خصخصة الخدمات تطال مجال التعليم وتسيطر على بيع الملابس المدرسية

مع اقتراب افتتاح السنة الدراسية، تطفو على السطح مشكلة أخرى من باقة المشاكل التي ترافق كل سنة دراسية جديدة. فعلى على غير العادة، بدأت بعض السلطات المحلية بخصخصة بيع لباس المدارس الموحد، واحتكار أحد معارض الملابس في بعض البلدات لبيع كل الألبسة المدرسية.

خصخصة الخدمات تطال مجال التعليم وتسيطر على بيع الملابس المدرسية

 مع اقتراب افتتاح السنة الدراسية، عبّر العديد من سكان القرى والبلدات العربية عن استيائهم من  خصخصة بيع زي المدرسة واحتكار بعض التجار لبيع لباس المدارس الموحد.

وقال العديد منهم إنه بدلًا  من أن تبيع المدرسة لوازمها وتخصص ما تجنيه من ربح لتطوير المدرسة وإقامة مشاريع تربوية وتثقيفية، خاصة في ظل شح الميزانيات وسياسة التمييز التي تنتهجها الدولة ضد المدارس العربية، أو أن يتم البيع في عدد من معارض الألبسة لتشتد المنافسة ويكون السعر أقل، تذهب كل هذه الأموال لجيب شخص واحد وهو الذي يحدد ثمنها.

وأثارت هذه الظاهرة استياء الكثير من أولياء أمور الطلاب، لكنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل حاولوا مع إدارات المدارس وقسم التربية والتعليم في السلطات المحلية لكن دون جدوى، حيث قال "غ" (الاسم محفوظ في التحرير) لـ "عرب48" إنه توجه لبلدية المدينة التي يسكن فيها بهذا الشأن، لكنه لم يلق أي رد واتضح في ما بعد أن من احتكر البيع مقرب من بعض المهمين في البلدية وبناء عليه نال المناقصة، وأن الأهالي احتجوا على هذه السياسة ولكن البلدية لم تصغ لهم.

وقال "ح" وهو عضو في إحدى لجان أولياء الأمور في مجد الكروم لـ "عرب 48": "سياسة الخصخصة لن تجلب سوى مزيد من المصاريف والأعباء التي تثقل كاهل الأهل قبل كل سنة دراسية، فالأهل الآن تحت رحمة التاجر الذي نال امتياز احتكار بيع الملابس، سنحاول قدر المستطاع منع هذه الظاهرة في المستقبل رأفة بالأهالي".

في كفر مندا حاول أحد التجار احتكار بيع الملابس المدرسية، لكن بسبب احتجاج الأهالي ولجان أولياء الأمور وضغطهم على قسم المعارف في المجلس المحلي وإدارات المدارس، تم إلغاء الخصخصة وبدأت المنافسة بين العديد من معارض الألبسة لبيع لباس المدارس الموحد، وبهذا انخفض سعر اللباس المدرسي بشكل كبير ولافت، وأصبح السعر مريحًا للأهالي.

أما رئيس لجنة أولياء الأمور القطرية، المحامي فؤاد سلطاني، علق قائلًا  لـ"عرب48": "نحن ضد سياسة الاحتكار والخصخصة، فهي تزيد الأعباء على الأهالي لا سيما من لديهم أكثر من طالب في المدرسة، الوضع الصحي أن تكون منافسة عادلة بين العديد من المعارض على نوعية الملابس وسعرها، هكذا ينخفض السعر ويخف العبء عن الاهل".

وتابع "إن استغلال الأهالي يتم بطرق مختلفة، بداية بسعر الكتب وتغييرها في كل عام واختيار كل مدرسة كتبًا جديدة، بحيث لا يمكن تناقل الكتب من أخ لأخيه، الأمر الذي يثقل جيب الأهل، وهناك القرطاسيات وثمنها الباهظ، وهو نوع من ابتزاز الأهالي".

يذكر أن ما أوردناه من بلدان مجرد عينة بسيطة، لكن الظاهرة متفشية في معظم قرانا ومدننا العربية.

التعليقات