تواصل بلدية حيفا ممارساتها بهدف إسكات الصوت العربي في المدينة، وبعد محاولات كثيرة قامت بها للحد من المظاهرات المناهضة لسياسات إسرائيل التي تنظّم في المدينة، وفي ساحة الأسير الواقعة في حي الألمانية تحديداً، أخذت تستخدم أسلوبا جديدا يتمثل بالضغط على أصحاب المحال التجارية في الشارع لكي يتصدوا بأنفسهم للمتظاهرين ومنعهم من التظاهر. وبعد أن رفض بعض أصحاب المحال التجارية التوقيع على عريضة ضد المتظاهرين في الحي، لجأت البلدية إلى التضييق عليهم وإهمال الشارع.
وقرّرت البلدية هذا العام، إلغاء المهرجان الفنّي السنوي الذي يقام في حي الألمانية تحت عنوان “أخرجوا الى الشوارع”، بحجة عدم وجود ميزانيات في البلدية. وفي المقابل، يتساءل أصحاب المطاعم حول ما إذا كانت الميزانية تكفي لإقامة الحفلات في منطقة الكرمل اليهودية، وشارع يافا والعديد من الأماكن الأخرى، دون حي الألمانية.
وقال صاحب مطعم في حي الألمانية وطلب عدم ذكر اسمه، لـ”عرب ٤٨”، إن “التضييقات علينا من قبل البلدية مستمرة منذ شهرين وأكثر، وذلك كله بسبب رفضنا التصدّي لأبناء شعبنا الذين يتظاهرون احتجاجا على أمور كثيرة. قاموا بإلغاء الحفل السنوي، ويرفضون منح تمويل لتزيين الشارع بمناسبة عيد الميلاد، وكل هذا بحجة عدم وجود ميزانية كافية. إلّا أن السبب واضح وهو عقاب جماعي لأصحاب المطاعم”.
وأضاف: “أثناء عيد الأضحى، لم تتواجد الشرطة في الشارع على الرغم من الازدحام وتوافد الكثير من الزوار، وقد وقعت مشاكل كثيرة. وعندما توجهنا إلى البلدية لاستيضاح مسألة عدم تواجد الشرطة كما في كل عام، كان ردها بأنكم رفضتم الخروج ضد المتظاهرين، فكيف تخافون من القليل من الشباب ولا تشعرون بالخوف من المتظاهرين، وهذا ما يؤكد توجه البلدية لمعاقبة الشارع أجمع كرد على رفضنا الخروج ضد المظاهرات”.
ومن الجدير بالذكر، أن بلدية حيفا تسمح للعديد من المطاعم في شارع يافا، بإغلاق الشوارع بواسطة سيارات خاصة، بينما تضيق على أصحاب المطاعم العرب.
وفي حديث مع نائب رئيس البلدية، د.سهيل أسعد، قال لـ”عرب ٤٨”: “أنا على علم بالتوجهات المختلفة لدى رئيس البلدية (يونا ياهف)، وهو يقول بشكل صريح أنه لا يريد مظاهرات ولا اشتباكات مع الشرطة في أكثر الأماكن سياحية وهو الحي الألماني، لذلك كان العديد من اللقاءات مع الاحزاب المختلفة وأصحاب المطاعم”.
وأضاف: “موقفي كان رفض مثل هذا الحديث، فهذه المظاهرات تندرج تحت حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر في أي مكان، وأنا التقي بشكل مستمر مع أصحاب المطاعم لنصل إلى صيغة ملائمة، وتدخل في الحوار رئيس البلدية بشكل شخصي”.
واختتم حديثه بالقول، إن “أصحاب المحال في الشارع غير مسؤولين عن حسابات رئيس البلدية، ونحن بصدد حل هذه المشكلة”.
التعليقات