يافا تتظاهر ضد الاعتداء على المقدسات العربية؛ زحالقة: العصابات اليهودية المتطرفة لها أباء روحيون في المؤسسات الرسمية

شارك المئات مساء اليوم في مظاهرة حاشدة وصاخبة، نظمت في مركز مدينة يافا، تنديدا بالاعتداء الذي تعرضت له مقبرتان عربيتان، واحدة إسلامية وأخرى مسيحية، على يد عصابات يهودية متطرفة

يافا تتظاهر ضد الاعتداء على المقدسات العربية؛ زحالقة: العصابات اليهودية المتطرفة لها أباء روحيون في المؤسسات الرسمية

شارك المئات مساء اليوم في مظاهرة حاشدة وصاخبة، نظمت في مركز مدينة يافا، تنديدا بالاعتداء الذي تعرضت له مقبرتان عربيتان، واحدة إسلامية وأخرى مسيحية، على يد عصابات يهودية متطرفة.


وردد المتظاهرون هتافات تؤكد على وحدة أهالي يافا العرب، واستعدادهم للدفاع عن مقدساتهم، ورفعوا شعارات تندد بالجريمة وبعنف المستوطنين والتحرض العنصري على العرب.

النائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، الذي شارك بالمظاهرة،  وصف في كلمة أمام المتظاهرين- الاعتداء على المقبرة الإسلامية والمقبرة المسيحية قي يافا ـ بانه عمل بربري وعنصري ووحشي.


وقال زحالقة إن العنصريين الصغار الذين نفذوا هذا العمل الجبان، لهم أباء روحيون في الحكومة الإسرائيلية لم يتوقفوا عن التحريض العنصري وعن التعبير عن الحقد ضد المواطنين العرب ومقدساتهم.


وأضاف زحالقة أن ما تقوم به الحكومة وبدعم من المحاكم الإسرائيلية هو أخطر بكثير من استفزازات صغار العنصريين، فالحكومة الإسرائيلية استولت وبدعم من المحاكم على مقبرة طاسو على أساس مستند مزور، والآن هناك مشروع لبناء فندق ضخم على أراضي مقبرة القشلة، وسبق ذلك بناء الكثير من المشاريع الاستيطانية على أراضي المقابر العربية في محيط مدينة يافا، وقبل يومين صدر أمر هدم لجزء من مسجد البحر في يافا بحجة عدم استصدار ترخيص للترميم. من هنا فإن العمل الاستفزاوي للعصابات المتطرفة اليهودية ينسجم بشكل تام مع السياسات الحكومة الرسمية، وقد تختلف الوسائل لكن الهدف واحد.


وأضاف زحالقة بأن تساهل الحكومة وتسامح القضاء وتقاعس الشرطة - تشجع مثل هذه الأعمال الجبانة، فرجال الدين اليهود وفي مقدمتهم الراف عوفاديا يوسيف، وحاخامات المستوطنين وحاخامات صفد، يشكلون بتصريحاتهم وسلوكهم إلهاما وتحفيزا على الفعل العنصري.


وتابع زحالقة: لقد قلنا أكثر من مرة بأن المسافة بين القول والفعل قصيرة جدا، فجريمة اليوم هي نتاج تحريض الأمس، وما الاعتداء على مسجد طوبا الزنغرية مؤخرا، والاعتداء اليوم على حرمة المقابر في يافا، والاعتداءات المتكررة على المواطنين العرب من قبل رجال شرطة ومتطرفين يهود، ما هي إلا نتاج التحريض العنصري المستشري.

وقال زحالقة: إن ردود الفعل الخافتة والخجولة في الرأي العام الإسرائليي هي دليل على مدى خطورة الوضع، وعلى ضرورة أن يكون تصدينا قويا ومدويا.


وكان النائب جمال زحالقة قد أرسل رسالة مستعجلة إلى وزير الأمن الداخلي وإلى مكتب رئيس الحكومة وإلى المستشارالقضائي طالب فيها بالكشف عن العصابات اليهودية المتطرفة التي تقوم بالاعتداء على المقابر والمساجد. وحذر زحالقة من أن تطور الأحداث يحمل مؤشرات خطيرة جدا، وباتت هذه العصابات قريبة جدا من ارتكاب جرائم أكبر، مذكرا بمجزرة شفاعمرو التي كانت هي أيضا نتاج التحريض العنصري.


وأكد زحالقة في رسالته بأن الشرطة قادرة على الكشف عن هذه العصابات إذا لم تتقاعس ولم تغض الطرف عنه. وتساءل زحالقة ماذا كانت ستكون ردة الفعل الإسرائيلية لو أن اعتداء من هذا النوع وقع على كنيس يهودي أو مقبرة يهودية في أي مكان في العالم؟



وفي وقت سابق قال سامي أبو شحادة عضو بلدية يافا تل أبيب: "إن هذه الخطوات العنصرية التي تشجع عليها قيادة المستوطنين هي نتيجة لسياسة حكومة نتنياهو وليبرمان وعدم محاسبة هؤلاء العنصريين قانونياً هي بمثابة إعطائهم الضوء الأخضر للاستمرار بهذه الاعتداءات.

وأضاف أبو شحادة إن اختيار هؤلاء العنصريين العبث وتدنيس المقدسات هو محاولة واضحة لاستفزاز مشاعر المواطنين وجرهم إلى التصادم وأعمال عنف.


وكانت أقدمت مجموعة يهودية متطرفة مساء أمس على الاعتداء على مقابر إسلامية ومسيحية في مدينة يافا، وانتهكت حرمات القبور بتهشيم وتخريب عدد من القبور وكتابة شعارات عنصرية باللغة العبرية، حيث اعتدت عصابات يهودية متطرفة على مقبرة الكزخانة الإسلامية وكذلك مقبرة طائفة الروم الأثوذكس وذلك في الساعات المتأخرة من الجمعة.
وقامت العصابات المتطرفة بكتابة عبارات عنصرية مسيئة للعرب كـ "الموت للعرب" إلى جانب عبارة "جباية الثمن" .

وقد بدأت عصابات جباية الثمن باعتداءات على الاملاك والمقدسات العربية في الضفة الغربية، وفي داخل الخط الأخضر، حيث أضرمت النيران مؤخرا في مسجد النور في طوبا.

التعليقات