أبرق الدكتور باسل غطاس، النائب عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، رسالة مستعجلة إلى وزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش، على أثر الاعتداء العنصري والفاشي الذي تعرض له الشاب شادي خضر من قرية وادي الحمام على أيدي شباب عنصريين يهود متدينين في طبريا.
وفي رسالته طالب غطاس الوزير بالتدخل الفوري للحد من ظاهرة الاعتداءات العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، والتي تتغذى على كراهية المواطنين العرب، والشروع أيضا بالتحقيق الفوري والجدي من الشرطة في ملابسات الاعتداء العنصري الغاشم بحق الشاب المعتدى عليه، ومحاسبة الشبان الأربعة المعتدين وتقديم لوائح اتهام بحقهم، وأن تأخذ العدالة مجراها.
الاعتداء على خضر خلال قيادته لحافلة عمومية
أما تفاصيل حادثة الاعتداء فتعود إلى أول أمس (الاثنين)، الساعة السابعة مساء، بينما كان الشاب شادي خضر يعمل في ورديته المسائية سائق حافلة ركاب لدى شركة "كونيكس" داخل مدينة طبريا، وتحديدا على خط طبريا يبنيئيل، حيث تم الاعتداء عليه من أربعة شبان كانوا يستقلون الحافلة التي يقودها، وخلال الاعتداء فقد المعتدى عليه السيطرة علي الحافلة ليشكل خطرا على حياة المسافرين، إلا أنه ورغم توجيه الضربات واللكمات له أبى السائق أن يترك المقود، ونجح في استعادة السيطرة على المقود ليمنع حادثا كاد أن يحصل ويتسبب في وقوع عشرات الإصابات والقتلى.
ومن الجدير ذكره بأنه خلال الاعتداء لم يتدخل أي راكب من المسافرين لمنع الاعتداء، بل قاموا بتشجيع الشبان على عملهم وشتم السائق بشتائم نابية، والتمني له ولكافة العرب الموت. ومن شدة الاعتداء على السائق أغمي عليه وتم إلقاؤه خارج الحافلة ليستيقظ ويجد نفسه في مشفى "بوريا".
ملاحقة ومحاكمة المعتدين
وقد قام النائب غطاس بالأمس بزيارة الشاب شادي خضر للاطمئنان على حالته الصحية ودعمه معنويا، متمنيا له التماثل للشفاء العاجل، ووعده بملاحقة جميع المعتدين عليه وتقديمهم للقضاء، وتقديم لوائح اتهام بحقهم جميعا، وثمن النائب د. غطاس الدور البطولي للشاب شادي، والذي رغم الاعتداء الوحشي الذي تعرض له استطاع أن يمنع حادثا كان من الممكن أن يقع ضحيته العشرات من ركاب الحافلة.
اقتراحات قوانين وتعديلات قانونية
وفي السياق ذاته قام غطاس بتوجيه رسالة إلى وزيرة القضاء تسيبي ليفني مطالبا إياها فيها أن تأخذ وزارة القضاء دورها في دعم ثلاثة اقتراح لقوانين وتعديلات قانونية قام بتقديمها غطاس في دورته البرلمانية السابقة، والتي سيتم التصويت عليها في الدورة المقبلة، ومنها: اقتراح تعديل قانون التأمين الوطني بتعويض المعتدى عليهم والاعتراف بالاعتداء العنصري أثناء العمل كحادثة عمل، واقتراح تعديل قانون الصحة الرسمي والذي يقوم بإلزامهم بتمويل التكاليف اللازمة للمعتدى عليه من أجل الحصول على علاج نفسي مجانا.
أما الاقتراح الثالث فهو تعديل قانون تعويضات لمصابي الأعمال العدائية (פעולות איבה)، بحيث يشمل القانون أيضا متضرري الاعتداءات العنصرية، وأن يتم تعويضهم هم أيضا بموجب ذلك القانون، إذ أنه وحتى اليوم، وبالرغم الجو العدواني العنصري المتفشي في المجتمع الإسرائيلي، فإنه لا يوجد أي قانون يكفل الرعاية وتعويض المتضررين جراء الاعتداءات العنصرية.
وشدد غطاس في رسالته لليفني على ضرورة تبنيها تلك القرارات كي تتمكن الدولة من المساهمة في الحد من تلك الظاهرة، والتي تتحمل مسئوليتها دولة إسرائيل جراء توفير أرضية خصبة لتغذية وتنمية كل تلك المشاعر الكارهة والمسيئة للمواطنين العرب، والتي تعرض حياتهم للخطر.
التعليقات