الراعي يختتم زيارته لإقرث والمنصورة ويتوجه لطبريا للقاء اللبنانيين

أهالي كفرعم وحشد من القرى المجاورة في الجليل الأعلى يستقبلون قبيل ظهر اليوم، الأربعاء، البطريرك اللبناني بشارة الراعي على أراضي قريتهم المهجرة * من المقرر أن يحل الراعي ضيفاً على كنيسة البلدة، كما سيقيم الصلاة فيها، وبعدها سيتوجه إلى كنيسة "الطابغة" لافتتاح كنيسة المجدلية، حيث سيلتقي المواطنين اللبنانيين الذين فروا من لبنان إلى إسرائيل في أعقاب انهيار "جيش جنوب لبنان" فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من لبنان في العام 2000

الراعي يختتم زيارته  لإقرث والمنصورة ويتوجه لطبريا للقاء اللبنانيين

اختتم بطريرك الموارنة اللبناني، بشارة الراعي، زيارته للجليل الأعلى بعد أن زار القرى المهجرة اقرث وبرعم والمنصورة بمرافقة فريق من رجال الدين المسيحيين، وأدى الصلاة بالكنائس المنكوبة هناك. وأكد الراعي على حق المهجرين بالعودة الى بلداتهم، ومشددا على حجم المأساة والجرح النازف.

 وفي كلمته في كنيسة كفر برعم  قال البطريرك الراعي: "إن كلمتي ستكون تاريخية. برعم عزيزة علي، وأتمنى أن يلفني ترابها بالآخرة". واستعرض لحظات التهجير عندما اقتلع أهالي برعم من بلدهم، ما تسبب في حينه أيضا بوفاة 7 أطفال.

وقال أيضا إن التهجير جرى بوعد خادع، بالقول: "إرحلوا أسبوعين وستعودون"، إلا أن هذه العودة تأخرت 66 عاما، وهذا ما يشير إلى حجم المعاناة التي تكبدها أهالي برعم. كما أشار إلى قرار المحكمة الإسرائيلية العليا عام 1951 بإعادة الأهالي إلى بلدتهم، بيد أن الجيش قام بتدمير البلدة لسد طريق العودة.

وأضاف أن أهالي كفر برعم ومنذ تهجيرهم يخوضون نضالا سلميا دون عنف من أجل العودة، ولا يزالون يقيمون في بلدات مختلفة.

وأسهب الراعي في سرد معاناة أهل برعم. وقال: "سنعمل من أجل العودة، ليس بالعنف ولا بالقوة، بل بالموقف والتصميم، والهدف أن نرجع لضيعتنا، لبلدنا لتقرع أجراس العودة".

إلى ذلك، قال صبحي مخول عن أهالي كفر برعم: "هناك من يحرمنا من زيارة لبنان والعكس. فلماذا نحرم من ذلك، أسوة بالمسلمين الذين يحجون إلى مكة دون موانع.

وأضاف: "وإذا منعنا من الذهاب إليكم، فأنتم جئتم الينا، البراعمة جميعهم اتخذوا قرارا بالعودة لبلدهم، ونحن يجمعنا حبنا لبرعم، والهدف العودة إلى برعم". وأضاف: "يوجد هنا، يا سيدنا، مجموعة شباب مخيمين هنا منذ 300 يوم من أجل العودة".

يشار إلى أن الراعي، وبعد أن أطل على المنطقة من سطح الكنيسة، قام بجولة ميدانية في القرية، حيث تجول في طرقاتها وبين الأطلال مما تبقى من البيوت المدمرة.

من جهته قال معروف أشقر ابو نعمة، من قرية إقرث المهجرة: "نحن مصرون على تنفيذ قرار المحكمة العليا التي أقرت العودة في الخمسينيات. البطريرك لن يتحدث مباشرة بالقضية، ولكن ربما قد تحمل هذه الزيارة رسالة ضمنية لطرحها مستقبلا".

وكان قد استقبل أهالي كفر برعم المهجرة وحشد من القرى المجاورة في الجليل الأعلى في أجواء مثيرة، صباح اليوم، الأربعاء، البطريرك اللبناني بشارة الراعي على أراضي قريتهم المهجرة، التي وصلها قبيل ظهر اليوم.

وعلى أمل أن يتدخل البطريرك الراعي من أجل عودتهم إلى قريتهم التي هجروا منها، كان قد تجمع جمهور المستقبلين على مدخل كفر برعم لاستقباله قبل أن يتوجه إلى كنيسة "السيدة" في القرية.

 ويتوجه الراعي إلى كنيسة "الطابغة" لافتتاح كنيسة المجدلية، حيث سيلتقي المواطنين اللبنانيين الذين فروا من لبنان إلى إسرائيل في أعقاب انهيار "جيش جنوب لبنان" فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من لبنان في العام 2000. ويشارك مساء الصلوات التي سيراسها في كنيسة الطابغة على ضفاف بحيرة طبريا الشمالية.

وقال كامل مخول، وهو من قرية كفر برعم المهجرة، ويسكن حاليا في قرية الجش، لـ عــ48ـرب: "مع علمنا أن الزيارة ليست سياسية بل دينية وروحية، لكننا سنشكو ونطرح له جرحنا ووجعنا وأملنا بالعودة".

وحول ما إذا كانوا سيحملونه رسالة العودة لطرحها أمام المسؤولين الإسرائيليين، قال مخول إنه لا يعرف إذا كان ذلك سيلقى أي صدى، مضيفا "لكننا مصممون على طرح ضرورة العودة واشتياقنا لبلدنا بعد أكثر من ستة عقود من تهجيرنا منها".

 

التعليقات