أم الفحم: "التدخل الاجتماعي" في المدارس خدمة مدنية بذريعة التطور الذاتي

الأهالي تلقوا رسالة من قبل المدارس الثانوية في المدينة للتوقيع على موافقتهم بانخراط أبنائهم بمشروع "التطور الذاتي والتداخل الاجتماعي" وذلك كشرط لحصولهم على شهادة البجروت.

أم الفحم:

في ظل المحاولات السلطوية المستميتة لاقتحام المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني في مشروع الخدمة المدنية، وعلى أثر الحملات المستمرة للأحزاب والحركات السياسية لتوعية الأهالي من مشروع الخدمة المدنية، توجه عدد من أولياء أمور الطلاب في المدارس الثانوية في مدينة أم الفحم إلى موقع 'عرب48'، وذلك بعد أن تلقوا رسالة من قبل المدارس الثانوية في المدينة للتوقيع على موافقتهم بانخراط أبنائهم بمشروع 'التطور الذاتي والتداخل الاجتماعي' وذلك كشرط لحصولهم على شهادة البجروت.

وأعرب الأهالي عن قلقهم وتخوفهم وذلك لاحتواء طلب الموافقة على بعض الجمل المثيرة للشكوك والشبهات والتي كان من أبرزها '...شاعر بالانتماء والمسؤولية نحو المجتمع والدولة ومستعد لأخذ نصيبه في تصميمها وبنائهما..'، حيث بدت هذه العبارات للعديد من أهالي الطلبة على أنها محاولة التفافية لإقحام الطلاب وانخراطهم بمشروع الخدمة المدنية.

 أسعد اغبارية : إذا كان هذا السبيل للحصول على شهادة البجروت فلا نريدها

وفي حديث عضو لجنة الآباء في المدرسة الثانوية الشاملة، أسعد اغبارية قال إن 'كانت شهادة البجروت تحتم على ابني أن يقوم بالخدمة المدنية فأنا أقولها بملء فمي ، لا أريد أن يحصل ابني على شهادة البجروت، فهذا الأمر غير معقول ومرفوض علينا جميعا'.

وأضاف: 'يجب أن تكون هناك خطوات تصعيدية وأن لا نسمح لمثل هذه المشاريع باقتحام مدارسنا، فلا يمكن أن يكون التطوع إلزاميًا، فكيف يمكن أن يكون تطوعا وفي الوقت ذاته إلزامي؟!، أعتقد أن هذا من المشاريع المبطنة التي تحاول إدخال الخدمة المدنية وتجنيد طلابنا'.

الدكتور محمود زهدي: المشروع تحت مراقبتنا ولا داعي للريبة

ولاستيضاح حقيقة الأمر وحيثيات الموضوع، توجه 'عرب 48' إلى مدير قسم المعارف في بلدية أم الفحم، الدكتور محمود زهدي الذي حاول التخفيف من مخاطر المشروع، مشيرا إلى أن الموضوع تحت مراقبة البلدية وإدارة المدارس الثانوية، مؤكدا أن الموضوع لا علاقة له على الإطلاق بالخدمة المدنية وأنه يندرج تحت خطة التعليم الجديدة 'تعليم ذو معنى'.

وأضاف: 'هذا المشروع لا علاقة له على الإطلاق بمشروع الخدمة المدنية، حيث قمنا بدراسة الموضوع بشكل دقيق ولا يوجد ما يثير الخوف والقلق، كما ونؤكد على أن البلدية وإدارة المدارس هي من ستقوم بتوجيه الطلاب إلى أماكن التطوع والتي ستكون مراقبة وداخل المدينة'.

وتابع: 'في الحقيقة التطوع كان موجودا منذ سنوات طويلة وليس بالموضوع الجديد، وكان ضمن مشروع الالتزام الذاتي في أحدى مؤسسات المدينة، والجديد في الموضوع أن وزارة المعارف قد فرضت هذا المشروع على كافة المدارس العربية واليهودية على حد سواء ، حيث يتوجب على الطالب أن يتم الـ 90 ساعة تطوعية على مدار ثلاث سنوات كي يتمكن من الحصول على شهادة بجروت، حيث سيتم تعيين موظف بوظيفة جزئية لمتابعة هذا الموضوع أمام المدارس والتأكد على أنها تسير على النهج الذي يرضى به أهالي أم الفحم'.

