حقيقة حسن مرهج... رئيس "نقابة الصحافيين العرب في الداخل"

مرهج زار رام الله والتقى صحافيين وإعلاميين عدة تحت عباءة "رئيس نقابة الصحافيين العرب"... من أنت حسن مرهج؟ صحافي أم صاحب مكتب سياحة؟

حقيقة حسن مرهج... رئيس

الصور والفيديو من موقع "ستار ٢٠٠٠"

انتشر في الأيام القليلة الماضية في شبكات التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن “رئيس نقابة الصحفيين العرب في الداخل” قد التقى وفدًا من الصحافيين والوزراء والمسؤولين الإعلاميين من السلطة الفلسطينية وتحديداً في رام الله، بهدف "التعاون المستقبلي والدمج الصحافيّ".

وقد تساءل كثر من الصحافيين في الداخل عن هوية رئيس النقابة المزعومة والمدعو حسن مرهج، في أي وسيلة إعلامية يكتب أو يعمل؟ من انتدبه؟ وما عدد أعضاء "النقابة" التي يرأسها؟

في أعقاب هذه  التساؤلات توجه "عرب 48" إلى مرهج نفسه للحصول على إجابات أو للحصول على "سبق صحافي" حول النقابة المزعومة و"البشرى" التي تحملها نقابته للصحافيين في الداخل بعد اللقاءات في رام الله.

مرهج على ما يبدو أدرك أن الخبر الذي تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي حول زيارته لرام الله وتعريفه بأن "رئيس النقابة" قد ورطته، فسارع في حديث لـ"عرب 48" إلى التراجع عن تعريفه والقول إن ذلك نتيجة للبس في التعريف لا أكثر محملاً المسؤولية للمواقع للنشر، وأوضح أنه "رئيس قسم الصحافيين العرب في اتحاد الصحافيين الإسرائيليين" الذي لا يتجاوز عدد الصحافيين العرب الأعضاء فيه العشرات، ولا يمثل معظم الصحافيين العرب خصوصًا وأن رئيسه يحمل مواقفًا يمينية متطرفة.

من أنت حسن مرهج؟ صحافي أم صاحب مكتب سياحة؟

حسن مرهج، من قرية الغجر المحتلة والتي تخضع لطوق عسكري إسرائيلي والخروج والدخول منها لا يتم إلا بتصريح من قيادة الجيش. ويقيم مرهج في مدينة تل أبيب، ويقر بأنه لم  يكتب لأي وسيلة إعلامية عربية في الداخل أو في الخارج ولم يعمل سابقاً في أي وسيلة إعلامية عربية أيضاً، بل عمل لفترة من الزمن في مجلة إسرائيلية تسمى “كل إسرائيل للتجارة والسياحة”، وهذا  هو "رصيده الصحافي" بشكل عام، بالإضافة إلى كونه عضو اتحّاد الصحافيين الإسرائيليين، ومن المقرّبين من رئيسها.

ونظم مرهج في الآونة الأخيرة عدة دورات صحافية والتي يعد الطلاب في ختامها  بالحصول على بطاقة صحافة من من مكتب الصحافة الحكومي،، إلّا  أن شهادات وصلت لـ"عرب 48" تبيّن بأن ما يحصل عليه الطالب في نهاية الدورة هو بطاقة من اتحاد الصحافيين الإسرائيليين، وهي بطاقة لا قيمة لها بالنسبة للصحافة العربية، وبالنسبة للمبالغ التي يدفعها المشارك في الدورة ومستوى التعليم الصحافي في هذه الدورة.

وفي بحث سريع في محرك البحث غوغل، يتبيّن أن مرهج متعدد الاهتمامات، بالإضافة إلى كونه "يحمل الدكتوراه" في الإعلام من جامعة تدعى يورك في الولايات المتحدة ولها "فرع" في البلاد، فهو كان أيضًا مدير لعدة مكاتب سياحة، فما بين الأعوام 1997 حتى 2005 أدار "أفيف تورز" ومن العام 2005 وحتى 2011 كان نائبا لمدير شركة "يام بطيفاع" للسياحة، واليوم يدير شركة "توب ستايل" للسياحة والسفر.

