في ندوة في سخنين؛ عبد الفتاح: الشعوب العربية أثبتت قدرتها على التغيير

تجمع سخنين ينظم ندوة ثقافية في الذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية * مهند مصطفى: أقل من ثورة وأكثر من إصلاح

في ندوة في سخنين؛ عبد الفتاح: الشعوب العربية أثبتت قدرتها على التغيير
في الذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية عقدت في مقر التجمع الوطني الديمقراطي في مدينة سخنين -نادي جمال عبد الناصر- ندوة ثقافية، مساء أمس الأربعاء، وذلك ضمن حملة التثقيف التي أقرتها اللجنة التثقيفية المنبثقة عن اللجنة المركزية.
 
حضر الندوة العشرات من أعضاء وأصدقاء التجمع من سخنين ومنطقة البطوف، وكان موضوع الندوة آفاق الثورة المصرية خاصة على ضوء النتائج التي حققتها هذه الثورة، وصعود التيارات الإسلامية.
 
افتتح الندوة المحامي إياد خلايلة، سكرتير فرع التجمع في سخنين، الذي رحب بالحضور والمحاضرين، وطرح محاور المحاضرات والنقاش في الندوة.
 
الباحث مهند مصطفى، والذي قدم رسالة الدكتوراة بموضوع "الإسلام السياسي والتحول الديمقراطي في النظام السلطوي العربي" تطرق إلى أن الباحثين توقعوا أن يكون التحول الديمقراطي في العالم العربي من داخل النظام السلطوي، كما حصل في دول أمريكا اللاتينية، ولذلك كان تفجر الثورات العربية مفاجئا للباحثين، والأدبيات التي تطرقت لهذا الموضوع.
 
ثم أشار مصطفى إلى أن الثورات العربية هي أقل من ثورات تهدم النظام السلطوي وتخلق حالة قطيعة مع المرحلة البائدة، من الناحية السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، وأكثر من عملية إصلاح من داخل النظام مبيناً أوجه التشابه والخلاف بين الحراكين.
 
المحور الثاني للمحاضرة كان حول الإسلام السياسي ومدرسة الإخوان المسلمين في مصر، ميزاتها الطبقية، وتطورها الفكري والتنظيمي، من أيام مؤسسها حسن البنا، إلى فكر السيد قطب، إلى تطورها وتغيرها أيام الفترة الناصرية حتى أيام فترة حكم حسني مبارك.
 
وأشار مصطفى إلى أن حركة الإخوان ليست حركة ثورية، بل حركة براجماتية، ووصلت هذه البراجماتية أوجها في فترة حسني مبارك، إذ شاركوا في الانتخابات "المزورة" التي نظمها نظام مبارك، وحتى في انتخابات 2010 التي كان الهدف منها التجهيز للتوريث لجمال مبارك.
 
وتطرق مصطفى إلى الحركات الإسلامية في شمال إفريقيا وتونس خاصة، حيث ظهر الإسلام السياسي في السبعينيات فقط، فيما تأسست حركة النهضة التونسية عام 1989، وما ميز شمال إفريقيا هو وجود حركة سلفية إصلاحية، فكرية أكثر منها سياسية، وكان سؤالها الأساسي تجديد الدين والمجتمع وليس الدولة، فيما أن عند الاخوان السؤال الحاضر هو "الدولة".
 
واختتم مصطفى المحاضرة بالقول إن الإسلام السياسي اليوم على مفترق طرق، فبعد 80 عاما كان الاخوان في المعارضة وتحت الملاحقة هم اليوم من سيحكم مصر، وهو تغير لم يستوعبوه بعد، وهذا هو التحدي الأكبر، مع أنهم يناقشون منذ 30 عاما في أدبياتهم قضية الديمقراطية والتعددية والحريات، إلا أن موقعهم في السلطة سيظهر مدى قدرتهم على الوقوف أمام هذا التحدي.
 
المحاضرة الثانية قدمها أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح، وأكد على أن "تأثيرنا على هذه الثورات محدود جداً وحتى معدوم، ولكننا نستطيع أن نستفيد منها من التجارب ومن النتائج".
 
ودحض عبد الفتاح المقولة التي تدعي أن هذه الثورات هي ترتيب أمريكي، وقال إن في ذلك إهانة للأمة العربية وتكريسا لأفكار استشراقية غربية، تعتبر الشعوب العربية شعوبا متخلفة غير قادرة على التقدم والتغيير وأخذ مصيرها بيدها.
 
وأضاف أن هذه الثورات أتت بعد أن وصلت الشعوب العربية إلى مرحلة كفرت بطاقتها وقدرتها، ويجب التأكيد على أن ما حصل هو أمر هائل غيّر صورة العربي الذي صوّر على أنه مدمن على الخنوع والعبودية.
 
وقال إن الشعوب العربية أثبتت أنها قادرة على التغيير وتأبى الذل والاستبداد، وقامت بإسقاط نظام استبدادي مقيت، فالشعب ولد من جديد والفرد ولد من جديد، وأصبح الشعب هو اللاعب الرئيس، وأصبح الشعب يقرر مصيره، بعد أن كان الدكتاتور يقرر بالنيابة عنه.
 
وحول السؤال إلى أين تتجه هذه الثورات؟ أجاب عبد الفتاح بأنه من الصعب التنبؤ، ففي تونس ومن ثم في مصر كان هناك إجماع وطني إسلامي يساري على إسقاط النظام، والحال تغير عندما انتقل الحراك إلى ليبيا ومن ثم سوريا، حيث حصل الخلاف والتوتر بين القوى الوطنية والإسلامية واليسارية وحتى داخل كل من هذه التيارات.
 
وقال "التوليفة التي حصلت في تونس هي مباركة، إذ حصل ائتلاف بين التيار الإسلامي ذي البعد الوطني مع التيار القومي اليساري الذي يعترف بثقافة الأمة الإسلامية، وهذا ما يعول عليه، لأن هذا التآلف بين هذين التيارين يضمن سلامة وحصانة الأمة، وكفيل بالانتقال بالأمة من استبداد سياسي واقتصادي إلى نهضة اقتصادية وسياسية ويحقق شعار الثورة: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، وبعد أن تتحصن الدولة تستطيع أن تطالب وتحصّل مطالب وكرامة الأمة، وأولها فلسطين".
 
إلى ذلك، أجاب المحاضرون في نهاية الأمسية على أسئلة الحضور الذي تفاعل مع الندوة، وأعرب عن رضاه، وطلب مواصلة مناقشة مثل هذه القضايا الفكرية المهمة.
 
 

التعليقات