حنين زعبي تنهي تقديم شهادتها أمام محكمة راسل: "نحن لسنا أمام سياسة عنصرية، وإنما أمام نظام عنصريّ"

حنين زعبي أمام "محكمة راسل": - "إسرائيل تطالب العالم بالاعتراف بحقها في أن تكون عنصرية" * "الأبرتهايد طرد 60 ألفا، ولكن إسرائيل طردت شعبي بأكمله" * فلسطينيو 48 يعتبرون شاهدا على عنصرية النظام السياسي.

حنين زعبي تنهي تقديم شهادتها أمام محكمة راسل:

النائبة زعبي تنهي تقديم شهادتها أمام "محكمة راسل" في جنوب أفريقيا:

- "نحن لسنا أمام سياسة عنصرية، وإنما أمام نظام عنصريّ".

- "في الوقت الذي يقوم فيه العالم بالكشف عن إسرائيل كدولة عنصرية، تقوم إسرائيل بالمقابل، وبوقاحة، بمطالبة العالم الاعتراف بها كدولة يهودية".

- "إسرائيل تطالب العالم بالاعتراف بحقها في أن تكون عنصرية".

- هيئة القضاة والطاقم القانوني للمحكمة أعلن عن دعمه للنائبة زعبي.

 

- تقرير خاص بعرب 48 -

تنتهي اليوم أعمال "محكمة راسل" حول النظام العنصري في إسرائيل، والتي تم الاستماع خلال مداولاتها إلى 26 شهادة، منها 24 شهادة مهنية، تتمحور جميعًا حول النظام السياسي والقانوني في إسرائيل، حيث يتم تناول مميزات هذا النظام وتقاطعاته مع حقوق الانسان، والقوانين الدولية، والأبرتهايد، والتمييز العنصري، بالإضافة إلى شهادات مختصة في مجال: الاستيطان على جانبي الخط الأخضر، والملاحقات السياسية، والنظام القانوني في إسرائيل، والمحاكم في إسرائيل وتعاملها مع الفلسطينيين، وحرية الإقامة، وامتلاك الأرض، والحركة، والعمل، والتعليم، والنشاط السياسي، والتعبير وغيرها. 

زعبي: أمثل جزءا منسيا من الشعب الفلسطيني، يعتبر شاهدا على عنصرية النظام

وفي شهادتها أمام المحكمة، قالت النائبة زعبي إنها تمثل جزءا منسيا من الشعب الفلسطيني، الذي أخرج من حدود شعب، ومن حدود الصراع، لكنه "عاد" ودخل خريطة شعبه وخريطة الصراع، بشكل لم تتوقعاه، لا منظمة التحرير، الممثل الرسمي للفلسطينيين، ولا إسرائيل.

وأضافت النائبة زعبي بأن "المواطن" وحده يستطيع أن يكشف عنصرية النظام كنظام، أما الواقع تحت الاحتلال، والذي لا يملك المواطنة، فهو يستطيع فقط أن يكشف عنصرية الاحتلال، لكن ليس عنصرية النظام.

إذا "ففلسطينيو الـ 48 ليسوا الشاهد على ديمقراطية إسرائيل، بل هم الشاهد على عنصرية النظام، وهم الشاهد بأننا لا نتحدث عن سياسة عنصرية بل عن نظام عنصري".      

وأشارت النائبة زعبي بأن إسرائيل تنتهج استراتيجيات مختلفة، من السيطرة العنصرية في كل من داخل الـ48، والقدس والضفة الغربية.

على المحكمة البحث فيما يقف وراء النظام العنصري، ألا وهو تعريف إسرائيل دولة يهودية

وقد قامت الشهادات التي طرحت في المحكمة بتحليل استراتيجيات السيطرة المختلفة المتبعة في هذه المناطق، لكنها لم تشر إلى "الدافع" أو "الهدف"، أو ما يستعمل أحيانا "مبررًا أخلاقيًّا" لتلك السيطرة، وشددت أن على على المحكمة البحث أيضا فيما يقف وراء النظام العنصري، ألا وهو تعريف إسرائيل كدولة يهودية، وأشارت إلى أن الاستراتيجية المتبعة في إسرائيل هي إما إنكار السيطرة والعنصرية والتمييز، وإما الاعتراف ببعض مظاهره وتبريرها بما يسمى "حق اليهود في دولة يهودية".

وأضافت "أنه في الوقت الذي يقوم فيه العالم بالكشف عن إسرائيل كدولة عنصرية، تقوم إسرائيل بالمقابل، وبوقاحة، بمطالبة العالم الاعتراف بها كدولة يهودية، أي تريد من العالم إعطاء شرعية لهذه العنصرية، والاعتراف ليس بإسرائيل فقط، بل بحقها في أن تكون عنصرية".

