عوض عبد الفتاح: معركة غزة اختراق لعقلية الاستسلام وتحرير للإرادة

"الوحدة الوطنية الفلسطينية قد تكرست في الميدان، وتعمدت بالدم، وإن الوفاء لهذه الدماء، ولقضية فلسطين يتطلب الانتقال بهذه الوحدة الرائعة إلى وحدة سياسية، وحدة رؤية، وحدة مؤسسات، وحدة قضية، ووحدة وسائل. وهذا ما يجعل العالم، يزداد التفافاً حول قضية الشعب الفلسطيني العادلة"

عوض عبد الفتاح: معركة غزة اختراق لعقلية الاستسلام وتحرير للإرادة

من احتفالات غزة يوم أمس ( ا ف ب)

أشاد أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح بشعبنا الفلسطيني وبمقاومته الأسطورية للعدوان الإسرائيلي على غزة، ودعا إلى استثمار هذا الصمود واستكمال تحرير الإرادة من أوهام التسوية التصفوية، وإلى إعادة الاعتبار لخيار المواجهة، من أجل إنهاء الظلم التاريخي، وإحلال السلام الحقيقي القائم على العدل. كما ودعا جماهير شعبنا داخل الخط الأخضر إلى تنظيم نشاطات تقدير وتحية لصمود هذا الشعب.

وفي تصريح أصدره اليوم، الأربعاء، قال إن هذه الجولة من النزال المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي، تضع الشعب الفلسطيني، وحركته الوطنية والعالم العربي، أمام مرحلة تاريخية جديدة، وأمام تحدٍ كبير.

وتابع أنه في هذه المرحلة، يقع على عاتق القيادات الفلسطينية، الرسمية والشعبية، مهمة فهم الأبعاد الإستراتيجية لإخفاق العدوان الإرهابي، وما يوفره من فرص حقيقية أمام الشعب الفلسطيني، وأمام هذه القيادات لشق طريق جديد، طريق المواجهة مع نظام الأبارتهايد الكولونيالي، ومع كل من يدعمهم، من أجل إنهاء الظلم الكبير الذي ألحقه الاستعماريون بهذا الشعب.

وقال إن "هذا الشعب وحده القادر على تفجير واستنهاض طاقات الأمة، ومن المحيط إلى الخليج، ولتقف قواها وطلائعها الحية فعلاً إلى جانب قضيته العادلة".

وأضاف "رغم الدمار والمآسي على المستوى الإنساني التي سببها العدوان الإجرامي لشعبنا، فمن حق هذا الشعب أن يحتفل بالنصر. إن شعبنا يدرك بالفطرة أن هذا ليس نصراً بمفهوم أن دحر الاحتلال أصبح ناجزاً، إنما لأن هذا الصمود الأسطوري وإحباط أهداف العدوان، يشكلان اختراقاً جديداُ في جدار الأمر الواقع، وعقلية الاستسلام، أي أنه يحرر الإرادة، ويطلقها مجدداً. هذا الاختراق يحشر من تخلف عن الركب في الزاوية. المفروض أن لا يكون الآن أمام من أدمن على المفاوضات العبثية من خيار سوى النهوض من حالة التهتك واستلهام درس غزة وخوض مواجهة ميدانية ودبلوماسية لا هوادة فيها".

وقال عبد الفتاح إن الوحدة الوطنية الفلسطينية قد تكرست في الميدان، وتعمدت بالدم. وإن الوفاء لهذه الدماء، ولقضية فلسطين يتطلب الانتقال بهذه الوحدة الرائعة إلى وحدة سياسية، وحدة رؤية، وحدة مؤسسات، وحدة قضية، ووحدة وسائل. وهذا ما يجعل العالم، يزداد التفافاً حول قضية الشعب الفلسطيني العادلة.

وتابع أن هذه المعركة البطولية، توفر لكافة تجمعات الشعب الفلسطيني وضوحاً أكثر في الهدف، وفي الدور.  في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وفي داخل 48، وفي الشتات. كل منا يستطيع أن يقوم بدوره كل من موقعه مراعياً خصوصية هذا الموقع، ومبتكراً، في الوقت ذاته، وسائل جديد. ومطلقاً طاقات لم تستثمر بعد في معركة الحرية والبقاء والكرامة.

وأنهى الأمين العام للتجمع تصريحه بالقول إن "المهم، في خضم هذه المعركة، أن نحافظ على القيم الكونية والوجه الإنساني لنضال شعبنا. شعبنا يريد سلاماً، دائماً، قائماً على العدل و الإنصاف".
 

التعليقات