زهدي: لا يمكننا رفض هذا المشروع، ومحتوى المنشور تمت ترجمته من العبرية إلى العربية

وعن حقيقة إمكانية رفض هذا المشروع من قبل بلدية أم الفحم فقد قال: 'لا يمكننا أن نقوم برفض هذا المشروع، فكما ذكرت سابقا أنه يندرج تحت مشروع  'تعليم ذو معنى' والذي فرض على كافة المدارس الثانوية في البلاد، ولا يجب أن يكون لدينا تخوف زائد، فالأمر تحت مراقبة البلدية وإدارة المدارس بشكل دقيق'.

وأشار زهدي إلى أن محتويات المنشور ترجم من العبرية إلى العربية حيث قال: 'لا شك أن هناك بعض الجمل المثيرة للشكوك وأنا أقدر وأحترم الأهالي على خوفهم، فهذا إن دل فأنما يدل على الوعي السياسي والوطني لدى أهالي الطلبة، ولكن كل ما حدث أنه يتم ترجمة المنشور من العبرية الى العربية، حيث تقوم الوزارة بكتابة المنشور بالعبرية ويكون موجه إلى الطلاب اليهود، وبالتالي يتم ترجمته إلى العربية ولذلك رأينا بعض الجمل التي من الممكن أن توجد سوء فهم لدى أولياء الأمور'.

المحامي فؤاد سلطاني: نبدي موافقة حذرة على المشروع، لكننا نشكك بنوايا الوزارة التي تبحث عن طريقة لزج طلابنا بالخدمة المدنية

أما رئيس لجنة أولياء الأمور القطرية، المحامي فؤاد سلطاني، فقد أكد أن لجنة أولياء الأمور لا تمانع أي تطوع يكون داخل البلدات العربية والمؤسسات العربية، مشيرا إلى أن لجنة الأولياء تبدي موافقة حذرة على المشروع، خاصة في ظل محاولة وزارة المعارف  إدخال الخدمة المدنية إلى المدارس.

 وقال سلطاني: 'السؤال الذي يجب أن يطرح، هل نحن جاهزون لمشروع من هذا النوع؟، ونتساءل،  هل مدارسنا جاهزة لإدارة موضوع من هذا النوع بالشكل الصحيح؟، هل لدينا مؤسسات التي يمكنها من استيعاب الطلاب بأعمال تطوعية؟ فلا شك أن هذا الموضوع كبير ويجب علينا أن نكون مستعدين قبل أن ندخله إلى مدارسنا، فهو مشروع يحتاج إلى دراسة ومتابعة مشتركة من كافة الجهات'.

وأبدى المحامي سلطاني خوفه وشكوكه حول المشروع حيث عقب قائلا: 'نحن نشكك بنوايا وزارة التربية والتعليم، ففي الآونة الأخيرة  كل المشاريع التي تطلقها الوزارة يدخلون فيها موضوع التطوع، باعتقادنا أن الوزارة تبحث عن طريقة لزج طلابنا في موضوع الخدمة المدنية والذي نرفضه بشكل كامل، خاصة وأن المشروع لم تتمكن الوزارة من فرضه على الطلاب العرب'.

وخلص إلى القول: 'لسنا ضد التطوع وخدمة المجتمع العربي، ولكن نضع علامات استفهام كبيرة، خاصة وأن المدارس والهيئات التدريسية غير جاهزة ومهيئة لاستيعاب مثل هذه المشروع، كما ونطالب بإشراك لجان أولياء الأمور بالموضوع وأن يكون لديهم تمثيل لكي يشاركوا بوضع الأسس والبرامج'.

 محمود أديب: سنطرح الموضوع على جلسة البلدية ونؤكد  موقفنا الرافض لمشاريع الخدمة المدنية

  إلى ذلك، شدد سكرتير حزب التجمع، محمود أديب في مدينة أم الفحم،  على موقف الحزب الرافض لمختلف مشاريع الخدمة المدنية تحت أي مسميات، وأكد أن الحزب قد حذر في الماضي من مشروع 'المدينة الآمنة'، قائلا: 'حذرنا من مشروع 'المدينة الآمنة' وكل ما يتعلق به، ورأينا فيه محاولة لاستهداف شبابنا وأسرلة هويتهم، ونحذر اليوم من هذه المحاولة ونطالب بعقد جلسة طارئة لإدارة البلدية لمناقشة هذا الموضوع لما فيه من خطورة على مستقبل أولادنا وسنطرح ملاحظاتنا على هذا المشروع'.

