ممثلو عرب النقب يتعهدون بالتصدي لمخطط إسرائيلي جديد لترحيلهم

مخطط إسرائيلي جديد ستبحثه حكومة إسرائيل، الأحد المقبل، يقضي بإقامة مستوطنات يهودية وإخلاء وتهجير قرى عربية

ممثلو عرب النقب يتعهدون بالتصدي لمخطط إسرائيلي جديد لترحيلهم

تستمر الحكومة الإسرائيلية بمخطّطاتها الرامية إلى تهجير أهالي القرى العربية غير المعترف بها في النقب، وبعد سنوات طويلة من المخطّطات لإخلاء هذه القرى، أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أرئيل، اليوم الخميس، عن خطة بعيدة الأمد لإقامة ١٥ مستوطنة يهودية جديدة في النقب، وتجميع السكّان العرب في ٧ بلدات تقام خصيصاً لهم، ممّا يعني تهجير القرى غير المعترف فيها وتجميعها في تلك البلدات مقابل الاستيلاء على مئات آلاف الدونمات من أراضب عرب النقب.

وكان السكّان في النقب قد تصدّوا في وقت سابق لمخطّط “برافر”، الذي كان هدفه نهب نحو 850 ألف دونم تابعة لبدو النقب، وهو مخطط الشبيه بالاقتراح الذي تقدّم به وزير الإسكان اليوم، وشهد النقب حينها احتجاجات واشتباكات واسعة مع قوات الشرطة.

وبعد أن أوقفت الحكومة، مخطّط برافر الإقتلاعي، أصبحت تمرّر العديد من المخطّطات بشكل هادئ، وصادق المجلس القطري للتخطيط والبناء في وقت سابق على إقامة خمس بلدات في النقب، ٤ منها مستوطنات وتجمعات سكنية لليهود مقابل إقامة بلدة عربية واحدة للعرب البدو في المنطقة.

وفي تعقيبه على المخطّط، قال عضو اللجنة العليا لشؤون عرب النقب، جمعة الزبارقة، لـ”عرب ٤٨”، إن “لا جديد في مخطّط أريئيل. هذا هو نفسه مخطّط برافر الذي تصدينا له في الماضي. وبالنسبة لنا هنالك خطة بديلة وهي إقامة ٢٥ قرية جديدة مبينة على أساس زراعي وترتكز على أساس اعتراف الدولة بملكية المواطنين على الأرض، والاعتراف بباقي القرى غير المعترف بها”.

وأشار زبارقة إلى أن “أراضي النقب تشكل حوالي نصف فلسطين التاريخية، وما يطالب به أهالي النقب هو ٥.٤٪ من مجمل الأراضي التي سلبتها الدولة منّا، وفي النقب هنالك ١١٤ قرية ومستوطنة لليهود، وهذا التمييز الفاضح لا يحصل في أي مكان في العالم إلّا في دولة الأبارتهايد التي نحيا بها”.

وأضاف: “بهذه المخطّطات يريد وزير الإسكان وغيره، إسكان ثلث سكّان النقب في ١٪ من أراضي النقب، وتركيزهم في بلدات لا مجال فيها للتطور الاقتصادي، ولا خطة لتطوير هذه البلدات والسكان التي تريد الدولة تغيير نمط حياتهم بالكامل بلا تطوير”.

واختتم حديثه بالقول: “نرفض هذا المخطط جملة وتفصيلاً وسنتصدّى له مثلما تصدينا لبرافر مهما كلفنا ذلك من ثمن”.

أمّا رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، فقال لـ”عرب ٤٨” إن “هذه المخطّطات معروفة لدينا، والهدف من ورائها معروف أيضاً. وزير الإسكان يعمل بالأساس ضد وجود العرب في النقب وباقي البلاد، وكل ما يقوم به يهدف إلى ترحيل أهالي النقب”.

وأضاف: “من المؤسف أن الحكومة تستهدف السكان الأصليين لتهجيرهم من قراهم ومدنهم، وإسكان اليهود على أراضي السكان العرب الأصليين بعد تهجيرهم، وهذا ينم عن عنصرية تجاهنا ومحاربة وجودنا وتكاثرنا في أراضينا”.

وأضاف: “هم يعتبرون الديمغرافية في النقب قنبلة موقوتة يريدون إيقافها، وفي المقابل يمنحون اليهود العديد من المحفزات من أجل محاصرة الوجود العربي في النقب، وسنقف بالمرصاد لكل مخطّط يمس بوجودنا بكافة الطرق وبالذات عندما أعلنوا أن تهجيرنا سيتم بهدف بناء مستوطنات يهودية على أنقاض قرانا”.

أمّا المخطّطة في المركز العربي للتخطيط البديل، عناية بنّا، فقالت لـ”عرب ٤٨”، إن “عملية اقتلاع الأراضي، صودق عليها من خلال المخطّط اللوائي ’مطروبولين بئر السبع’، ما حصل في برافر ويحصل في هذه الأيام هو تطبيق له".

وأضافت أن المصادقة على هذا المخطط اللوائي كان النموذج الأعلى لهذه السياسة، ورأت السلطة أن تمرير "مطروبولين بئرؤ السبع" خطوة تلو خطوة سيحقق نجاحا أكثر في إتمام المخطط.

وقالت بنا إن “’مطروبولين بئر السبع’ أعطى منطقة معينة صغيرة ومقلّصة جداً، وفي هذه المنطقة فقط يمكن الاعتراف بقرى غير معترف بها، وكل ما هو خارج هذه المنطقة لا يمكن أن يتم الاعتراف به".

وخلصت بنا إلى القول إنه ”في سنوات الـ٦٠ حاصرت الدولة البدو في النقب في منطقة ’السياج’، وما قامت به إثر مصادقتها على ’مطروبولين بئر السبع’، هو وضع العرب البدو في سياج داخل السياج، بينما تُبنى المستوطنات اليهودية في كل حدب وصوب. وما تقوم به الدولة حالياً عبارة عن قطع العلاقة بين الإنسان وأرضه”.

التعليقات