وأوضحت زعبي للمحكمة قائلة: "إسرائيل تستعمل المواطنين الفلسطينيين لكي تبرهن على ديمقراطيتها، وهي تتبجح بحق التصويت"، الذي لم يتمتع به السود في جنوب أفريقيا، "لكن ها أنا ذا أمامكم، لا أصوت فقط، بل إنني نائبة أمثل شعبي في البرلمان الاسرائيلي، ومن المفروض أن أكون شاهدة حية على المساواة والديمقراطية داخل إسرائيل، لكن ما أنا بالفعل إلا شهادة حية على العنصرية فيها".

الأبرتهايد طرد 60 ألفا، ولكن إسرائيل طردت شعبي بأكمله

وحول الفروقات بين النظام العنصري في إسرائيل والنظام العنصري في جنوب أفريقيا، أشارت إلى أن "الأول أسوء، لكنه أكثر حنكة وخفية، وما جعله أكثر حنكة وخفية هو جريمة أكبر من جريمة الأبرتهايد، جريمة التطهير العرقي، إذ تم طرد شعب كامل من وطن كامل.."، وأضافت: "لقد حاول النظام في جنوب أفريقيا تطهير <كيب تاون>، حيث نحن الآن، في سنوات الستينات، فطرد 60 ألفا، لكن إسرائيل طردت شعبي بأكمله".   

بالإضافة لذلك، تعاملت جنوب أفريقيا مع السود كمواطنين درجة ثانية أو ثالثة، أما نحن، فالسياسات الاسرائيلية لا تكتفي بالتعامل معنا كمواطنين درجة ثانية أو ثالثة، بل تتعامل معنا كأعداء أو "كخطر استراتيجي"، وتصرح بشكل علني، في الكنيست وفي التصريحات السياسية، بأننا "خطر استراتيجي".

إسرائيل لم تكتف بسرقة الأرض كما الأبرتهايد، إنما تسرق وطننا أيضا عبر التهويد

وأكملت زعبي قائلة: "الأبرتهايد سرق الأرض من السود، أما إسرائيل فتحاول سرقة الوطن منا، هي تحاول مصادرة علاقتنا مع الوطن، فتمحو الأسماء العربية من فضاء الوطن، وتعبرن الشوارع والمفارق، وتمحو أي إشارة للقرى والمدن العربية، وتهود المكان برمته."

وأضافت: "يريدون أن يسرقوا منا وطنا وليس فقط أرضا"، وتابعت "أكثر من هذا، في الكنيست وفي بعض قرارات المحكمة، يبررون مصادرة الأرض بأننا غزاة للأرض، وليس أصحابها الأصليين. كما أن جنوب أفريقيا لم تقم بهندسة هويات، ولم تحاول تشكيل أو محو هوية السكان الأفارقة، السود أو الملونين، ولم تنكر عليهم هويتهم، ولم تحاول خلق هوية جديدة مشوهة، وتختلف طبيعة الصراع على مستوى الهويات التي تتقاطع بشكل مركب في أفريقيا، أما السياسات الاسرائيلية، فقد قامت بشكل عنيف وهمجي بتشكيل هوية <صهيونية>، وفي الوقت نفسه تحارب الهوية الفلسطينية، وتمنع تدريس كل ما يتعلق بها، وتحاول تشويهها، وتشكيل ما يعرف بـ <عرب-إسرائيل>".

سياسات الولاء والهوية

وأوضحت النائبة زعبي أن سياسات الولاء هذه "تطورت" بدرجات، وتم تقنينها بما أصبح يعرف بقوانين الولاء، إذ أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطالب مواطنيها بالولاء لأيديولوجية الدولة، وليس فقط احترام قوانينها، وتابعت: "إسرائيل تريد أن تكون عنصرية تجاهي، وتطالبني بأن أقتنع بأن هذا جزء من قناعاتي الخاصة أيضا!"

وعددت النائبة زعبي قوانين التجنس، والأرض، والتخطيط والتطوير، والتعليم والولاء. وأنهت بأن النضال من أجل إنهاء نظام السيطرة العنصري، والنضال من أجل المساواة كاملة لمجموعتين قوميتين يتقاسمان الحقوق كما السيادة، هو ما تخافة إسرائيل، وهو ما تحاربه، وهو ما تعتبره "خطرا استراتيجيا".     

هذا وينهي المؤتمر أعماله اليوم، بعتقد مؤتمر صحفي، وسيتم عندها الإعلان عن موعد إصدار قراراته. 


للمزيد حول الموضوع:

 

حنين زعبي حول "محكمة راسل" من كيب تاون: العالم كله يناضل من أجل الفلسطينيين

http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=86542

محكمة راسل: برلمانيون أوروبين ومسؤولون أفارقة يعلنون دعمهم الكامل لحنين زعبي إثر التحريض الاسرائيلي عليها
 

http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=86541

حنين زعبي تقدم شهادتها الأحد: محكمة راسل حول فلسطين تفتتح أعمالها بكيب تاون الجنوب أفريقية

http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=86523

التعليقات