وأضاف: 'موقفنا واضح ولم يتغير في كل ما يتعلق بالخدمة المدنية، وهو الموقف الوحدوي الذي أقرته كافة القوى السياسية في المجتمع العربي، ونحن لم ولن نغير موقفنا الذي أصدرته لجنة المتابعة، ويجب طرح موضوع التطوع في المدارس على مستوى لجنة المتابعة للبحث والتأكد من فحوى هذا المشروع'.

 رجا إغبارية: هذا المشروع غير قانوني وهم يحاولون الالتفاف على موقف الجماهير العربية ومجالسنا تناقض نفسها

من جانبه، أكد القيادي في حركة ابناء البلد وعضو لجنة المتابعة، رجا اغبارية أن موضوع التطوع في المدارس قد طرح على جدول أعمال لجنة المتابعة، مشيرا إلى أن موقف لجنة المتابعة والجماهير العربية واضحا والذي يتمثل برفضها أي مشروع يندرج تحت الخدمة الوطنية الإسرائيلية.

وقال اغبارية: 'عقدت لجنة المتابعة مؤتمرها في سخنين خصيصا ضد أشكال الخدمة العسكرية والمدنية المبطنة والمعلنة منها، وميثاقها الوطني الذي وقعته في المؤتمر ينص على رفض أي شكل من أشكال الخدمة الوطنية الإسرائيلية تحت مسميات الخدمة المدنية'.

وأضاف اغبارية: 'المشروع الذي يفرض على الطلاب في المدارس، هو مشروع غير قانوني لأنه يربط موضوع العمل التطوعي بشهادة البجروت، وهذا لم يحصل من قبل ولا يوجد مثل هذه الشروط في أي دولة في العالم ، فالتطوع  من خلال المشروع الإسرائيلي هو إجباري ويربطون مستقبل كل الطلاب بهذا المشروع، وهذا يعني أن هذا المشروع ما هو إلا خدمة مدنية مبطنة وهو تنفيذ للقانون الذي تراجعت عن سنه الكنيست تحت ضغط ومعارضة كل المجتمع العربي وعلى رأسها لجنة المتابعة ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية'.

وأشار إلى أن  المشروع يعتبر التفاف على موقف الجماهير العربية، ودعا إلى فحص إمكانية الذهاب إلى محكمة الاستئناف العليا لرفض هذا المشروع، ولفت إلى أن السلطات المحلية العربية تتعارض مع ذاتها، فمن جهة يقول اغبارية 'فهي ترفض الخدمة المدنية، ومن جهة أخرى توافق على مشروع التفافي، أنا تحدثت مع رئيس لجنة أولياء الأمور القطرية، فؤاد سلطاني ووعدني أن يدرس الموضوع واتخاذ قرارات، وعليه أطالبهم بموقف واضح من هذا الموضوع'.

 وأختتم حديثه قائلا: 'أناشد جميع الطلاب أن لا يوقعوا على هذا المشروع وأناشد لجنة الآباء في مدارس أم الفحم الثانوية برفض الموضوع واتخاذ إجراءات قانونية حتى لو وصل الأمر إلى إضراب مفتوح، لأن هذا المشروع يشكل خدمة مدنية إسرائيلية ويشكل خطرا على مستقبل ابنائنا'.

  زكي اغبارية: يجب التصدي لهذا المشروع بشكل فوري

 أما الناطق باسم الحركة الإسلامية، المهندس زكي اغبارية، في مدينة ام الفحم أكد في حديث خاص  لـ 'عرب48 'على وجوب التصدي لهذا المشروع بشكل فوري، وقال: 'لا شك أن الأمر يثير الريبة ويجب علينا بحث الموضوع بشكل أكثر دقة، مبدئيا نحن نرفض أي مشروع له أي علاقة بالخدمة المدنية، كما وندعو الحركات السياسية والأحزاب للوقوف صفا واحدا لرفض هذا المشروع في حال كانت له علاقة بالخدمة المدنية'.

 مريد فريد: طرح هذا المشروع في هذا الوقت يثير الشكوك

بدوره، أوضح سكرتير الحزب الشيوعي، مريد فريد، في مدينة أم الفحم بأن طرح الموضوع في هذه الفترة بالذات له العديد من الدلالات، حيث قال: 'لا شك أن هناك أمور ونوايا أخرى من وراء هذا المشروع والتي يجب علينا دراستها ورفضها في حال كانت لها علاقة بالخدمة المدنية، نحن لسنا ضد أي مشروع لخدمة مدينة أم الفحم والمجتمع والعمل التطوعي، ولكن بعيدا عن الخدمة المدنية، وأنا أدعو كافة الأحزاب للتوحد للتصدي لمثل هذه المشاريع'.

التعليقات