تأكيدًا على حق العودة وتحديًا للقوانين العنصرية وحظر إحياء ذكرى النكبة، وصل الآلاف إلى قرية الدامون المهجرة، للمشاركة في مسيرة العودة ١٤، التي ستشق شوارع قرية كابول المجاورة وصولا إلى قرية الرويس المهجرة حيث المهرجان الخطابي.
وشارك في المسيرة عدد من ممثلين عن الجمعيات الأهلية و التي تعنى بشؤون المهجرين وممثلين عن كافة القوى السياسية، ومحمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة لشؤون عرب الداخل، وتقدم المسيرة أطفال يرفعون أسماء القرى المهجرة.
هذا واتجهت المسيرة نحو ساحة المهرجان الخطابي على أرض بلدة الرويس، حيث كان من اللافت هذه المرة اتساع حجم المشاركة، خصوصًا الشبابية ومن كافة الفئات العمرية. واستقرت المسيرة في ساحة المهرجان حيث تحدث في المهرجان كل من رئيس لجنة المتابعة وممثلين عن بلدتي الرويس والدامون وممثل عن القوى التقدمية اليهودية، حيث اجمع المتحدثون على ضرورة عودة المهجرين إلى بلداتهم، وضرورة مواصلة احياء الذكرى وانعاش الذاكرة لدى الأجيال والتمسك بهذا الحق،م طالبين السلطات بان تتعلم الدرس مما يحدث في المنطقة العربية، إذ إن حق من هذا القبيل ليس له أن يسقط بالتقادم مهما طال الزمن.
عادل عبد الحميد بقاعي، أحد مهجري الدامون، قال لعرب 48: نحن نحيي هذه الذكرى بأمل متجدد نحو العودة ليس فقط للدامون بل كل مهجري الوطن في الداخل.
وحول خصوصية الذكرى، أضاف: نحن هذا العام أكثر أملا لاسيما في ظل ما يشهده العالم العربي من تغيرات وإرادة شبابية أسقطت الرهان على أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وأقول للشباب أن لا ينسوا فنحن الماضي والحاضر وأنتم المستقبل.
وحول مشهد لا ينساه من ذاكرة التهجير والاقتلاع، قال: أصبت اثناء النزوح وانا برفقة والدي عندما وقعت على الصخور وكذلك إستشهاد الطفلة باسمة أبو علي، عندما هاجمت العصابات اليهودية البلدة، حيث أن المشهد ماثلا في ذهني ووجداني كانه حدث بالأمس.
محمد حمودي مطري، وهو من مدينة عكا، قال: إنا من سكان عكا لكن بلدي تمتد من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، حيث جئنا لنؤكد أن لهذه الأرض شعب وتاريخ وليس كما يدعون، بأنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
وأضاف: أعتقد أننا نحيي هذه الذكرى ولكي تنتهي المهزلة التي حيكت على مستويات دولية وعربية أيضًا، ونحن هنا لنتصدى لمحاولات المؤسسة المحمومة في حربها على ذاكرتنا، وأعتقد أنها خسرت المعركة على الوعي والذاكرة وأن كانت نجحت مؤقتا في السيطرة على الأرض.
................................................................................................................................................................................
وينشر موقع عــ48ــرب، كلمة العرافة التي قدمتها ديمة الجمل أبو أسعد، ابنة قرية لوبية المهجرة، وعضوة جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين:
"أهلا و سهلا بكافة الحضور أهلا وسهلا بكافة المشاركين في مسيرة العودة شيبا و شبابا رجالا ونساء .. أنتم اليوم أكبر إثبات و تأكيد على وحدتنا الوطنية في الداخل الفلسطيني.. علم واحد.. هتاف واحد... وشعار واحد ..ومطالبة بحق واحد ...
بهذه الوحدة النضالية نتصدى معا لكل سياسات التمييز العنصري و الاضطهاد القومي و مشاريع التهجير والترانسفير..
جئنا لنقول إننا شعب واحد.. يوحدنا الوطن وتوحدنا أكثر نكبة هذا الوطن التي ستبقى جرحا لن يلتئم إلا بإحقاق كافة حقوقنا وعلى رأسها حق العودة.
إن اللجوء الفلسطيني لا يقتصر فقط على مختلف التجارب الفردية للضحايا المباشرين وهم اللاجئون بل إنه حتما يسطر تاريخ شعب بأكمله شكّل ولا يزال يشكّل مشروع تهجير متواصل، ولا يزال في الوقت ذاته متمسكا بحقوقه الفردية والجماعية.
وفي الذكرى الثالثة والستين للنكبة نُعيد تأكيد تمسّكنا الجازم بحقنا في العودة إلى بيوتنا وممتلكاتنا الأصلية التي هجرّنا منها عام ثمانية وأربعين. حق العودة هو حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف أو الإنابة أو التفاوض، ولا يسقط بالتقادم ومرور الزمن. إن العودة هي المعنى النقيض للنكبة، ولن تزول آثار النكبة إلا بتحقيق العودة.
