إذا كان لنا ان نعطي نموذجا لإنسان يتبع خطى انتمائه وشعوره الفطري بالكرامة، نستطيع ان نشير إلى ابو عنان. إذا كنا نريد ان نقول لشعبنا ان الفردانية والانتهازية والمصلحجية وحب الذات هي أوصاف الإنسان الدنيء، وان المصلحة العامة والعطاء وحب الجماعة والصدق هي مناقب شعب يعرف كيف يبني وينهض، لكنا نستطيع ان نريهم تلك المناقب تمشي على الأرض في شخص أبو عنان.
إذا كان لنا ان نعطي نموذجا لإنسان يتبع خطى انتمائه وشعوره الفطري بالكرامة، نستطيع ان نشير إلى ابو عنان. إذا كنا نريد ان نقول لشعبنا ان الفردانية والانتهازية والمصلحجية وحب الذات هي أوصاف الإنسان الدنيء، وان المصلحة العامة والعطاء وحب الجماعة والصدق هي مناقب شعب يعرف كيف يبني وينهض، لكنا نستطيع ان نريهم تلك المناقب تمشي على الأرض في شخص أبو عنان.
وهو عندما يمشي لا تستطيع ان تتجاهله، لا بقامته الضخمة، ولا بصوته الجهوري، ولا بقصصه الشيقة، ولا بقلقه المتواصل حول الحزب ، ودائما يملك قائمة طويلة من مهام حزبية، يلقيها على مسامعنا..
غادرنا، غير مستأذن، ولم نكن لنعطيه إذنا، في عز حملة انتخابية، كان شديد القلق على حزبه ومشروعه السياسي، وكان في عز تعبه الأخير، أثناء مرضه، فوق الفراش، داخل المستشفى، يوصي الناس بدعم التجمع، مشروعه الذي آمن به، وهو يعرف ان للنضال ثمن.
أبو عنان يعرف ان الإنسان لا يختصر بالسياسة، او بالأحرى بقيمه السياسية، بل هنالك قيما ومناقب أخلاقية، هي جزء من الإنسان، قبل ان يبلور او يدرك هويته.
أدرك أبو عنان بصدقه وذكائه الفطري ذلك، فجمع ما بين عصرية التفكير، وقيم الديمقراطية وإيمانه بحقوق المرأة ومكانتها، ما لن تجده كثيرا، لا في جيله ولا في الأجيال الحالية، ترى ذلك ليس من خلال كلامه، بل من خلال سلوكه وتعامله مع عائلته، خاصة رفيقة دربه ام عنان، وابنته ليالي.
أم عنان كانت رفيقته في الحديث، لن تمر رفقة ساعة معه دون ان يذكرها، وهو في قناعاته تجاه مساواة المرأة صادق حتى الصميم، تلمس ذلك في حديثه وسلوكه ومواقفه.
منفتح، يؤمن بوحدة شعبه، وبمسؤوليتنا كنصراويين بإنتاج هذه الوحدة، لانها للأسف غير مفهومة ضمنا، وإذا كانت مفهومة ضمنا، فهنالك مخططات واستعمالات انتهازية تثير الطائفية بأبعادها المأساوية، عميقة الخطورة على شعبنا، وكان أبو عنان من الحكمة والوطنية بحيث يعي هذا كله.
ثم إنه يملك صفة نادرة في أيامنا، وهي الدقة في الوقت، وهو كما لن يتأخر عن موعد يلتزم به، كذلك لم يتأخر عن توبيخك بشكل شيق ملقيا على مسامعك قصة والده الذي تركه في الشارع بعد ان تأخر ابو عنان عليه لمدة ٣ دقائق
أبو عنان، ستنقصنا، روحا ودورا ونفسا ، لكننا سائرون فيما اخترناه لأنفسنا، وفيما اخترته لنفسك معنا.
أم عنان، نحن معك كعائلة وكحزب، نحن رفاقك وبناتك وأبناؤك.
ليالي، عنان، ادهم ورشدي، لن تحتاجوا نصيحتنا، لكي تدركوا ان تربيتكم وقيمكم المغروزة فيكم تحتم عليكم إكمال درب أبيكم.
أما نحن، فباسمي. وباسم التجمع الوطني الديمقراطي، أعاهد ابو عنان، بأن نبقى كما عرفنا.. وكما أحبنا...
لأن هنالك طرقا كثيرة في الحياة للخطأ، والضياع، وخيانة الذات..
وهنالك طريقا واحدا، قد لا تجد غيرها، لاحترام الذات...
وسنمضي بها...
التعليقات