في أعقاب مقتل المربي عامر صرصور؛ الآلاف في كفر قاسم في مسيرة ضد العنف

حمّل زحالقة مسؤولية غياب الردع عند المجرمين للشرطة، لأنها تتقاعس بملاحقة المجرمين وتتعامل مع الموضوع بتمييز عنصري صارخ، فبالنسبة للشرطة القتل في كفر قاسم ليس كالقتل في تل أبيب

في أعقاب مقتل المربي عامر صرصور؛ الآلاف في كفر قاسم في مسيرة ضد العنف

حمّل زحالقة مسؤولية غياب الردع عند المجرمين للشرطة، لأنها تتقاعس بملاحقة المجرمين وتتعامل مع الموضوع بتمييز عنصري صارخ، فبالنسبة للشرطة القتل في كفر قاسم ليس كالقتل في تل أبيب


شارك الآلاف ظهر اليوم في كفر قاسم في مسيرة ضد الجريمة والعنف في اعقاب مقتل المربي عامر مطر صرصور (57 عاما)، أواسط الأسبوع.

ونظمت المظاهرة بمبادرة من بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية والأطر السياسية في المدينة. وتقدم المسيرة رئيس البلدية، نادر صرصور، والنائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، والنائب عن الحركة الإسلامية، ابراهيم صرصور، والنائب عن الجبهة حنا سويد، وعدد من أعضاء البلدية والنشطاء في الأطر السياسية والإجتماعية المحلية.

كما شارك في المسيرة وفد من نشطاء التجمع الوطني الديمقراطي ضم عضو البلدية عن التجمع، فايق بن بري، وعضو المكتب السياسي، أيمن حاج يحيى، والدكتور ماجد عيسى وأحمد عامر وعدد من النشطاء.

وقال رئيس البلدية، نادر صرصور، "لن نعطي المجال لظاهرة العنف والجرائم أن تنتشر في بلدتنا وسنعمل بكل قوتنا من اجل مكافحتها واخراج الأعمال الجنائية من بيننا، لأن الجرائم أصبحت تهدد حياتنا وكياننا بصورة لا يمكن تحملها وخاصة بعد أن أصبحت تأخذ ارواحا لا علاقة لها بأي سوابق جنائية، ومن هنا لا نريد ان يكون أي شخص مهما كان حياتة مهددة بالخطر".


وأضاف صرصور : "للاسف الشديد نرى أن حل المشاكل أصبحت تدار بأعمال العنف من القاء قنابل واطلاق الرصاص، وعمليا هذه الطرق والأساليب تقلق مضاجع الجماهير كونها غير إنسانية وتنعكس بشكل سلبي جدا على مسيرة ومشوار حياتنا المستقبلية من جميع الجوانب ".

بدوره، قال النائب د. جمال زحالقة، في كلمة القاها أمام حشد المشاركين إنّ استفحال الجريمة والقتل حول مجتمعنا إلى مجتمع في خطر، إذ وصلت معدلات القتل على خلفية جنائية في المجتمع العربي إلى أكثر من ثلاثة أضعاف النسبة بين السكان، وأكثر من ٧٥ في المئة من حوادث اطلاق النار في البلاد عموماً، هي في البلدات العربية، ونسبة العرب اليوم في السجون أكثر من ضعف نسبتهم بين السكان في البلاد، في حين كانت قبل عقدين من الزمان أقل بكثير من نسبتهم بين السكان، وبالمجمل فإننا نواجه عدواً اسمه الجريمة يجتاح قرانا ومدننا، ولا يسلم منه أي بلد، وكل يوم نسمع عن اطلاق نار ومحاولات قتل.

وحمّل زحالقة مسؤولية غياب الردع عند المجرمين للشرطة، لأنها تتقاعس بملاحقة المجرمين وتتعامل مع الموضوع بتمييز عنصري صارخ، فبالنسبة للشرطة القتل في كفر قاسم ليس كالقتل في تل أبيب، ففي حادث قتل في الوسط اليهودي ترصد الشرطة قوى بشرية وموارد ضخمة للقبض على المجرمين، في حين أنها لا تقوم بالحد الأدنى المطلوب في البلدات العربية، وهكذا أصبح المجرمون أكثر وقاحة وأكثر جرأة فهم يطلقون النار في وضح النهار ويعودون إلى بيوتهم واثقين من أن الشرطة لن تلاحقهم بجدية.

وفند زحالقة الادعاء بأن الشرطة لا تقبض على المجرمين لأن الشهود يخافون ولا يدلون بشهاداتهم حين يرون المجرم، وقال: نحن نشجع الناس على عدم التستر على الجريمة، ولكن الشرطة ذاتها استطاعت أن تسحق الجريمة في بلد مثل نتانيا وأستطاعت ان تقبض على عشرات القتلة والمجرمين، مع أن أهالي هذه المدينة لم يتعاونوا مع الشرطة في الكشف عن الجرائم خوفاً من المجرمين. ادعاء الشرطة مردود عليها ولديها الوسائل التي تمكنها من الكشف عن الجريمة والمجرمين، والواقع أن الأغلبية الساحقة من جرائم القتل في البلدات العربية تبقى دون القبض على المجرمين ومعقابتهم، وكل جريمة من دون عقاب هي ضوء أخضر للجريمة التي تليها.

وهاجم زحالقة ظاهرة التودد لدى البعض لرؤساء عصابات الإجرام، مؤكداً أن ذلك بمثابة اعطاء الشرعية لهؤلاء المجرمين، ودعا إلى عدم الاكتفاء بنبذ الجريمة وإنما نبذ المجرمين أيضًا، وخصوصاً عصابات الإجرام التي تعيش فساداً في قرانا ومدننا. وأكد أن مواجهة الجريمة هي مسؤولية المجتمع كله ومسؤولية القيادات السياسية والتربوية والدينية والمحلية وغيرها.

وأشار زحالقة في ختام كلمته إلى مأساة التعليم العربي، حيث تصل نسبة النجاح في البجروت لدى الذكور إلى ٢٥ في المئة فقط، أي أن ١ من ٤ طلبة يستطيع الإستمرار في التأهيل والتعليم الثانوي. وقال إن الآلاف من شبابنا يتخرجون حتى بلا شهادة بجروت، ومن بين هؤلاء تلتقط عصابات الإجرام شباباً وتقوم بحرفهم نحو الجريمة، وهذا يدل أن المستقبل لن يكون أفضل من الحاضر إذا لم يتحرك مجتمعنا بأسره لمحاربة الجريمة.

التعليقات