نحن هنا نعاهد الله و الشعب و الوطن أن نمضي قدما في مسيرة العودة.. نحن هنا نعاهد أن نتمسك بحق عودتنا وعودة كل الاجئين إلى ديارهم رافضين كل البدائل من تعويض أو تبديل أو توطين.
طريقنا طريق الحق و العدل ومعنا كل الشرفاء وكل القيادات الوطنية لشعبنا.
الآلاف من مهجري شعبنا و أنصار حق العودة زاروا اليوم في ساعات الصباح قراهم المهجرة وها هم الآن ينضمون إلى ركب مسيرة العودة القطرية الرابعة عشرة إلى قريتي الرويس والدامون المهجرتين
فأهلا و سهلا بكم على أرض قريتي الرويس و الدامون المهجرتين.
هاتين القريتين تمثلان اليوم فلسطين بكل قراها المهجرة.. تمثلان كل فلسطين في يوم إحياء ذكرى نكبتنا.. كشاهد على تجديد العهد و القسم.. فبورك هذا المقام وبورك هذا الحشد وبورك نضاله.
نحن هنا آلاف مؤلفة وما زال المئات يزورون قراهم المهجرة حيث آثروا البقاء هناك على الأطلال فأهلا وسهلا بمن وصل وتحياتنا النضالية لمن لم يتمكن من ذلك.
اليوم نؤكد مجددا عاما بعد عام أننا لن ننسى ولن نغفر ما اقترفته المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل وحكوماتها من جرائم التطهير العرقي و الطرد القسري لأكثر من ثلثي شعبنا الفلسطيني ليتحول بين ليلة و ضحاها إلى لاجئين .
لن نغفر عشرات المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا وهدم أكثر من خمسمائة وإحدى و ثلاثين قرية ومدينة.. لن نغفر مصادرة أراضينا بالكامل و الإعلان عنا غائبين ونحن أحياء نرزق على أرضنا.
تأبى المؤسسة الاسرائيلية إلا المضي في غيها بالتأسيس لفصول جديدة من النكبة والتطاول الوقح حتى على وعينا ووجداننا وآلامنا و جرحنا الدامي.. فتصدر قوانينها العنصرية وآخرها قانون النكبة.. لمصادرة حقنا في استذكار نكبتنا و ما ألمّ بنا من جرائم الحركة الصهيونية ووليدتها.
إقرار الكنيست "لقانون النكبة" جاء دليلا على الهزيمة النفسية لمشرّعيه ودليلا على أن الذاكرة الفلسطينية لم تتآكل كلما تقدم عمر النكبة.. قانون النكبة في ظاهره مؤشر على قوة كيان يشرع قوانين لتنفيذها لكنه في الحقيقة يكشف عن خوف هذا الكيان أمام الموقف الفلسطيني الذي يزداد إصراراً وتمسكاً بحقه في البقاء و العودة..
فتبا لقانون شطب الذاكرة.. تبا لقانون الولاء لحاكم جائر.. تبا لقوانين الفصل العنصري.. وتبا لقوانين تنهب الأرض في وضح النهار..
لن ننسى ولن نغفر حتى تقر المؤسسة الإسرائيلية بمسؤوليتها الأخلاقية و القانونية عن كل الجرائم التي اقترفت بحق شعبنا.. فإنكار النكبة كإنكار المحرقة.. لن نتخلى قيد أنملة عن حقنا المقدس بالعودة إلى ديارنا و استرجاع أراضينا.. ومن اعتقد واهما أن الكبار يموتون و الصغار ينسون فلينظر إلى أطفال الجيل الرابع بعد النكبة يرفعون أسماء قرانا المهجرة و يهتفون لا عودة عن حق العودة ومن اعتقد أنه بعقد مؤتمر هنا أو طرح مبادرة هناك يستطيع تمييع حق العودة أو إنكاره فهو واهم واهم .
تحل الذكرى الثالثة والستين لنكبة شعبنا الفلسطيني هذا العام بوقع آخر ينسجم مع رياح التغيير و ثورات الشعوب العربية على أنظمة الاستبداد و القهر و التبعية للغرب. تحل ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني هذا العام مع صحوة و نهضة أمتنا العربية التي طالما اعتقد الكثيرون أن شعوبها لن تصحو من غيبوبتها. ونحن نحيي ذكرى نكبتنا في خضمّ ربيع شعوبنا العربية الثائرة على أمل الحرية وعلى أمل استرداد الكرامة العربية لاسترجاع حقوقنا كاملة و على رأسها حق العودة.
وها نحن هنا نؤكد عاما بعد عام انتمائنا العربي الفلسطيني ونجدد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بالعودة وحفظ الذاكرة إكراما لمن هجّر حتى يعود ولمن سقط ليروي بدمائه الطاهرة ثرى هذا الوطن المقدس."
التعليقات