الصحافة الورقية تزدهر في أم الفحم رغم انتشار إعلام الإنترنت

تتربع المدينة على رأس هرم البلدات العربية من ناحية عدد الصحف الورقية الصادرة محليا ويتم توزيعها في مناطق مختلفة بالمثلث، إلى جانب الصحف العربية القطرية الصادرة صبيحة الجمعة.

 الصحافة الورقية تزدهر في أم الفحم رغم انتشار إعلام الإنترنت

 خلافا للتوجه العالمي نحو الصحافة الإلكترونية والتراجع المتواصل للصحافة المطبوعة، إلا أن الصحافة الورقية المطبوعة ما زالت تشغل حيزا واسعا في أم الفحم، وذلك على الرغم من توجه المجتمع العربي في السنوات الاخيرة نحو تصفح واستهلاك صحافة الإنترنيت التي ينظر إليها صحافة المستقبل.

ويولي المواطن في أم الفحم اهتماما في متابعة الصحف الورقية الصادرة في المدينة، وذلك على الرغم من التعدد الكبير للمواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية، حيث تتربع المدينة على رأس هرم البلدات العربية من ناحية عدد الصحف الورقية الصادرة محليا ويتم توزيعها في مناطق مختلفة بالمثلث، إلى جانب الصحف العربية القطرية الصادرة صبيحة الجمعة.

وتشهد مدينة أم الفحم وبشكل أسبوعي، إصدار أربع صحف، منها الحزبي ومنها المستقل والتجاري والتي تتفاوت بطرحها للمواضيع ومعالجة القضايا، وبذلك تزيد من المنافسة بين الصحف ومختلف وسائل الإعلام، خاصة على الإعلانات التي تعتبر الممول الأول الأساسي لصدورها، حيث توزع الصحف مجانا في المساجد ومحطات الوقود والمحال التجارية.

ولتسليط الضوء على ظاهرة ازدهار الصحافة الورقية والإقبال المنقطع النظير عليها من قبل المواطن رغم أتساع انتشار مواقع الإنترنيت، أجرى مراسلنا مقابلات مع جميع رؤساء تحرير جرائد أم الفحم والذين اختلفت مواقفهم حول العديد من النقاط.

وأكد رئيس تحرير جريدة الحصاد، محمود توفيق أن "تعداد الجرائد في أم الفحم يعتبر أمرا ايجابيا جدا، كونه يعكس واقعا مجتمعي يدعو للتعددية ويعطي انطباعا ايجابيا مرموقا، جميع الجرائد المحلية لها مكانتها وجمهورها، بمعنى إنها تتمتع بتأييد جماهيري واسع، إذ إعتاد المواطن على نقاط توزيع الصحف ويتهافت صبيحة الجمعة للحصول على نسخته من الصحافة المكتوبة".

رئيس تحرير صحيفة الحصاد:" تميز في طرح القضايا والموضوعية"

وعن ما يميز صحيفة الحصاد تحدث بالقول: "الصحيفة تتميز بموضعيتها وحيادها، إذ تعكس الضمير الوطني الفحماوي والعربي القطري، حيث تتناول أسبوعيا إلى جانب القضايا المحلية العديد من المواضيع القطرية الهامة لكافة شرائح المجتمع العربي".

وتطرق إلى المنافسة بين الصحف الفحماوية المحلية وتأثيرها الاقتصادي بالقول: "لا أعتقد أن هناك منافسة بمفهومها السلبي بين الصحف المحلية، بل هناك تعاون وتبادل للأفكار الإعلانات وحتى الأخبار، وعليه فالمنافسة بمفهومها السلبي تكاد تكون معدومة".

وأضاف: "الصحف المحلية تخدم المعلن أكثر من الصحف القطرية، حيث يعطي الإعلان بالصحف المحلية ثمارا اكثر بكثير من الصحف القطرية ، فاليوم تغطي صحيفة الحصاد كافة بلدات وادي عارة".

