بمشاركة النائب حنين زعبي: الخليل تشهد فعاليات الحملة العالمية لفتح شارع الشهداء

شهدت مدينة الخليل اليوم، وفي الذكرى مجرزة الحرم الابراهيمي، مسيرة لإعادة فتح شارع الشهداء بالمدينة، نظمتها "الحملة العالمية لفتح شارع الشهداء وإنهاء الاحتلال"، بدعم من القوى الوطنية الفلسطينية وبتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية.

بمشاركة النائب حنين زعبي: الخليل تشهد فعاليات الحملة العالمية لفتح شارع الشهداء

شهدت مدينة الخليل اليوم، وفي الذكرى مجرزة الحرم الابراهيمي، مسيرة لإعادة فتح شارع الشهداء بالمدينة، نظمتها "الحملة العالمية لفتح شارع الشهداء وإنهاء الاحتلال"، بدعم من القوى الوطنية الفلسطينية وبتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية.

هذا وقد شارك في المسيرة التي جاءت تحت عنوان: "لنناضل معا ضد الاستيطان ومن أجل فتح شارع الشهداء"، العشرات من الناشطين الفلسطينيين والاسرائيليين، كانت من بينهم النائب حنين زعبي عن التجمع الوطني الديموقراطي، ومسؤولة اتحاد المرأة، أميمة مصالحة.

حنين زعبي: 400 مستوطن يتحكمون بحيوات آلاف الفلسطينيين

وتعقيبا على مشاركتها في الحملة قالت حنين زعبي: "تكتسب هذه الحملة أهميتها كون شارع الشهداء يعتبر عصب الحياة في مدينة الخليل المتعطلة تماما منذ إغلاقه عام 1994، والذي أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة ومشكلات للعائلات الفلسطينية تتمثل في هدم اقتصاد 15 ألف إنسان فلسطيني في البلدة القديمة، إذ أغلق 1800 دكان، 500 منها بأمر عسكري، كما تم إغلاق 43% من البيوت في البلدة القديمة، وعدد البيوت غير المأهولة بسبب الإغلاق يصل إلى 1000 تقريبا، وكل ذلك من أجل حماية 400 مستوطن، على حساب آلاف الفلسطينيين من سكان المدينة."

وحول سياسة الجيش الاسرائيلي قال زعبي: "واضح أننا لا نتحدث عن احتلال أمام الأهوال والمعاناة التي يتسبب بها إغلاق الشارع ومجمل سياسات الجيش الاسرائيلي في الخليل، إنما نتحدث عن سياسة أبرتهايد واضحة وصارخة، وعن دولة تنفذ سياسات اليمين العنصري بحذافيرها، ذلك أن إغلاق الشارع جاء بطلب من المستوطنين، والجيش استجاب لطلباتهم رغم أنه ما من أي سبب أمني يحتم إغلاق الشارع، وقد صرح المستشار القضائي للجيش عام 2006 بأن إغلاق الشارع كان خطأ."

سياسات الأبرتهايد لا تكتفي بالسيطرة على الأرض، إنما تهدف لتركيع الفلسطيني أيضا

وأضافت زعبي: "واضح أن سياسات الأبرتهايد ليس هدفها فقط السيطرة على الأرض، إنما هدم المجتمع الفلسطيني وتركيع الانسان الفلسطيني وكسر إرادته."

وعن الحملة قالت زعبي: "الحملة العالمية لافتتاح شارع الشهداء، والتي أطلقها شباب فلسطينيون مناضلون قبل عدة سنوات، هي جزء من رؤية جديدة للشباب الفلسطيني، تؤمن بضرورة النضال الشعبي الميداني، ولا تكتفي بالشعارات، وهم مصرون على ألا يستسلموا أو يطبعوا مع الاحتلال، وعلى ألا يتعايشوا معه دون نضال شعبي يفعّل الإرادة الشعبية والدّعم الدولي، ونحن إذ نشارك في مثل هذا النوع من النضال الشعبي فللتأكيد على اللحمة الوطنية التي تجمع أبناء الداخل الفلسطيني مع أبناء شعبهم أينما كانوا، وللتأكيد على أن الانسان الفلسطيني قيمة عليا يجب أن تحترم وتقدر وتصان، وذلك يبدأ بإنهاء كافة أشكال التحكم به ومحاولة تركيعه، من  سياسات أبرتهايد واحتلال."

