د. إغبارية لـ"عرب 48": السلطات المحلية مسؤولة عن زج المجتمع لدائرة العنف

لم يخي اغبارية مسؤولية السلطات المحلية في تحمل عبئ العنف المستشري بالمجتمع الفلسطيني، خاصة في ظل تغيب البرامج الواضحة التي تهدف إلى معالجة العنف واجتثاثه من المدن والقرى العربية.

د. إغبارية لـ

في ظل ارتفاع معدل الجريمة في الداخل الفلسطيني ووصول نسبة المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية إلى أكثر من 40%، وذلك حسبما كشف عنه خلال ورشة العمل التي أقيمت في مدينة باقة الغربية من قبل مكتب الإصلاح الاجتماعي العام ومركز الدراسات المعاصرة، وفي ظل غياب الأطر الفاعلة لمعالجة مظاهر العنف بالمجتمع العربي، طرح المحاضر في قسم القيادة والسياسات التربوية في جامعة حيفا، الدكتور أيمن إغبارية، الذي يرأس برنامج طلبة الدكتوراة في معهد ماندل للقيادة، والمستشار الأكاديمي لـ'مركز دراسات'، طرح برنامج لمعالجة وتخفيف العنف في المجتمع العربي، والذي يتلخص بـ' شارع وحيد، منار، نظيف ومنظم'، وذلك كنموذج لمعالجة قضايا العنف ورؤية تأثير البيئة على نسبة الجريمة بالمجتمع الفلسطيني في الداخل.

 الدكتور إغبارية: 'يجب تحديد وصياغة مطالب المجتمع العربي من الشرطة'

شدد الدكتور إغبارية في حديث خاص  لـ'عرب 48' على وجوب تحديد وصياغة مطالب المجتمع العربي من الشرطة، إذ قال: 'يجب أن تقوم الشرطة بدورها بعيدا عن الدور المخابراتي، وبعيدا عن السياسة ومحاولا تجنيد العرب لصفوفها ولحرس الحدود، ولكن في المقابل يجب علينا صياغة هذه المطالبة لكي نتمكن من أن نكافح أمام السلطة المركزية، فيجب علينا أن تكون لدينا مطالب محددة ، مكتوبة وعينية وهذا ما دعوت إليه خلال النقاش'.

 'السلطة المحلية هي المسؤولة عن زج قطاعات واسعة في مجتمعنا المحلي إلى دائرة العنف'

لم يخف إغبارية مسؤولية السلطات المحلية في تحمل عبء العنف المستشري في المجتمع الفلسطيني، خصوصًا في ظل تغيب البرامج الواضحة التي تهدف إلى معالجة العنف واجتثاثه من المدن والقرى العربية، وقال:' هناك ضرورة ليكون لدينا خطاب واضح تجاه السلطة المحلية التي تتحمل المسؤولية عن زج قطاعات واسعة من مجتمعنا المحلي إلى دائرة العنف'.

وأضاف: 'هنالك قطاعات واسعة غير عنيفة من الموظفين والطبقات الوسطى، التي لا علاقة لها بالعنف، ولكن يتم زجها بالعنف لأن هناك الحيز العام وهو الفوضى، مثل مشاكل النظافة، السير، مشاكل الأمن'.

كما وتطرق إغبارية إلى برنامج كان قد طرحه لمعالجة العنف في المجتمع العربي، والذي لخصه بـ:' شارع وحيد، منار ، نظيف ومنظم، شريان واحد ورئيسي في كل بلد، وأن تسيطر عليه السلطة المحلية بمساعدة المجتمع المدني، وهذا يمكن أن يكون نموذجا لحيز عام لا ينتج ثقافة عنف ولا ينتج سلوكيات عنف'.

'هناك العديد من اللقاءات ولكنها دائما ما تصدم في جدار عدم التنفيذ، وهناك تجارب يجب التعلم منها'

وردا على سؤال حول عدم تنفيذ التوصيات ولا الحلول التي تعرض خلال الاجتماعات وورشات العمل المشابهة، قال اغبارية: 'نحن أمام معضلة حقيقة ، مجتمعنا الفلسطيني في الداخل يثير مثل هذه الحركات على مدار سنوات طويلة، وهناك الكثير من البرامج واللقاءات، ودائما تصدم في جدار عدم التنفيذ، يجب أن تكون المهمة الأولى، كيف يمكن أن نخرج إلى دائرة التنفيذ، ليس فقط التحليل، بل أيضا إيجاد الحلول وتنفيذها'.

وأضاف: 'هناك تجارب يمكننا أن نتعلم منها، فهناك تجارب إصلاح من لجان الإصلاح في مجتمعنا المحلي، وهناك تجربة الحركة الإسلامية، وهي تجربة جيدة في هذا المجال، ومن الممكن أن نستفيد من هذه التجربة، أن  نفحص ونفهم ما هي إخفاقاتها وما هي نجاحاتها ، ولكن من أجل تعميم هذه التجربة من المهم أن ننطلق بآليات نحو التنفيذ'.

'نعاني من فائض في الخطاب وضمر في العمل المؤسساتي، وهذا ما حدث في بلدية أم الفحم'

وتطرق إغبارية إلى دور الأكاديمي والمسؤولية التي تقع عليه في سياق الحراك العام لمكافحة العنف والتوعية من المخاطر المترتبة على المجتمع بالقول : ' ما من شك أن للأكاديمي دورا بالغ الأهمية للحد من مظاهر العنف، لكن آليات التنفيذ ليست منوطة به وإنما بمختلف المؤسسات والجمعيات والفعاليات التي يغيب دورها الحقيقي عن الواقع الميداني'.

وخلص إلى القول: 'آليات التنفيذ أضحت رهينة بظل غياب مؤسسات فاعلة ضمن المجتمع الفلسطيني، فزميلي الدكتور مهند مصطفى تحدث عن فائض في الخطاب وضمر في العمل المؤسساتي ، والذي أسميه انتصار البلاغة في الواقع المهزوم، وهذه كانت تجربتا في بلدية أم الفحم،  دعينا مرارا وتكرارا لكي نقدم اقتراحاتنا، وبالفعل قدمنا اقتراحات عينية ولكن لم يتم تنفيذها. نعم هناك حركة في هذه الاتجاهات ، هناك نوايا طيبة، ولكن بالنهاية نحن كأكاديميين لا يمكننا أن نطبقها على أرض الواقع، وحبذا لو يتم دمجنا أكثر في الحراك الشعبي لمكافحة العنف'.

التعليقات