المعارف تمنع كتاب المدنيات؛ زحالقة: يمارسون سياسة حرق الكتب لمجرد ذكر أن هناك رواية فلسطينية

قررت المديرة العامة في وزارة المعارف الاسرائيلية، دليت شطاوبر، اليوم الثلاثاء، منع استخدام كتاب المدنيات "على درب المواطنة" في كافة المدارس الاسرائيلية، واصفة قرار استخدامه بـ "الخطأ الفادح".

المعارف تمنع كتاب المدنيات؛ زحالقة: يمارسون سياسة حرق الكتب لمجرد ذكر أن هناك رواية فلسطينية

قررت المديرة العامة في وزارة المعارف الاسرائيلية، دليت شطاوبر، اليوم الثلاثاء، منع استخدام كتاب المدنيات "على درب المواطنة" في كافة المدارس الاسرائيلية، واصفة قرار استخدامه بـ "الخطأ الفادح".

وأوضحت شطاوبر خلال جلسة مناقشة في لجنة المعارف بالكنيست، تناولت الكتاب، أن فحصا دقيقا وعميقا لمضامين الكتاب، يبين أنه يفتقد للأسس العلمية والموضوعية، ويعجز عن بناء فهم واضح لمواقف إسرائيل، ولذلك تقرر منع الكتاب.

وأضافت أن الكتاب يضم أخطاء كثيرة، وفيه انحياز سياسي، إذ تميز مضامينه بحق مجموعات ومجتمعات في إسرائيل، وتظهر الخلافات والنقاشات بين اليمين واليسار، وكذلك العرب واليهود، بشكل غير متوزان، وفقا لشطاوبر.

وكان النقاش قد احتدم حول الكتاب لأن مؤلفيه أشاروا إلى وجود رواية فلسطينية إلى جانب الاسرائيلية الصهيونية، وأن هناك خلاف عربي اسرائيلي حول بعض الأمور، وهو ما لا يريده بعض العاملين في وزارة المعارف، وبعض السياسيين الاسرائيليين، الذين يصرون على عدم ذكر الرأي الفلسطيني بأي شكل من الأشكال.

جمال زحالقة: لوزارة المعارف توجهات فاشية، تتبنى بموجبها موقف اليمين المتطرف

ومن جانيه، اتهم  د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، فقد اتهم خلال حديثه في الجلسة، وزارة المعارف، بأن لها توجهات فاشية، وأنها تتبنى موقف اليمين المتطرف، وتنتهج سياسة حرق الكتب.

وقال زحالقة: "الحقيقة أنه لا يجري نقاش موضوعي ورصين حول كتاب التدريس، وإنما تجري محاكمة ميدانية لاستئصال أي نزعة ليبيرالية منفتحة في كتاب المدنيات، وبدلا من أن يكون الكتاب ’على درب المواطنة‘، فإنهم يريدون كتابا على درب التطرف القومي."

وسخر زحالقة من ادعاء المديرة العامة لوزارة المعارف، بأن سبب إلغاء الكتاب أخطاء علمية ومعلوماتية، مبينا أنه لو كان هناك أخطاء فيمكن تصحيحها بسهولة، ولكن السبب الحقيقي هو وزارة المعارف تريد كتبا أخرى تعتمد تلقين الطلاب بالرواية الصهيونية بأكثر أشكالها تطرفا، ولا تريد أن يرد أي ذكر للرواية الفلسطينية.

إذا كان الكلام يجري حول أخطاء، فكل كتب التاريخ والمدنيات والجغرافيا مزيفة

وأضاف زحالقة: "إذا كان الكلام يجري حول أخطاء، فإن كل كتب التاريخ والمدنيات والجغرافيا مزيفة من أولها وإلى آخرها، لأنها تستند إلى الرواية الصهيونية المبنية على الأكاذيب والخداع والتضليل."

من جانبها، قالت د. بينا جالدي، إحدى مؤلفات الكتاب، إنها مصدومة متفاجئة جدا من الادعاءات التي طرحت حول الكتاب، التي قد تصل إلى حدود القذف؛ وأكدت أن الكتاب فحص ثلاث مرات من أخصائيين خارجيين، وأن كل الأخطاء التي لوحظت تم تصحيحها، وصودق على الكتاب وفقا لكل الاجراءات المتبعة في وزارة المعارف.

وادعى رئيس لجنة المعارف في الكنيست، أليكس ميلر (يسرائيل بيتينو) خلال النقاش الذي جرى في الكنيست حول الكتاب، أن مضامين الكتاب إشكالية إلى حد بعيد، وتظهر بأن الهجرة الروسية إلى إسرائيل كانت بدوافع اقتصادية، دون أي ربط لهذه الهجرة مع الصهيونية واليهودية، موضحا أن تلك المضامين تعرض واقعا أراد المؤلفون أن يعرضوه للطلاب، يبتعد عن الواقع الحقيقي في إسرائيل.

أصوات طالبت بإقالة موضوع المدنيات، ومئات المعلمين يتضامنون معه

يذكر أن أصواتا ارتفعت في الجلسة لإقالة مركز موضوع المدنيات في وزارة المعارف، أدار كوهين، الذي صادق على الكتاب وأجازه للتدريس، وذلك استمرار لحملة شنت ضده من سياسيين سابقا بسبب الكتاب.

وبالمقابل، فإن حوالي 600 معلم لموضوع المدنيات، ومن ضمنهم غالبية المعلمين العرب للموضوع، قاموا بالتوقيع على عريضة ترفض التهجم الشخصي على أدار كوهين من مصادر سياسية يمينية، وقد أكد الموقعون في العريضة أن النقاش حول الكتاب أمر شرعي، ولكن تحويله إلى هجوم شخصي هو أمر غير مقبول، واصفين كوهين بأنه رجل مهني وموضوعي.

التعليقات