رعاع اليمين اعترضوا المسيرة وحاولوا التهجم على زعبي

يذكر أن رعاع المستوطنين، وكان من بينهم بن جيفر، قاموا باعتراض المسيرة عند وصولها إلى مدخل شارع الشهداء، وراحوا يصرخون ويشتمون المشاركين فيها بألفاظ بذيئة، كما هاجموا النائب زعبي.

هذا وقد فصل الجيش الاسرائيلي بين المستوطنين والنشاطء، كما منعوا المسيرة من دخول شارع الشهداء لفتحه.

وتعليقا على ذلك قالت زعبي: "رغم اعتراض المستوطنين للمسيرة بهستيريا همجية، ومنع الجيش لنا من دخول الشارع، إلا أننا واصلنا البرنامج بنجاح، وقد أكد الشباب الفلسطيني أن إسرائيل لم تنجح في كسر إرادتهم ولن تنجح، وشبابنا الفلسطيني لم يردوا على رعاع اليمين، وواصلوا المسيرة بكل رقي وإصرار."

شارع الشهداء: علامة صارخة على الأبرتهايد

يذكر أن شارع الشهداء، وهو شريان الحياة في الخليل، بدأ الجيش الاسرائيلي بإغلاقه أمام حركة المركبات الفلسطينية منذ مذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994، ومنع ذلك وصول المركبات إلى سوق الخضار المركزي نهائيا.

في مطلع شهر تشرين أول من عام 2000، فرضت سلطات الاحتلال حظر التجوال على شارع الشهداء وعلى نحو 20% من مدينة الخليل، وبحسب إحصائيات "لجنة إعمار الخليل"، فقد فرض المنع لمدة 585 يوما خلال ثلاث سنوات، وواكب ذلك إجراءات تعسفية قاسية، منها تفجير لمحلات تجارية، ونهب للكثير منها، وإغلاق كافة مداخل البلدة القديمة.

 رغم رفع حظر التجول، فإن سلطات الاحتلال ما زالت وحتى اليوم تمنع حركة المركبات الفلسطينية في شارع الشهداء وشوارع أخرى من المدينة، كما وتمنع حركة المشاة الفلسطينيون في معظم أجزاء الشارع المذكور

وبسبب استمرار إغلاق شارع الشهداء والعديد من الشوارع في الخليل، أصبح مشوار سكانها الفلسطينيين الذي يستغرق دقائق مشيًا على الأقدام، يستغرق أضعاف الوقت بسبب اضطرار المواطنين إلى سلك طرق أخرى طويلة، أما ما بقي من أهالي شارع الشهداء في بيوتهم، فلا زالوا يتنقلون داخل الحي ويدخلون إلى بيوتهم عن طريق بيوت الجيران أو عن طريق تسلّق أسطح البيوت والشرفات، لأن مداخل بيوتهم الرئيسية على الشارع مغلقة.

توجهت "جمعية حقوق المواطن في إسرائيل" برسالة للمستشار القضائي لجيش الاحتلال بتاريخ 19/11/2006، مطالبة إياه بإعادة فتح شارع الشهداء، وجاء في رد مكتب المستشار بتاريخ 25/12/2006: "أن الفلسطينيين حقًّا مُنعوا من المشي على الأقدام في الشارع، وذلك عن طريق الخطأ، وفي هذه الأيام، أُعطيت تعليمات جديدة تسمح بحركة السكان، ولكنها مشروطة بإجراءات أمنية ورغم تلك الرسالة فإن الشارع ما زال مغلقا.

يذكر أن الحملة الأولى لفتح شارع الشهداء قد انطلقت بفعالياتها المتنوعة عام 2010 في أكثر من 30 موقعا فلسطيني و25 موقعا على مستوى العالم، والهدف منها إنهاء معاناة أهالي الخليل عن طريق إعادة فتح الشارع الذي ثلاث مرات بشكل كامل وجزئي من مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994.

التعليقات