بحث: مراجعة نقدية لكتب تعليم الأدب العربي في المدارس الدرزية

"اللغة العربية في خدمة مشروع التدريز – مراجعة نقدية لكتب تعليم الأدب العربي في المدارس الدرزية" هو عنوان البحث الجديد الذي يصدره مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، للباحث الدكتور يسري خيزران، المحاضر في الجامعة المفتوحة، والذي يصدر ضمن "كتاب دراسات" - كتاب الأبحاث السنوي لمركز دراسات. ويعالج البحث كيفية استخدام مناهج التعليم في موضوع اللغة العربية وتوظيفها في خدمة المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى عزل العرب الدروز عن محيطهم الثقافي والقومي العربي، إذ تقوم هذه المناهج بتعزيز وتكريس الإنطوائية والانعزالية الهوياتية من خلال عملية انتقائية لنصوص التعليم الأدبية والشعرية. يستعرض البحث السياسات والتغييرات القانونية على مكانة العرب الدروز المدنية والقانونية في إسرائيل من الاعتراف بهم كأقلية دينية إلى "أقلية قومية" وفرض التجنيد الإجباري عليهم عام 1956، ثم إقامة محاكم خاصة بهم في العام 1963 وحتى إلغاء الاعتراف بعيد الفطر كأحد أعياد الدروز في العام 1969 وبالمقابل تحويل مناسبات دينية إلى أعياد خاصة، لفصل العرب الدروز عن كيانهم القومي العربي وحضارتهم الإسلامية وتعزيز مفهوم "الدرزي الإسرائيلي" الجديد. ويتطرق الباحث الى قيام الدولة بإقامة لجان برلمانية عديدة ردًا على حركة الاحتجاج التي أخذت بالتبلور بين صفوف العرب الدروز من خلال أنماط التصويت الاخذة بالتزايد للحزب الشيوعي المناهض لسياسات الدولة، وحتى تأسيس لجنة المبادرة العربية الدرزية في العام 1972 التي قامت برفع مطالب عديدة منها: الغاء التجنيد الإجباري، عدم التدخل بالشؤون الدرزية، اعادة ما صودر من أراضي. وقد أوصت هذه اللجان بفصل جهاز التعليم الدرزي عن العربي وإقامة وحدة خاصة تعنى بما أسموه "التعليم الدرزي" وتقوم بصياغة مضامين جديدة للتعليم الدرزي من خلال استحداث مادة التراث الدرزي الذي يهدف إلى بلورة وعي "درزي–إسرائيلي" وإلى تعزيز "القواسم المشتركة" بين اليهود والدروز وتعزيز "الانتماء والولاء للدولة". ويؤكد د. خيزران في بحثه انه من أجل خدمة هذه الأهداف كانت هنالك عملية انتقائية لاختيار النصوص الأدبية والشعرية في مناهج التعليم في موضوع اللغة العربية من أجل خدمة مشروع التدريز، وكان التركيز على اختيار كتاب وأدباء دروز أو اختيار نصوص مضمونها يشير إلى ذلك، بينما تم استثناء الأدباء والمفكرين الدروز الذي كتبوا وساهموا في اثراء القومية العربية مثل شكيب ارسلان وكمال جنبلاط. وفي الحالات التي تم شمل هؤلاء جاء الاختيار من خلال نصوص ليس لها علاقة وارتباط سياسي البتة. ويخلص الباحث أن الهدف من هذه السياسات التربوية كان تعزيز الانعزال عن المحيط العربي والإسلامي، واعتبار اللغة العربية وسيلة أدائية لا غير ولا تعبر عن الموروث والتاريخ والمضمون الحضاري، بحيث تم إفراغها من مكنوناتها السياسية ودلالاتها الايدلوجية، وعدم اعتبارها العامود الفقري للكيان القومي العربي وهذا يصب في نهاية المطاف ضمن مشروع تدريز وقوقعة الدروز ضمن بوتقة الدرزي الإسرائيلي.