وفي حديث أجراه موقع “عرب ٤٨”، مع الصحافي وديع عواودة عن هذه الظاهرة، وتوجّه مرهج لرام الله ولقائه شخصيات إعلامية هناك، قال عواودة إن “المدعو حسن مرهج من هو أصلاً من منطقة الغجر، لا علاقة له لا بالداخل ولا بعرب الداخل ولا بالصحافة والإعلام فهو لم يكتب، ولم يعمل في أي وسيلة إعلام عربية ولا علاقة له بالصحافة الوطنية في الداخل ليتكلّم بأسمها”.

وأضاف عواودة عن ادّعاء مرهج بأنه “رئيس نقابة الصحافيين العرب في الداخل” وقال: “أخشى ما أخشاه التسلّق على هذه المهنة الشريفة والغاية في الأهمية، ومن دوافع مشكوك فيها لا تمت بمهنة الصحافة لا من قريب ولا من بعيد”. وحذّر عواودة في نهاية حديثه كافة المؤسسات العربية والفلسطينية من التعامل مع كل من يدّعي أنه يمثّل الصحافيين العرب دون علمنا، ولم ينتخبه أي من طرفنا حتى لو كان يرتدي زي “أكاديمي”.

واختتم عواودة تعقيبه على هذه الظاهرة وقال: “أنا شخصياً غير قلق من هذا التسلّق المشكوك به، ظاهرة تسلّق البعض على المهنة الشريفة ليست بالجديدة، ولكن الحقيقة ستنتصر في نهاية المطاف، وما أخشاه هو استغلال بعض المغفلين والمغفلات وبعض الطلّاب والجهات الخارجية”.

وفي الخبر الذي  نشر حول لقاء مرهج، نقل تصريح له يقول فيه  إن هناك تعاون مستقبلي ومشاريع مستقبلية ستقوم ما بينه كمندوب لإتحاد الصحافيين الإسرائيليين وبين جريدة "الحياة الجديدة" الفلسطينية، الأمر الذي نفته الجريدة على لسان عضو إدارتها صالح مشارقة.

وقال مشارقة لـ”عرب 48" في أعقاب توجه الموقع للاستفسار عن "التعاون المستقبلي" المزعوم: “أي فلسطيني من الداخل يأتي إلينا يتم اعتباره ابن بيت، ننفعل ونرحب به كونه على خط التماس الأول واستقبلنا مرهج في البداية استقبالاً جيداً عن سوء معرفة، فرحبنا به دون أن نعرف نواياه، خاصة أنه أتى إلينا تحت صبغة عرب الداخل، ولكن بعد الفحص اكتشفنا أنه عضو اتحّاد الصحافيين الإسرائيليين ليس أكثر، وأنهينا علاقتنا بالموضوع ونرفض أي تعاون مع  أي صحافة إسرائيلية وهذا قرار الفصائل الفلسطينية ككل”.

وأضاف مشارقة: “أكرّر، نستقبل كل فلسطيني من الداخل يأتينا فهم أهلنا وشعبنا، إلّا  أن مهرج هذا لا نستقبله ولا نريد التعامل معه، وتوجهت شخصياً لقسم الإعلام في جامعة بير زيت، وكافة المؤسسات المعنية لكشف هوية مهرج، وعدم التعامل معه”.

واختتم مشارقة حديثه لـ”عرب ٤٨”، وقال “إننا على جاهزية تامّة لاستقبال طلّاب الإعلام العرب من الداخل لإمدادهم بالخبرة والمهنية، ولكن عبر جهات وطنية، وليس عن طريق وكلاء إتحّاد الصحفيين الإسرائيليين”.

لقاء سابق مع مهرج في موقع "ستار ٢٠٠٠"

 

التعليقات