جمعيّة الثقافة العربية تُقيم ندوة في الطيرة لعرض ومناقشة بحثها في المناهج والهوية

أقامت جمعيّة الثّقافة العربيّة، بالتعاون مع بلديّة الطيرة، مساء الأربعاء 8/6/2011 في قاعة البلديّة ندوة خاصة حول تقرير المناهج والهويّة ودور الأهل والمعلمين في تغيير الواقع التربوي والتعليمي، بهدف عرض ونقاش التقرير الذي أصدرته الجمعيّة والذي كشف عن آلاف الأخطاء اللغوية والإشكاليات المضمونيّة الجوهريّة التي تشوّه هوية أبنائنا وبناتنا، وتحديد دور ومسؤولية كل جهة لتغيير الواقع التربوي وإنقاذ طلابنا من الغرق في محيط تلك الأخطاء.

جمعيّة الثقافة العربية تُقيم ندوة في الطيرة لعرض ومناقشة بحثها في المناهج والهوية

أقامت جمعيّة الثّقافة العربيّة، بالتعاون مع بلديّة الطيرة، مساء الأربعاء 8/6/2011 في قاعة البلديّة ندوة خاصة حول تقرير المناهج والهويّة ودور الأهل والمعلمين في تغيير الواقع التربوي والتعليمي، بهدف عرض ونقاش التقرير الذي أصدرته الجمعيّة والذي كشف عن آلاف الأخطاء اللغوية والإشكاليات المضمونيّة الجوهريّة التي تشوّه هوية أبنائنا وبناتنا، وتحديد دور ومسؤولية كل جهة لتغيير الواقع التربوي وإنقاذ طلابنا من الغرق في محيط تلك الأخطاء. 

حضر  اللقاء العديد من المعلمين والمعلمات ومديري المدارس والمعنيين والمهتمين بالشأن التربويّ، كما حضر رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي، ود. إلياس عطا الله ود. جوني منصور، كما حضرت السيدة د. روضة عطا الله مديرة جمعية الثقافة العربية والمحامي فؤاد سلطاني من الاتحاد القطري لأولياء أمور الطلاب، وشارك في هذه الندوة المعقبون: مدير قسم المعارف في الطيرة د. خالد مطر، د. خالد عرار، د. قصي حاج يحيى، الأستاذ المدير راضي قاسم.

تحدّث المحامي فؤاد سلطاني، الذي أدار الندوة، عن عمل جمعيّة الثقافة العربية التي "أتت لتجسد هذا المشروع وتضع النقاط على الحروف في عمل جبار وضخم علينا استثماره والاستفادة من نتائجه". كما تحّدث رئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي عن هذه المرحلة الهامة التي يقوم فيها باحثون عربًا بالتركيز على مناهجنا التعليميّة والأخطاء المدمّرة التي تبعد أولادنا عن لغتنا وتاريخنا، ودعا المعلمين للعمل والمشاركة في عملية التصحيح والكشف عن تلك الأخطاء.

د. إلياس عطا الله الذي أشرف وراجع واحد وثلاثين كتابًا تدريسيًا، بيّن في محاضرته التي خصّها عن الأخطاء اللغويّة في المناهج التعليميّة مدى الدمار الذي لحق باللغة العربيّة جراء تلك السياسة المتبعة من قبل وزارات المعارف المتعاقبة، والتشويه لهذه اللغة والهويّة والتاريخ، فتحدث عن أنّ اللسان نُكب كما يُنكب الإنسان العربي، لأنّ الإبقاء على اللسان في المعتقد الصهيوني خطرٌ دائم، ولذلك يجب أن يشوّه، وأنّ الإنسان العربي هُجّر ولم يهاجر، والبلاد دُمرت وتشتت هذا الانسان بفعل الصهيونية، ولذلك لم يبق ما يربطنا بتاريخينا وهويتنا فيه إلا اللغة العربية وإذا استطاعوا أن يضربوها فقد أفلحوا بأسرلتنا وتهويدينا. 

