في أعقاب إحراق المسجد في طوبا: مواجهات عنيفة بين الأهالي والشرطة

لجنة المتابعة العليا تدين إحراق المسجد وتعتبره انعكاسا لنهج المؤسسة الإسرائيلية الذي يغذي العنصرية * مؤسسة الأقصى: لا يمكن فصل الجريمة عن جرائم مماثلة في إبطن وحيفا ويافا وطبرية

في أعقاب إحراق المسجد في طوبا: مواجهات عنيفة بين الأهالي والشرطة
اندلعت مواجهات عنيفة صباح اليوم، الاثنين، بين مواطنين غاضبين من قرية طوبا زنغرية في الحولة وبين قوات الشرطة.
 
وجاءت هذه المواجهات في أعقاب إحراق مسجد النور في طوبا فجر اليوم من قبل مستوطنين متطرفين.
 
هذا وعلم أن قوات الشرطة التي أعلنت حالة الطوارئ في أعقاب الحادث في منطقة الشمال اصطدمت بمجموعات من الشبان الغاضبين الذين أغلقوا مدخل البلدة، وحاولوا الوصول إلى مركز الشرطة في الجاعونة  (روش بينا اليوم).
 
وعلم أن الشبان الملثمين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة.
 
 
وفيما لا يزال الغضب الشديد يسود البلدة، نظم أهالي البلدمظاهرة قبالة المجلس المحلي في القرية ضد الرئيس المعين فيها.
 
وعلم موقع عــ48ـرب أن وفدا من التجمع الوطني الديمقراطي يترأسه الأمين العام للتجمع عوض عبد الفتاح، قد توجه إلى القرية.
 
وكان قد فوجئ المصلون في قرية طوبا فجر اليوم بألسنة النيران تأتي على مسجد القرية، الأمر الذي أسفر عن أضرار جسيمة جدا في مبنى المسجد وممتلكاته، وأعرب اهل القرية عن غضبهم واستنكارهم لهذه الفعلة، خصوصا وأن أصابع الاتهام تشير إلى مجموعات يهودية متطرفة.
 
وقال إمام المسجد الشيخ فؤاد شحادة الزنغرية: في الثانية والنصف فجرا، شعر الأخوة أن الدخان ينتشر في القرية، ولما حضرنا رأينا المسجد محروقا عن بكرة أبيه والنيران مشتعلة بداخله، حيث حرقت المصاحف والكتب وجميع محتوياته.
 
وأضاف: الأوضاع في القرية متوترة جدا، ويتواجد الآن الأهالي أمام المسجد، حيث أعلنا عن مظاهرة داخل البلد بعد صلاة الظهر إضافة إلى تعطيل المدارس. وتابع أن االشعارات العبرية والعنصرية التي كتبت على المسجد تشير إلى من يقف وراء ههذه الجريمة.
 
من جهته قال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، إنه لا يمكن فصل حرق مسجد طوبا عن حرق مسجد إبطن قبل سنوات، وعن وضع القنبلة في مسجد الحج عبد الله في حي الحليصة في حيفا، وعن محاولة حرق مسجد حسن بيك في يافا وإلقاء رأس خنزير عليه، وحرق مسجد البحر في مدينة طبريا.
 
وعزا الشيخ خطيب "هذا العمل الإجرامي إلى البيئة والدفيئة العنصرية التي توفر الفرص والظروف لهؤلاء المجرمين".
 
 
وقال النائب مسعود غنايم من القائمة الموحدة لموقع عــ48ـرب إن الجريمة دليل على تزايد المناخ العنصري درجات أخرى خطيرة. وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية بسبب سن القوانين العنصرية والتصريحات العنصرية من قبل المسؤولين.
 
وأضاف أن الجماهير العربية ستقف بالمرصاد بدليل أن أهالي طوبا الذين لم يخرجوا من قبل في مظاهرة قد خرجوا اليوم للتظاهر والاحتجاج.
 
وأصدرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بيانا صباح ليوم اعتبرت فيه جريمة الاعتداء بأنها جريمة نكراء واعتداء على مقدسات المسلمين، وحملت المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المسؤولية، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على المساجد والمقابر في الداخل الفلسطيني.
 
واعتبر البيان أن عدم ملاحقة الجناة يشجع المتطرفين اليهود على الاستمرار في جرائمهم دون وازع او رادع، علاوة على أن المؤسسة الإسرائيلية واذرعها المختلفة، ما زالت توقع الأذى وتنتهك حرمة المساجد والمقابر، من نبش وحفر وإقامة الشقق السكنية والفنادق على أنقاض وجماجم موتى المسلمين، وهي التي ما زالت تحوّل كثيرا من المساجد الى مطاعم وخمّارات.
 
وطالب البيان بوقف كافة أشكال الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة.
 
 
 واستنكرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل بشدة إحراق مسجد النور في قرية طوبا الزنغرية، وأكدت أنها ترى بأن هذا الحادث هو انعكاس لنهج المؤسسة الإسرائيلية التي تغذي العنصرية في الشارع الإسرائيلي ، بل تقوم هي نفسها بشرعنتها وتطبيقها وحث الناس عليها.
 
وأشار بيان صادر عن اللجنة، وصل عــ48ـرب نسخة منه، إلى أن هذا الاعتداء يأتي في ظل استفحال الفاشية ضد الجماهير العربية في هذه البلاد عامة، ومنها التحريض الذي شهدته مدينة صفد ضد الطلاب العرب الدارسين في كليتها وضد العرب عامة، وما الكلمات التي كتبت باللغة العبرية على المسجد وهي كلمات كتلك التي تكتب عادة في أي عمل سافر مشابه في الضفة الغربية إلا دليل على هوية مرتكبي هذه الجريمة.
 
وأضاف البيان أن هذا الانزلاق الخطير له مدلولات سلبية وسيكون له انعكاسات سلبية تتحمل مسؤوليتها المؤسسة الإسرائيلية.
 
إلى ذلك، من المقرر أن يقوم وفد من لجنة المتابعة ظهيرة اليوم الاثنين بزيارة قرية طوبا للوقوف عن كثف على ما تعرض له المسجد وعلى ما تشهده القرية من مظاهر الغضب والاحتجاج منذ إحراقه.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

التعليقات