اختتم البطريرك اللبناني بشارة الراعي والوفد الفاتيكاني رفيع المستوى المرافق له، زيارة إلى مدينة يافا، حيث حل ضيفاً على كنيسة أنطونيوس، واراس الصلاة، وتوج إلى مدينة إلى القدس المحتلة حيث سيتناول الغداء مع البابا هناك، ويشارك مساء الصلوات التي سيراسها في كنيسة وقاعة العشاءالاخير في القدس.
وجرت الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد كان في استقباله ممثلون عن كافة الطوائف المسيحية، بالإضافة إلى مندوبين عن المؤسسات الرسمية، كالبلدية، وجمعيات في المدينة.
وقال البطريرك في أول كلماته عن مدينة يافا: "جئنا لهذه الأرض الطيبة لنباركها، وأدعو الجميع للحفاظ عليها".
وجاءت زيارة البطريرك بشارة الراعي والوفد المرافق له إلى مدينة يافا وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة، حيث قامت بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الكنيسة ومنعت المواطنين من دخولها.
وقال سيادة المطران موسى الحاج في مؤتمره الصحافي بمشاركة الراعي: "إلى جانب أهمية زيارة قداسة البابا إلى الأراضي المقدسة فإننا نستعد كمسيحيين من الكنائس كافة، وخاصة أبناء الكنيسة المارونية، لاستقبال رئيس كنيستنا. لقد قرر غبطته زيارتنا اليوم كما زار من قبل معظم أبنائه الموارنة ورعاياهم وأبرشياتهم في لبنان والعالم، ولذا فهي زيارة رعوية وروحية. إنه يمثل أكبر كنيسة في الشرق ومركز الثقل هو لبنان، وهي إثبات الوجود وتأكيد الحضور والهوية في مواجهة كل المحاولات إضعاف أو إلغاء الحضور المسيحي المشرقي التاريخي من الأرض المقدسة".
وتابع سيادة المطران الحاج "إن زيارة قداسة البابا والبطاركة ورؤساء الكنائس، ليس لها أي طابع سياسي على الإطلاق، إنها زيارة محض روحية ورعوية، يؤدون فيها خدمة دون تمييز بين إنسان وآخر، وهي تأكيد لحقوق أبناء شعبهم التاريخية وغير القابلة للمسومة. وهي المرة الأولى لزيارة بطريرك ماروني إلى الأراضي المقدسة، وبخاصة بشخص سيد بكركي، غبطة سيدنا البطريرك المعروف بحيوته ومواقفه الجريئة، وإصراره على نصرة المظلوم والمقهور والمعذب، كائنا من كان، وأينما كان. فالجميع بانتظاره ويصلون لإنجاح هذه الزيارة التاريخية، ويأملون أن تحمل لهم الأمل والفرح حاضرا ومستقبلا".
من جانبه، قال، رامي صايغ من يافا، لعرب 48 إن الزيارة لم تلق أية معارضة من أية جهة كانت في يافا بل على العكس اعتبرت زيارة تاريخية ورعوية بامتياز، ولا تحمل أي طابع سياسي، وحملت دعوة لنبذ العنف والحروب واحقاق السلام، بين كافة الطوائف والشعوب.
واضاف صايغ: " وبهذا المعنى قد تكون قد اتخذت مطالب اجتماعية دينية ذات صلة بالسياسات الرسمية كما حملت طابعا روحانيا معنويا والدعوة إلى وقف الظلم والغبن الذي نتعرض له".
وقال صايغ إن "البطريرك الراعي يعتبرها زيارة اولى لأرض المسيح بغض النظر من الحاكم والمسيطر". وعن الرسالة التي يحملها الراعي قال: "لا شك بأن هناك مطالب وأزمات عميقة تعيشها يافا وأهلها بكل طوائفهم ومذاهبهم، وأعتقد أن الرسالة الضمنية هي العمل لإنهاء العنف والظلم في بلد يجب ان يكون بلد السلام والمحبة ورفع الغبن، وإحقاق العدل على أرض المسيح وهذا ما سيحمله غبطته خلال جولته المستمرة الى حيفا وعكا والجليل الاعلى شمالي البلاد".
التعليقات