البناء غير المرخص بالمجتمع العربي واقع يفرضه التمييز والإقصاء

تماطل لجان التنظيم والبناء على المصادقة على الخرائط الهيكلية للبلدات العربية والعالقة منذ عشرات الأعوام، كما وتمتنع عن توسيع مسطحات نفوذ للبلدات العربية التي تعيش أزمة سكنية وشح في أراض البناء.

البناء غير المرخص بالمجتمع العربي واقع يفرضه التمييز والإقصاء

تصعيد السلطات الإسرائيلية لعمليات هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص-صورة من الأرشيف-

صدر لجمعية حقوق المواطن والمركز العربي للتخطيط البديل نشرة معلومات جديدة حول قضايا البناء غير المرخص، توفر معلومات أساسية حول ماهية الإجراءات والعقوبات المنصوص عليها في القانون الإسرائيلي في حالات البناء بدون رخصة، وحول السبل القانونية المتاحة للتعامل معها.

حسب الإحصاءات الرسمية هناك 60 ألف بيت عربي مهدد بالهدم

وتشكل قضية الأرض والمسكن واحدة من أخطر الأدوات لتضييق الخناق على  البلدات العربية بالداخل، وباتت القضية على صفيح ساخن نتيجة تصعيد السلطات الإسرائيلية لعمليات هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، وحسب الإحصاءات الرسمية هناك 60 ألف بيت عربي مهدد بالهدم.

وتماطل لجان التنظيم والبناء على المصادقة على الخرائط الهيكلية للبلدات العربية والعالقة منذ عشرات الأعوام، كما وتمتنع عن توسيع مسطحات نفوذ القرى والمدن العربية التي تعيش أزمة سكنية وشح في أراض البناء.

وفي ذات السياق، ترفض إسرائيل إقامة أي مجمع سكني عربي جديد منذ نكبة العام 48، فيما تم بناء آلاف المستوطنات والقرى اليهودية على حساب القرى الفلسطينية المهجرة، وهذا ما يسبب حالات اكتظاظ سكاني شديد داخل المدن والقرى العربية.

الإجراءات القانونيّة والتي تتيح فرض عقوبات على أصحاب البيوت تعكس بمجملها وضع قانوني قائم غير منصف البتة

ويعرّف المحامي عوني بنا، رئيس قسم حقوق الأقلية العربيّة في جمعية حقوق المواطن ومُعِد النشرة،  البناء غير المرخص على أنه ، في الغالب،  بناء اضطراري يفرضه واقع التمييز والإقصاء، حيث أكّد في مقدمتها أنّ الإجراءات القانونيّة والتي تتيح فرض عقوبات على أصحاب البيوت تعكس بمجملها وضع قانوني قائم غير منصف البتة، إذ أنه لا يأخذ مسبّبات البناء وواقع التميّيز والإجحاف الذي تعيشه البلدات العربية بالحسبان، ولا العلاقة الوثيقة بين التمييز التاريخيّ ضد المواطنين العرب في مجال الأراضي والمسكن، وتطوُّرِ ظاهرة "البناء غير المرخَّص". كما لا يتطرق القانون وقرارات الحكم في المحاكم الاسرائيلية إلى مصادرة الأراضي العربية وتقليص مسطحات البلدات العربيّة كأهم المسببات لضائقةَ الإسكان الخطيرة في المجتمع العربي، في حين لا تقوم الدولة وجهاز التخطيط بواجبهم في توفير حلول إسكانيّة قانونيّة.

وتفصّل النشرة بنود قانون التخطيط والبناء الاسرائيليّ وفق الخيارات المتاحة للمواطنين العرب لبناء بيوتهم. إذ تشرح بالتفصيل مسار الحصول على رخصة بناء والإجراءات المتعلقة بذلك، فيما تقدم شرحاً وافياً لإمكانية عدم توفر الخيار القانوني لبناء بيت والشروع في بنائه بدون رخصة.

وتجزئ النشرة الاجراءات القانونية في حال البناء بدون رخصة الى ثلاث مراحل زمنية: قبل الشروع بالبناء، خلال عملية البناء وإتمام عملية البناء.

دور العمل الجماهيري وممارسة الحق في الاحتجاج ضد التمييز في التخطيط والمسكن في التأثير على سياسات التخطيط 

وتفصل في كل مرحلة الأوامر القانونية والجداول الزمنية لتنفيذها، مثل أمر قضائي أو اداري بوقف أعمال البناء وأوامر هدم قضائية او ادارية، الفرق بينهما وامكانية ابطالهما او تأجيلهما؛ الإجراءات الجنائية ضد أصحاب المنازل من لوائح اتهام واعتقال وغرامات، كما والجداول الزمنية لتقديم استئناف على هذه الأوامر. وقد شملت النشرة رسم بياني توضيحي،  يُفصّل المراحل الزمنية المختلفة والاجراءات القانونية المرتبطة بها.

وتُسّلط النشرة الضوء على دور كل مواطن عربي في التأثير وتغيير الواقع التخطيطي، وذلك عبر السبل القانونية والتخطيطية المتاحة، من خلال متابعة ورصد المخططات ذات الصلة بالبلدات العربية، والاعتراض بموجب القانون على تلك التي تمس بحقوق مواطنيها،  او المبادرة بموجب القانون إلى مخططات بناء تتلاءم واحتياجاتهم (مثلا لتغيير استعمالات الأرض أو إدخالها ضمن النطاق التخطيطي للبلدة). كما شدّدت على دور العمل الجماهيري وممارسة الحق في الاحتجاج ضد التمييز في التخطيط والمسكن في التأثير على سياسات التخطيط والمطالبة بتغييرها لما فيه مصلحة للمواطنين العرب.

التعليقات