 

رئيس تحرير صحيفة المدينة :" هي إرث فحماوي وتتميز بكادرها الشبابي"

أما صحيفة المدينة والتي تعتبر منبرا للحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم والتي شهدت في الفترة الاخيرة تغييرات ملحوظة ساهمت في انتشارها في كافة بلدات المثلث، فقد أكد رئيس تحرير صحيفة، عبد الاله معلواني أن: "جريدة المدينة تعتبر من أقدم الصحف الفحماوية، حيث يصل عمرها إلى أكثر من 24 عاما وذلك في ظل ظهور العديد من الجرائد، فاليوم تغطي صحيفة المدينة كافة بلدات المثلث وتعتبر الاكثر انتشارا بين الجرائد المحلية في المثلث".

وأضاف: "صحيفة المدينة ليست صحيفة تجارية وهدفها هو نقل نظرتها السياسية للشارع الفحماوي، كما ويميز صحيفة المدينة هو وجود العديد من الشخصيات البارزة والرياديين في كافة المجالات الذين يكتبون فيها مقالاتهم الخاصة وبشكل أسبوعي، مما يجعلها متميزة بفحواها الذي تنقله للقارئ".

وأختتم حديثه قائلا: "المدينة هي إرث فحماوي، فلها تاريخها في الذاكرة الفحماوية، كما ويميزها الروح الشبابية التي تعمل بها، فكافة أفراد طاقم الصحيفة هم من شريحة الشباب".

رئيس تحرير صحيفة البديل :"البديل تمثل المعارضة في أم الفحم، وتقدم للمواطنين الحقائق ولا تبيع السلع"
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة البديل، محمد جمال جبارين: " البديل تعتبر حديثة العهد وتمثل المعارضة في أم الفحم، نحن لا نبيع سلع بل نكتب الحقائق والوقائع لخدمة المواطن الفحماوي، فالصحيفة تعبر عن رأي المعارضة في المدينة وتنقل الصورة بشكل كامل للأهالي، أما بالنسبة للدعاية والتمويل، فالصحيفة هي كأي مصلحة أخرى تحتاج للاجتهاد كي تنجح".

 

رئيس تحرير صحيفة المسار:" للأسف الشديد، المنافسة تجارية وليست مهنية"

وتحدث رئيس تحرير صحيفة المسار، باسل اسامة محاميد، عن ازدهار الصحافة الورقية في المدنية، مبينا أن المواطن العربي ورغم مواقع الإنترنيت ما زال يولي اهتمامه في الصحف المطبوعة، وأثنى على دور القارئ العربي في الإخلاص لصحافة الورقية، مؤكدا أن ذلك يضاعف المسؤولية على مالكي الصحف ويضعهم قبالة تحديات لتقديم كل ما هو أفضل من ناحية المنتج الصحفي.

وتطرق غلى واقع المنافسة بين الصحف بالقول: " للأسف الشديد، غالبا ما يأخذ التنافس البعد التجاري، وهذا ينعكس سلبا على المهنية في التغطية ونقل القضايا في عمق"، وبحسب محاميد فأن صحيفة المسار تحظى برواج واقبال جماهيري واسع ليس في أم الفحم بل في كافة قرى ودمن المثلث، إذ تصدر الصحيفة بانتظام ودون انقطاع".

ويرى أن ثقة الجمهور تدفع نحو مواصلة التقدم وتطوير الصحيفة والبحث عن كل القضايا والمواضيع التي تقع في جل اهتمام المواطن ونقل همومه والتعبير عن تطلعاته وكل ما يصبو إليه.

وما بين التطلعات والتحديات والواقع، يبقى الجانب المالي من أهم الهواجس التي يعيشها مالك الصحيفة، ويشكو محاميد من تراجع الاوضاع الاقتصادية التي تنعكس سلبا على مدخولات وإيرادات الصحف بسبب تراجع أسعار الإعلانات، إلا أن صحيفة المسار ورغم هذا الواقع وانكشاف الجمهور العربي بشكل أوسع للصحافة الإلكترونية نجحت بالتأقلم، لكن المستقبل يحمل مزيدا من الصعوبات ويضع الصحافة الورقية أمام الكثير من التحديات.

 

 

التعليقات