وتطرّق د. عطا الله إلى كميّة الكلمات العبريّة الهائلة التي دخلت وتغلغلت في حياتنا بسبب حالة السُبات التي يعيشها الإنسان هنا، ووصلت لمدارسنا، حتى أنّ تدريس اللغة العربية أصبح للأسف باللغة العاميّة، محملاً المسؤولية للمتهم الأول والأخير وزارة المعارف التي همها ضرب اللغة وإزالتها. واستعرض عطا الله مجموعة من الأخطاء الهائلة التي قام بمراجعتها مشدداً على الأخطاء التي يقوم بها معلم المدرسة أثناء الكتابة على اللوح، والكلمات العربية التي اشتُقت من العبرية، مُحذراً من الإغراق في الخطأ بقوله: حين تُنشئ الطفل على الفضيلة سيكون فاضلاً، وعندما تنشئه على الخطأ سيُخطئ، مُختتماً كلماته بأنّ الإنسان الذي يفقد لغته لا يمكنه البكاء على وطن فقده.

د. جوني منصور، الذي قام بمراجعة كتب تدريس التاريخ للمرحلة الابتدائية، بيّن في محاضرته أنّ هناك تجاهلاً كبيرًا ومقصودًا لوجود الشعب الفلسطيني من ناحية تاريخية ومن ناحية ارتباطه بهذه الأرض، في مقابل التركيز على التاريخ اليهودي بفلسطين في كتب التاريخ من صف الخامس وحتى الثامن. 

وتحدّث د. منصور عن عملية الإكثار في المعلومات والتفاصيل في المرحلة الابتدائيّة دون أية فائدة، مُشيرًا إلى أنّ المنهاج التعليميّ لا يوّفر الأدوات الرئيسية للمعرفة والقدرة على التحليل وهذا غير متوفر. واستعرض بعض الحقائق التي وصل اليها في البحث، حيث لا يتعلّم الطالب عن أي مادة ذات صلة بتاريخ فلسطين، ولا يتعلّم عن التاريخ الحديث وعن التحولات التي جرت في القرن العشرين على وطنه وعلى شعبه. وسلّط الضوء على الاستهتار بالحضارة العربيّة مُستعينًا بمثال عن كيفية تعليم الحضارة العربيّة في الأندلس، التي استمرت 800 عام، وذُكرت بأربعة أسطر فقط بينما كان الشرح مُسهبًا عن الوجود اليهودي في الأندلس. 

كما تطرق د. منصور لآليات خلق الآراء المسبقة وتزييف الحقائق في المادة التدريسية، وركّز على استنتاجات مُعينة لهذه السياسة مثل طمس الأسماء العربيّة وتغريب الطالب عن تاريخه، وتناول تشويه الأسماء والأماكن على الخرائط وخلق حالة تشويش لديه من خلال استعراض الكثير من الخرائط غير الهامة.

في نهاية الندوة، قام المعقّبون باستعراض مداخلاتهم ومآخذهم، حيثُ تحدّث د. خالد عرار، مدير ثانوية جلجولية، عن أنّ العرب يتحملون مسؤولية كبيرة لأمور كثيرة لا علاقة للآخر بها، وأنّه لدينا حرية إدخال 25% من المنهاج دون معارضة من أحد. 

ونفى المربي راضي قاسم، مدير مدرسة الإعداديّة في الطيرة، أن يكون قد تعرّض لأيّ تدخلٍ من قبل أحد حين قاموا بتدريس تاريخ من إعداد بعض المعلّمين أنفسهم، ولم ينكر أنّ هناك مشاكل موجودة وتقصير مُعين ولكنه نوّه أيضًا إلى أننا نتحمّل مسؤولية الكثير من الأخطاء. أما د. قصي حاج يحيى فقد تسائل لماذا تأخرت هذه الدراسات ولماذا تمّ تجاهل هذه المشكلة ولم يبادر أحد إليها من قبل.

 وختم د. خالد مطر، مدير قسم المعارف في الطيرة، بمداخلة قال فيها إنّ ما عُرض في هذه الندوة هو جزء بسيط من البحث وووصف الصورة الحقيقيّة لوضع المناهج التعليميّة الخاصة بالوسط العربيّ المخيفة، مؤكدًا وموافقًا على كل ما جرى سرده وذكره، وفرّق بين نوعيْن من الأخطاء: المقصودة وغير المقصودة التي لها مفاهيم خاطئة وأسباب أيديولوجية، مؤكدًا على صحة ما ذكر بأننا مُبعدون عن تطوير المناهج الخاصّة بنا. 

     

التعليقات