها، كما وحمل المتظاهرون لافتات تُدين صمت وعجز الشرطة التي تقف متفرجة على المشهد المأساوي في المدينة. وقد شارك في المسيرة شرائح مختلفة من ممثلي هيئات وأحزاب وبلدية الطيرة الممثلة برئيسها مأمون عبد الحي والعديد من المعلمين ومدراء المدارس وبعض عائلات ضحايا العنف والقتل التي حدثت في الطيرة، وسارت المظاهرة في شوارع الطيرة حتى وصلت إلى مبنى بلدية الطيرة حيث تمّ إلقاء بعض الكلمات المعبرة والمشددة على التضامن وتحدي البلطجة وقانون الغاب مؤكدين على التحدي وعدم الرضوخ والكف عن السكوت ونبذ مُرتكبي تلك الأعمال.

 

المحامي أدهم زياد عراقي:

باسم الائتلاف الشبابي لمناهضة العنف في الطيرة ألقى المحامي أدهم زياد عراقي الذي ناله نصيب من العنف مؤخراً كلمة قال فيها أنّ مدينة الطيرة كانت من عهد قديم منارة عزّ وشرف ومفخرة بين المدن والقرى العربية، أما اليوم فقد تغيرت الأحوال إلى الأسوأ بسبب آفة العنف الأليمة والتي تتمثل بقتل الأبرياء، وأنّ ما يثير الخوف هو تحول هذه الآفة لأمر يومي يتعايش معه المواطن ويسلم له أمره، وأن الكل مُهدد أن يطاله نصيب من تلك العمليات الإجرامية، ولهذا السبب مُطالبون جميعاً العمل على اجتثاث هذه الظاهرة، موضحاً أن النور ظهر في هذه الفترة القاتمة بنهاية النفق، وأنّ مجموعة الشباب الحر التي أقامت جمعيّة لمناهضة العنف في الطيرة تُمثل كل أبناءها الشرفاء الرافضين له، وأشار عراقي لجدول الاقتراحات التي وضعت للقضاء على تلك الآفة مثل جميع الأسلحة غير القانونية بشكل فوري، وتركيب كاميرات في كافة أنحاء الطيرة، وإقامة دوريات شعبية من شرفاء الطيرة لحفظ الأمن في المدينة، والضغط على الشرطة للقيام بواجباتها وتحمل المسؤولية، ومنح الرعاية الاجتماعية لذوي ضحايا العنف، وإلغاء كافة أشكال ما يُسمى بلجان الصلح بعد أن أثبتت فشلها. وتطرق أيضاً للفعاليات المستقبلية التي هم بصدد من أجل إعادة الابتسامة لوجوه أطفال الطيرة مثل الاستمرار برفع الشعارات للضغط باتجاه تنظيف الطيرة من السلاح، وتقديم محاضرات ثقافية اجتماعية وتربوية في هذا المجال.

 

السيدة عربية منصور:

ألقت السيدة عربية منصور كلمة باسم عائلات الضحايا الذين سقطوا نتيجة للعنف الذي سيطر على المدينة، تحدثت فيها عن الحال الذي وصلت إليه الأمور من فقدان للأمن وترويع للمواطن، وحال الشباب الذي افتقد المؤسسات والنوادي التي تشغله عن أمور العنف وتبعده عن اللجوء إليها مُلقية مسؤولية كبيرة على البلدية التي لا تعمل بما يكفي في هذا المجال، كما وأكدت الآنسة عربية على تقصير جهاز الشرطة الذي يقف مكتوف الأيدي أمام مختلف الجرائم التي تحدث بحجج عدم توفر أدلة وشهود، في حين تستطيع أن تعتقل أي إنسان يُنزل العلم الإسرائيلي خلال نصف ساعة مهما بلغت درجة تخفّيه!!

 

الطالبة هند خطيب:

في كلمتها التي ألقتها الطالبة هند خطيب باسم ثانوية العلوم تساءلت عن الأحلام والمستقبل اللذان يزدهران إن اجتهدنا لهم وتنكسرا إذ أهملناهم، وحالة اليأس التي تنتاب البعض فيرى حياته ظلام بعد تعرضه لفشل بسيط، وشددت على امتلاك القوة الذاتية والأمل واتخاذ القرارات والإبداع لكل شاب لكي يستطيع التقدم، مُحذرة من العنف الذي تضيع حضارتنا بين أحضانه وأصبح كارثة تُحيق بالبعض منهم فلا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عبارة أصبحت عادية "لازم ينطخ عليهم الليلة"!!  فهل هذا هو الحل الأمثل؟ وراهنت خطيب على النجاح والوقوف أمام العنف عندما نكون 20000 يد واحدة طاهرة. وأنهت كلماتها بالدعوة إلى التسامح بالحب والخير والاعتراف بالأخطاء والبداية من جديد.

 

الطالبة نجوان عراقي:

باسم الإعدادية أ تحدثت الطالبة نجوان عراقي مُفتتحة كلماتها بتحية الإسلام والتي تعني الأمان والاطمئنان والانتماء للمجتمع، تلك الكلمة التي يتناقض معناها مع كل ما يحمله العنف. وتساءلت عن الأسباب التي تُسبب هذه الأمور والتصرفات السلبية للطالب من بيته مروراً بمدرسته وانتهاءً في الشارع، وما هي الأسباب التي من أجلها تتجلى تلك الظواهر في الطيرة، أهي دوافع الانتقام أم الكسب السريع أم الكراهية أم الحقد والحسد؟؟ ودعت الطالبة نجوان إلى محاربة هذه الظاهرة من خلال نشر الوعي الاجتماعي والثقافي والتربوي ومن خلال القيام بدورات وورش عمل ومحاضرات تهدف إلى غرس القيم الاجتماعية المختلفة في النفوس، ومن أجل المحافظة على الطيرة يانعة، متألقة، مزدهرة، ومتقدمة.

 

الطالبة لميس التيتي:

الطالبة لميس التيتي تحدثت باسم الإعدادية ب عن هذه المظاهرة بقولها أن العنف الذي يجتاح مجتمعنا العربي ظاهرة سيئة يجب القضاء عليها، وأن الجميع يتفقون على التنبيه من العواقب الوخيمة والتي لا يحمد عقباها بسبب انتشار هذه الظاهرة، وعددت التيتي أشكال العنف المُتبعة في الطيرة من حرق سيارات وممتلكات وإطلاق نار على العباد وإلحاق الأذى بالآخرين، وركزت على دور المواطن البالغ العاقل الذي يقع على كاهله مسؤولية كبيرة قبل مؤسسات الدولة والبلدية والمدارس والمساجد في محاربة آفة العنف، ودعت أولياء الأمور لتحمل المسؤولية الكاملة في حسن تربية أبناؤهم وغرس القيم والأخلاق في نفوسهم وتربيتهم على نبذ العنف والابتعاد عنه فهماً وقولاً وممارسةً.   

 

التعليقات