مركز "دراسات" يناقش طرح رؤية بديلة لتدريس اللغة العربية

وقال د. جبارين: فكرة المبادرة تأتي ما بعد مرحلة التشخيص واستشفاف القائم، ونريد من خلالها طرح البديل المنشود، بحيث نضع في صلب المناهج فضاءات الهوية المختلفة، القومية-الفلسطينية والعمق العربي والفكر ألأممي، من خلال طرح نصوص بديلة ومهارات تدريسية عملية وذالك لنقل النقاش حول التشخيص إلى برامج مهنية بديلة من خلال أخذ زمام المبادرة في ثاني أهم حلقاتنا الاجتماعية بعد العائلة.

مركز

شارك العشرات من معلمي ومعلمات اللغة العربية ومحاضرين أكاديميين وناشطين في مؤسسات المجتمع المدني في الطاولة المستديرة التي بادر إليها ونظمها مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، في مدينة الناصرة، تحت عنوان "اللغة والهوية: نحو طرح رؤية بديلة لتدريس اللغة العربية".

افتتح الأمسية د. يوسف جبارين، رئيس مركز دراسات، الذي عرض ماهية المبادرة الهامة التي يقوم بها مركز دراسات ضمن ضرورة تغيير مضامين التعليم العربي، وخاصة بما يتعلق بتدريس اللغة العربية وأهمية ربطها بهوية الطالب العربي وروايته. وقال د. جبارين: فكرة المبادرة تأتي ما بعد مرحلة التشخيص واستشفاف القائم، ونريد من خلالها طرح البديل المنشود، بحيث نضع في صلب المناهج فضاءات الهوية المختلفة، القومية-الفلسطينية والعمق العربي والفكر ألأممي، من خلال طرح نصوص بديلة ومهارات تدريسية عملية وذالك لنقل النقاش حول التشخيص إلى برامج مهنية بديلة من خلال أخذ زمام المبادرة في ثاني أهم حلقاتنا الاجتماعية بعد العائلة.   

أما البروفيسور محمد أمارة، رئيس وحدة البحوث العلمية في مركز دراسات، قال: هنالك تحديات خارجية وداخلية تواجه اللغة العربية، نتيجة لمخلفات الاستعمار، وأما اليوم فهنالك إمبريالية لغوية تسطو على شعوب العالم الثالث والعالم العربي تحديدًا، ونحن نمثل الوكلاء لهذه السياسة الاستعمارية، أنظروا إلى المغرب العربي وتأثيرات اللغة الفرنسية عليه، فما زالت تتبوأ الصدارة في تلك الدول، وتعاني اللغة العربية من تراتبية متدنية نسبةً إلى لغة الاستعمار، واليوم هنالك ما يسمى العولمة وسيطرة اللغة الانجليزية على جميع المستويات، العلمية والاقتصادية وحتى الثقافية والفنية وهنالك حاجة لطرح مشروع أيدولوجي وسياسي من اجل صيانة اللغة العربية وتمكينها.

ثم تحدث النائب محمد بركة، عضو لجنة المعارف البرلمانية، الذي قال: هناك من يحاول أن يدجن اللغة العربية تحت ذرائع هيمنة اللغة العبرية، حتى أودى بنا إلى ما نحن عليه اليوم من واقع لغوي مأساوي وتراجيدي، وأرى أن هنالك منحى خطيرا ننحدر نحوه جراء قرار الوزارة الأخير الذي يهدف إلى أن يتم تعليم قواعد اللغة العربية، من خلال النصوص الأدبية، وهذا يعني تعليمها بشكل عابر والانتقاص من أدوارها، مما سيؤدي الى إفراغ اللغة من مضمونها الفكري والهوياتي وأيضًا من أسسها وركائزها الوظائفية، فهنالك قرارات وسياسات لغوية تعتبر مفاتيح مهمة تجاه لغة الأم نحو صيانتها وتحديثها. وأكد بركة في نهاية مداخلته على ضرورة التثبيت العملي للالتزام بأربع وحدات تعليمية على الأقل في لغة الام في البجروت وإلى حساب تحصيل الطالب المتقدم للتعليم الجامعي في لغة الأم ضمن "البونوس" الذي يؤهل الطالب للقبول للجامعات.

وتحدثت الباحثة والمحاضرة الجامعية د. كوثر جابر عن بحثها الأخير حول مناهج اللغة العربية وقالت: موضوع الأدب هو المرتكز الأساس لبحثي، فهنالك وجه آخر للأدب وهو هام جدًا، فالطالب في مراحل نموه يتحسس هويته الوطنية والقومية والنصوص الأدبية هي التي تكرس هذه الأمور الوجدانية. هنالك نقص كبير في النصوص التي ترتبط مع الهوية العربية والفلسطينية وهذا يؤدي إلى نفور الطلاب من اللغة وبناء علاقة غير حميمية معها والابتعاد عنها رويدًا رويدًا.

وقدم د. يسري خيزران مداخلة حول بحثه الأخير "تدريس اللغة العربية في خدمة موضوع التدريز":  أجريت بحثًا عن كتب الأدب التي تدرس في المدراس العربية الدرزية، أو في قطاع التعليم الدرزي بحسب تعريفات الوزارة، ويمكن تلخيصه بأن هنالك سياسة انتقائية تهدف إلى تفريغ اللغة العربية من أي مفهوم قومي، فلسطيني وإسلامي، وتهدف إلى زيادة العقدة الأقلياتية عند الدروز وانتهاج سياسة السلخ والتفرقة بشكل نهائي وهذا يتمثل في النصوص التي تشكل وجدان الطالب وعالمه الفكري، وحتى عندما يتم اختيار نصوص لأيقونات الأدب الدرزي العربي (كمال جنبلاط، شكيب أرسلان وغيرهم) يتم اختيار نصوص محايدة ولا تساهم إطلاقًا في التعبير عن ربط الدروز بالمحيط العربي القومي والثقافي والحضاري.

وتم فتح باب النقاش أمام المشاركين في الطاولة المستديرة وتحدث كل من د. راوية بربارة، د. ماجد خمرة، السيدة رنا صبح، د. محمد خليل، المربي عمر نصّار، د. رياض كامل، المربية أهيلة عواد،  المربي علي قادري، الصحافي رجا زعاترة، المربية غدير غميض، البروفيسور رياض اغبارية، المربي ابراهيم ابو الهيجا، المربي عايد علي الصالح، المربي محمد علي سعيد، د. مها كركبي-صباح، د. وسام مجادلة، السيد معين عرموش، الباحث عماد جريسي، المربي ابراهيم شلبي، المربي مصطفى عرابي
 

التعليقات