بحث: مراجعة نقدية لكتب تعليم الأدب العربي في المدارس الدرزية

"اللغة العربية في خدمة مشروع التدريز – مراجعة نقدية لكتب تعليم الأدب العربي في المدارس الدرزية" هو عنوان البحث الجديد الذي يصدره مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، للباحث الدكتور يسري خيزران، المحاضر في الجامعة المفتوحة، والذي يصدر ضمن "كتاب دراسات" - كتاب الأبحاث السنوي لمركز دراسات. ويعالج البحث كيفية استخدام مناهج التعليم في موضوع اللغة العربية وتوظيفها في خدمة المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى عزل العرب الدروز عن محيطهم الثقافي والقومي العربي، إذ تقوم هذه المناهج بتعزيز وتكريس الإنطوائية والانعزالية الهوياتية من خلال عملية انتقائية لنصوص التعليم الأدبية والشعرية.

يستعرض البحث السياسات والتغييرات القانونية على مكانة العرب الدروز المدنية والقانونية في إسرائيل من الاعتراف بهم كأقلية دينية إلى "أقلية قومية" وفرض التجنيد الإجباري عليهم عام 1956، ثم إقامة محاكم خاصة بهم في العام 1963 وحتى إلغاء الاعتراف بعيد الفطر كأحد أعياد الدروز في العام 1969 وبالمقابل تحويل مناسبات دينية إلى أعياد خاصة، لفصل العرب الدروز عن كيانهم القومي العربي وحضارتهم الإسلامية وتعزيز مفهوم "الدرزي الإسرائيلي" الجديد.

ويتطرق الباحث الى قيام الدولة بإقامة لجان برلمانية عديدة ردًا على حركة الاحتجاج التي أخذت بالتبلور بين صفوف العرب الدروز من خلال أنماط التصويت الاخذة بالتزايد للحزب الشيوعي المناهض لسياسات الدولة، وحتى تأسيس لجنة المبادرة العربية الدرزية في العام 1972 التي قامت برفع مطالب عديدة منها: الغاء التجنيد الإجباري، عدم التدخل بالشؤون الدرزية، اعادة ما صودر من أراضي. وقد أوصت هذه اللجان بفصل جهاز التعليم الدرزي عن العربي وإقامة وحدة خاصة تعنى بما أسموه "التعليم الدرزي" وتقوم بصياغة مضامين جديدة للتعليم الدرزي من خلال استحداث مادة التراث الدرزي الذي يهدف إلى بلورة وعي "درزي–إسرائيلي" وإلى تعزيز "القواسم المشتركة" بين اليهود والدروز وتعزيز "الانتماء والولاء للدولة".

ويؤكد د. خيزران في بحثه انه من أجل خدمة هذه الأهداف كانت هنالك عملية انتقائية لاختيار النصوص الأدبية والشعرية في مناهج التعليم في موضوع اللغة العربية من أجل خدمة مشروع التدريز، وكان التركيز على اختيار كتاب وأدباء دروز أو اختيار نصوص مضمونها يشير إلى ذلك، بينما تم استثناء الأدباء والمفكرين الدروز الذي كتبوا وساهموا في اثراء القومية العربية مثل شكيب ارسلان وكمال جنبلاط. وفي الحالات التي تم شمل هؤلاء جاء الاختيار من خلال نصوص ليس لها علاقة وارتباط سياسي البتة.

ويخلص الباحث أن الهدف من هذه السياسات التربوية كان تعزيز الانعزال عن المحيط العربي والإسلامي، واعتبار اللغة العربية وسيلة أدائية لا غير ولا تعبر عن الموروث والتاريخ والمضمون الحضاري، بحيث تم إفراغها من مكنوناتها السياسية ودلالاتها الايدلوجية، وعدم اعتبارها العامود الفقري للكيان القومي العربي وهذا يصب في نهاية المطاف ضمن مشروع تدريز وقوقعة الدروز ضمن بوتقة الدرزي الإسرائيلي.

التعليقات