عرس عربي في نتسيريت عيليت: الشرطة تستنفر لإفساد الفرحة

أجواء الفرحة العربية يبدو أنها لم ترق للسلطات في المدينة لتقوم الشرطة بطلب إيقاف "الضجيج" والتهديد بحملة اعتقالات ومن ضمن المهددين بالاعتقال العريس

عرس عربي في نتسيريت عيليت: الشرطة تستنفر لإفساد الفرحة

الطابع الخاص للعرس العربي الفلسطيني ما زال يحافظ على هويته، حتى وإن كان المواطن العربي الفلسطيني يقطن في المدن المختلطة بالبلاد فلا يمكن للهوية والعادات العربية أن تختفي وتتلاشى كون الأمر متعلق باالهوية الوطنية العربية، ففي مدينة "نتسيريت عيليت" التي تشهد موجة عنصرية تجاه المواطنين العرب فيها، يواجه المواطن العربي صورا عديدة من التفرقة العنصرية بكل معنى الكلمة، ناهيك عن أشكال العنصرية الأخرى المنتشرة في المدينة.

هذه المرة أرادت أيادي العنصرية  إخفاء مظاهر الفرح للمواطنين العرب في المدينة ، حيث واجهت، منذ أسبوع، عائلة عربية تسكن في "نتسيريت عيليت " وتحديدا في حي "السلام" الذي يفتقد لمعناه الحرفي، فقد حضرت الشرطة وعدد من العنصريين في المدينة لإلغاء فرحة إبنهم ، حيث استقبلت العائلة العريس بفرحة على صوت الحادي العربي في إطار العادات العربية القديمة والتي ما زالت قائمة ، ولكن الشرطة قدمت للمكان لكي تطلب من المحتفلين بأن يوقفوا الفرح وذلك بادعاء أن الصوت مرتفع ويسبب إزعاجا للسكان في المنطقة.

حي "السلام" في المدينة غالبية سكانه من المواطنين العرب الذين وفدوا من القرى المجاورة لمدينة الناصرة ومن الناصرة ذاتها.

أجواء الفرحة العربية يبدو أنها لم ترق للسلطات في المدينة لتقوم الشرطة بطلب إيقاف "الضجيج" وفي حالة عدم التجاوب ستقوم بحملة اعتقالات ومن ضمن المهددين بالاعتقال العريس.

هذا وقد صرح  أحد أقرباء العريس لـ"عرب 48" قائلا: "تفاجأنا مما حصل، يريدون أن يقوموا بإزالة الفرحة من قلوبنا بحجة الإزعاج مع العلم أن القانون يسمح بأن يكون هناك صوت مرتفع في أوقات محددة، والعرس كان بعد الظهر أي أننا لم نقم بأمر مخالف للقانون، وقد قدمت الشرطة للمكان وقالت بلهجة التهديد أنه في حال لم نقم بالغاء اطلاق الأهازيج عبر مكبرات الصوت فستعتقل المتواجدين بحجة الازعاج ومن ضمنهم العريس".

وأضاف: "تحدثت مع الشرطي وقلت له أننا نقوم بإحياء عرس ونستقبل العريس أمام منزله ولا يوجد هناك قانون يمنعنا من الإستمرار بفرحتنا ولكن إدعت الشرطة أننا نزعج سكان المدينة" .

وتابع قريب العريس قوله: "هذا هو طابع عرسنا العربي، نستقبل العريس على صوت الحادي العربي وبفرحة الأهل والأقارب، ما المشكلة بأن يكون لنا الحق بممارسة عاداتنا وتقاليدنا، يريدوا طمس هويتنا بحجة أن البلدة مختلطة وهناك إزعاج. لا شيء يمكنه إيقافنا عن إظهار طابعنا الشرقي والفلسطيني في أفراحنا ولن نتخلى عن هويتنا الفلسطينية حتى لو أننا نسكن في أكبر المدن المختلطة في البلاد. تواجد الشرطة بحد ذاته وتر الجو بين المحتفلين، الأمر الذي جعل والد العريس يغضب كثيراً لأن فرحة إبنه لم تكن لتستمر بادعاء الازعاج، ومع العلم أن الحي ذاته يسكنه بعض اليهود الذين تذمروا من سماع موسيقانا وأهازينا العربية، يجهلون طريقة إحياء أفراحنا وبالنسبة لنا هذا الأفراح تساهم بالحفاظ على هويتنا العربية. للأسف أقول أنه بالرغم من أن إسم الحي "السلام" ولكنه غير ذلك كلياً " .

 

 

التعليقات