زحالقة: متى ستصحح المعارف الأخطاء في كتب التدريس؟

"لا نتحدث عن تشخيص عام لأوضاع المناهج والكتب الدراسية فقط، بل عما يختبىء وراء الكلمات والنصوص من تجهيل قومي ومن إيدلوجيات وسياسات تربوية مشتقة من الفكر الصهيوني، وإذ نطالب بتصحيح الأخطاء اللغوية، فنحن نصر على ضرورة وقف خطايا التجهيل القومي في جهاز التعليم"..

زحالقة: متى ستصحح المعارف الأخطاء في كتب التدريس؟
زحالقة: متى ستصحح المعارف الأخطاء في كتب التدريس؟
وزارة المعارف: "أقمنا طاقماً خاصاً بالموضوع"
قررت الهيئة العامة للكنيست، يوم أمس الثلاثاء، تحويل اقتراح النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، بموضوع "وضع معايير واضحة لإقرار كتب التدريس العربية والتشديد على مضامين تربوية ولغوية سليمة"، إلى لجنة التربية والتعليم البرلمانية، من أجل مناقشته وبحثه.
 
وقال النائب زحالقة خلال طرحه الموضوع على جدول اعمال الكنيست، إن أبحاث جمعية الثقافة العربية حول الأخطاء اللغوية في كتب التدريس العربية كشفت عن كم هائل من الأخطاء اللغوية وأخطاء في المعلومات في كتب التدريس المقرّة من وزارة المعارف. فقد أظهر بحث اجرته الجمعية، عام 2011، في كتب التدريس للصفوف من الثالث إلى الثامن وجود أكثر من 16000 خطأ لغوي، وبين البحث أن هناك سياسة واضحة لتشويه الهوية الوطنية والثقافية والحضارية للطالب العربي، من خلال ارتكاز مناهج التاريخ والموطن والجغرافية وحتى كتب اللّغتين العبرية والإنجليزية على الرواية الصهيونية وعلى تنكر لتاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني وحتى إنكار وجوده، وقال زحالقة إن هذا الأمر يقع في خانة الأخطاء بل في خانة الخطايا.
 
وأضاف أن البحث الأول، الذي سبق البحث الأخير والذي نشر عام 2009 كشف عن أخطاء لغوية ونحوية فظيعة في كتب تدريس اقرتها وزارة المعارف، ناهيك عن أن غالبيتها لم تناسب المستويات التعليمية واللغوية للطالب العربي، ورغم وعود وزارة المعارف وتعهداتها بتصحيح الأخطاء وبوضع منظومة عمل جديدة في إجراءات تصديق كتب التدريس العربية، إلا أن هذه الوعود لم تترجم لأفعال، واكتفت الوزارة بتصحيح جزء قليل من الأخطاء. وحتى حين قامت الوزارة بإلغاء بعض الكتب من المناهج التعليمية، جاءت بكتب جديدة مليئة بأخطاء جديدة!
 
وتساءل زحالقة: "ألا تستطيع وزارة المعارف إصدار كتاب بلا أخطاء؟ متى ستصحح المعارف الأخطاء في كتب التدريس؟" وأضاف: "ثمة أمر ما نتن في جهاز إقرار كتب التعليم في وزارة المعارف. الأخطاء تتكرر سنة بعد سنة، والوزارة تعد الكثير وتنفذ القليل. لماذا؟ من المسؤول؟".
 
وشدد بالقول:" لا نتحدث عن تشخيص عام لأوضاع المناهج والكتب الدراسية فقط، بل عما يختبىء وراء الكلمات والنصوص من تجهيل قومي ومن إيدلوجيات وسياسات تربوية مشتقة من الفكر الصهيوني، وإذ نطالب بتصحيح الأخطاء اللغوية، فنحن نصر على ضرورة وقف خطايا التجهيل القومي في جهاز التعليم".
 
وجاء في رد وزارة المعارف: "وزارة المعارف على علم بظاهرة الأخطاء في كتب التدريس، وهي تعمل كل ما بوسعها من أجل توفير كتب سليمة وذات مضامين مناسبة للطلاب العرب بدون أخطاء، وقد أقيم لهذا الشأن طاقم مختصين تربوي ليتابع الموضوع بجدية ويضع مقاييس واضحة وصارمة، كما ووضعت برامج خاصة وخصصت الميزانيات لتحسين مستوى وجودة كتب التدريس العربية، وألغت الوزارة بعض الكتب التي ذكرها بحث جمعية الثقافة العربية، وكل كتاب يمضي خمس سنوات على إقراره والتدريس به، يخضع لفحص إضافي ويمر عملية مصادقة ثانية".
 
وعقب النائب جمال زحالقة على رد وزارة المعارف: "هذا الرد مرفوض. نحن نريد تصحيح كل الأخطاء، في كل الكتب وبأقرب وقت ممكن. هذا الأمر قابل للتنفيذ، إذا كان هناك قرار فعلي ونية جدية لتزويد الطلاب بكتب لائقة تحترم الطالب العربي ولغته وحضارته.

التعليقات