في مؤتمر في النقب؛ عبد الفتاح: قضية النقب لن تنتصر بدون تضحيات وجهود حقيقية

عبد الفتاح في مؤتمر المجلس الإقليمي: حان الوقت لنقل الحراك الشعبي المتفرق إلى طفرة تضع القضية في مركز الرأي العام.. لا يمكن لقضية النقب أن تنتصر بدون تضحيات وبذل جهد حقيقي حول وحدة الهدف والعمل..

في مؤتمر في النقب؛ عبد الفتاح: قضية النقب لن تنتصر بدون تضحيات وجهود حقيقية

 

 

* حان الوقت لنقل الحراك الشعبي المتفرق إلى طفرة تضع القضية في مركز الرأي العام..
* لا يمكن لقضية النقب أن تنتصر بدون تضحيات وبذل جهد حقيقي حول وحدة الهدف والعمل

دعا أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، إلى بذل جهد إضافي منهجي ومنظم في سبيل توحيد الأطر الفاعلة والرؤى ووسائل العمل لتتمكن من حشد كل الطاقات لمنع تنفيذ المخطط الإجرامي الذي تقترب ساعة تنفيذه على دولة مجرمة ضد مجموعة سكانية من شعبنا". وكان ذلك في مؤتمر المجلس الإقليمي الذي عقد الأربعاء في مدينة بئر السبع بهدف بحث السبل لتصعيد الكفاح في ظل اقتراب ساعة تنفيذ مخطط برافار الاقتلاعي.

وأضاف: "لقد صمد هذا الجزء من شعبنا على أرضه صمودًا أسطوريًا رغم الملاحقة والنهب والاعتداء على بيوته ولقمة عيشه، وإجباره على العيش في ظل ظروف عيش مهينة، على مدار عشرات السنين، ولكن المخطط الحالي يحتاج إلى نقل كل هذا الصمود إلى فعل شعبي صدامي، وهذا عادة يأتي في حالة انفجار شعبي عفوي بسبب حدث دراماتيكي يقوم به العدو، أو بفضل مبادرة منظمة واعية من قيادة وطنية تحظى بثقة عالية بين جمهورها".

وقال: "لقد طـُرحت في السابق وفي هذا المؤتمر اليوم أفكار مهمة كثيرة وهي كلها تصبّ في صلب المقاومة الشعبية المعروفة قوانينها تاريخيًا، ولكنها تحتاج إلى مستوى آخر من التخطيط ومن الأدوات الجديدة والى اللجان المصغرة القادرة على التحرك بديناميكية، وبجرأة وبروح خلاقة وبقدر عال من نكران الذات".

لا انتصار بدون وحدة حقيقية

وتطرق في معرض حديثه إلى التناقضات الداخلية قائلاً: "لدى هذه المجموعة السكانية من شعبنا تناقضات داخلية كثيرة، عشائرية، جهوية، شخصية، ولكن هذا الأمر موجود داخل كل مجموعة بشرية بهذا القدر أو ذاك، ولكن حكمة القيادة تتمثل في قدرتها على إدارة الاختلاف بنجاح وحصر التناقضات في أضيق مستوى، وعلى التواصل الدائم مع القواعد الاجتماعية المتضررة مباشرة من المخططات. وبالتالي فإن من مهام القيادة التي من المفروض أن تقود النضال ضد مخطط برافار، أن تقف بجرأة أمام هذا الوضع وأن تبادر إلى جهود حقيقية لحوار داخلي للوصول إلى صيغة أو صيغ تجعل هدف إسقاط المخطط فوق كل اعتبار وإيجاد الآلية الناجعة التي تمكننا من التغلب على الاختلافات، وحسمها بسرعة بحيث لا تعود تمثل عقبة أمام عملية التحشيد في النقب، أو في الشمال.

أما بخصوص لجنة المتابعة التي تتعرض للنقد المستمر ودورها فقال: "أنا عضو في الهيئة المصغرة للجنة المتابعة، لكني مثل الكثيرين لست راضيًا عن أداء هذه اللجنة، وإن كان وجودها ضروريا، ولكن كما تعرفون نحن منخرطون منذ سنوات في جهود لإصلاحها، ولا يمكن أن تحصل نقلة نوعية في موقع عرب الداخل، في كافة المجالات، دون تحقيق هذا الهدف. مع ذلك فإن شعبنا في النقب وفي الجليل والمثلث بإمكانه، عبر أطره المختلفة المدنية والشعبية، أن يواصل كفاحه وتذكير النظام الصهيوني بأن هذا الشعب باق على أرضه ولن يتراجع عن مطالبه الشرعية".

وأضاف: "نحن جزء من شعب فلسطين، ونرتبط بمصيره، ونحن نقوم بقسطنا من النضال في وطننا ضد المشروع الصهيوني الذي يعتقد قادته أن حرب عام 48 لم تنجز بعد، ما معناه أن جرائم التطهير العرقي، سواء عبر القتل المباشر أو عبر الطرد، أو عبر إخلاء السكان من مكان إلى آخر لضمان السيطرة المطلقة ستستمر". ولكن نقول أن أيام الطرد من الوطن ولـّت، وأن هذا الشعب رغم كل مشاكله الداخلية ثابت في وطنه، والمطلوب هو تحويل هذا الثبات إلى خطط مواجهة فعلية، وخطط بناء داخلي، اقتصاديًا وثقافيًا وتعليميًا".

وذكر عبد الفتاح الحضور بأن لجنة المتابعة تعتبر المجلس الإقليمي الحالي المنتخب مؤخرًا، بقيادة الأخ عطية الأعسم مجلسًا شرعيًا وقانونيًا وسياسيًا، وذراعًا من العمل الجماهيري، وتعتبر قضية مواجهة مشروع برافر قضية كل الجماهير العربية".

وكان تحدث في المؤتمر الذي تحول إلى حوار ونقاش والذي شارك فيه عدد كبير من الحضور حول تطوير النضال الشعبي، عدد من النشطاء وممثلي الجمهور، والسيد عطية الأعسم، رئيس المجلس، الذي شرح مخاطر المخطط، وهاجم بشدة المؤسسة الإسرائيلية وإرهابها، وشدّد على ضرورة تصعيد النضال والالتزام بواجباته دفاعًا عن الأرض والإنسان والمستقبل.

يذكر أن لجنة التوجيه كانت أقرت سلسلة من الخطوات والبرامج على مدار الفترة القادمة في إطار رؤية للانتقال إلى مستوى من المواجهة مع المخطط.

التعليقات