الرامة: جماهير الداخل تودع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

مراسم تشييع الجثمان جرت في ساحة الملعب البلدي في الرامة، تحت العلم الفلسطيني وعلى صدى صوت القاسم يتلو من قصائده

الرامة: جماهير الداخل تودع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

وسط أجواء الحزن والأسى، وبعد أن اتشحت بالسواد وصمتت مآذنها وكنائسها حدادا على روحه، ودع الآلاف من فلسطينيي الداخل، عصر اليوم الخميس، الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، الذي وافته المنية أول من أمس، الثلاثاء.

وشارك في تشييع جثمان القاسم الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذين وصلوا من الجليل والمثلث والنقب والساحل ووفود من القدس ورام الله والجولان العربي السوري المحتل.

وجرت مراسم تشييع الجثمان في ساحة الملعب البلدي في الرامة، تحت العلم الفلسطيني وعلى صدى صوت القاسم يتلو من قصائده. وتقدم المشيعون المئات من القيادات السياسية والاجتماعية وكوكبة كبيرة من الادباء والشعراء والمثقفين ورجال الدين من كافة الطوائف.

وسجي جثمان القاسم أمام المشيعين، حيث تقدمت الوفود المشاركة لإلقاء نظرة الوداع بدموع الفراق لشخصية تركت أثرا في ضمير ووجدان الشعب الفلسطيني وأحرار العرب والعالم.

وأقيم مهرجان خطابي وسط تزايد واستمرار توافد الآلاف لساحة المهرجان. وتولى عرافة المهرجان الصحفي وديع عواودة، الذي استعرض مكانة الشاعر الراحل وأثره في الساحة الأدبية وميدان الإبداع الثقافي، وشدد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث الذي تميز بالثورة على الظلم والاستبداد لتنهل منه الأجيال.

وتحدث رئيس المجلس المحلي في الرامة، شوقي أبو لطيف، مؤكدا على اعتزاز الرامة والشعب الفلسطيني بأمثال القاسم. وقال: "كنت نبراسا ورحلت بطلا حقيقيا وشاعرا وإنسانا كبيرا. وكنت صاحب قلب كبير وفكر عميق وساحرا بإبداعاتك، صرخت وبصقت بوجه الظالم وناصرت المظلوم ولم تهب أن تضرب بكلماتك رؤوس الظالمين".

وعدد الرئيس الروحي للطائفة الدينية، الشيخ موفق طريف، مناقب الراحل، وعبر عن افتخار الطائفة المعروفية به واعتبره فقيد الأمة. وقال: "أنت علم وفخر بأن انجبت الطائفة المعروفية الناطقة بالضاد شاعرا بقامة القاسم".

وأثنى المطران عطا الله حنا على الدور الابداعي الثقافي والوطني والنضالي للراحل في حياة الفلسطينيين كأحد رواد شعر المقاومة. وقال إنه "نتوحد في وداع هذه الشخصية الثقافية والوطنية كما نتوحد في كل قضايانا الوطنية الفلسطينية والعربية. وقد سافر الى العالم ودافع عن القضية الفلسطينية. شعبك لن ينساك، فستبقى كلماتك وأشعارك نبراسا تهتدي به الأجيال".

وأشاد القاضي احمد ناطور بمسيرة القاسم مشددا على دور الكلمة في مسيرة الشعوب. وقال إن القاسم "طوع الزمان للمكان حتى صار هو العنوان. كنت وطن في رجل وفي زمان كان الكلام فيه بضاعة مهربة لكن أنت كنت مع كوكبة من الرجال يا سيد الرجال لترفع صوت الحق بوجه الظالم".

وتحدث فايز شتيوي عن رحلة العمل المشتركة مع الراحل في صحيفة "كل العرب"، وعدد مناقب الفقيد وأشاد بخصاله من المعرفة الموسوعية والتواضع وحسن المعشر. وقال: "ستبقى ذكراك خالدة كما كلماتك ودورك الاستثنائي وستبقى الشجرة التي يستظل بها الشعراء الشباب".

واستعرض الكاتب محمد علي طه شريط الذكريات وصداقته الشخصية مع القاسم واستذكر ملاحقة الشرطة للقاسم عندما كان من أوائل رافضي الخدمة الاجبارية للعرب الدروز منذ أوائل الخمسينات. وقال: "اليوم تودعنا وأنت منتصب القامة ومرفوع الهامة لما قدمت للحضارة العربية والثقافة الإنسانية".

واستعرض النائب محمد بركة دور القاسم في الحزب الشيوعي قبل أن ينفصل عنه وقال إنه "احد مؤسسي الجبهة الديمقراطية ومن أوائل رافضي الخدمة الإجبارية"، كما تحدث عن علاقته الشخصية مع الراحل وأشاد بقامته الإنسانية والأدبية والوطنية.

وتحدث نيابة عن الرئاسة الفلسطينية، حسين الأعرج، وقال: "نودع أخا وشاعرا وإنسانا ومناضلا حمل قضيته وحمل الهم الفلسطيني وكان مثالا للمناضل الصلب. فقدناك في زمن نحن أحوج به إليك".

وتحدث عن العائلة د. نبيه القاسم، الذي أثنى على آلاف المشاركة من المعزين وقال إن "سميح القاسم لم يعد بيننا وأصبح فقيد الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم. ومنذ أيام شبابه الأولى وجد مكانا له بين الجماهير وبين شعبه رافضا صوت الاستبداد ورافعا صوت المقاومة متحديا ومرفوع القامة. وعاش أربع سنوات يصارع المرض وهو يردد: ’أنا لا أحبك يا موت، لكني لا أخافك".

 
 

 

التعليقات