"العنف ضد النساء" في ندوة لأكاديمية القاسمي ومدى الكرمل

الحاجة للبحث والتطرق أكثر لقضايا العنف النفسي الذي تمر به النساء؛ وفهم دور الدولة ومؤسساتها في تعزيز العنف المجتمعي عامّة والعنف ضدّ النساء خاصّة؛ ودور النساء في تعزيز الأبوية في المجتمع

تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وبمبادرة د. سهاد ظاهر- ناشف ودائرة العلاقات العامة، عقدت أكاديمية القاسمي وبرنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، نهاية الأسبوع الماضي في قاعة المؤتمرات في الأكاديمية، يوما دراسيا عنوانه 'العنف ضد النساء: ما بين مؤسسة العائلة ومؤسسة الدولة'.

افتتح اليوم الدراسي السّيّد فادي قعدان مدير دائرة العلاقات العامة في الأكاديمية، منوها إلى تاريخ هذا اليوم وأهمية إحيائه، مستذكرا بعض الأمثلة من الإحصائيات حيال العنف ضد النساء.

وذكر في حديثه أن هنالك أكثر من مليون شخص في الدولة يتواجدون ضمن دائرة العنف عامة، و72 قضية عنف أسري تُقدم يوميا للسلطات الرسمية.

وفي كلمتها نوهت بروفسور نادرة شلهوب كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل ومحاضرة في الجامعة العبرية، لأهمية الأخذ بالحسبان السياق الخاص للنساء الفلسطينيات، وأهمية عدم فصل السياسي عن الاجتماعي عند التعامل مع قضايا العنف ضد النساء.

وتلت كلمات الترحيب والافتتاحية مداخلتان، المداخلة الأولى كانت للسيدة سائدة مقاري- ريناوي، باحثة وناشطة اجتماعية ونسوية وطالبة دكتوراه في الجامعة العبرية. وكان عنوان المداخلة 'تفاعل الجهاز القضائي الإسرائيلي مع قضايا العنف ضد النساء'، وتمحورت حول السيرورة التي تمرّ بها النساء حين يتوجهن طالبات المساعدة من جهاز الشرطة، ليجدن أنفسهن أمام مسيرة عسيرة من البيروقراطية المُجحفة، ومن التهميش والتعامل معها على أساس ثقافوي وفوقي.

ونوهت السيدة ريناوي إلى الأرقام الآخذة في الارتفاع من أعداد النساء اللواتي يتعرضن للعنف، حيث أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فلسطينيات في الداخل هي عرضة للعنف الجسدي والنفسي. تلتها مداخلة للباحثة د. أفنان مصاروة، وهي محاضرة في أكاديمية القاسمي، وكان عنوان مداخلتها 'مفهوم العنف تجاه الأطفال من قبل أمهات مُعنَّفات'.

وقد استندت إلى بحث ميداني قامت به ووثق تجارب النساء في دائرة عنف مُزدوجة، بحيث تكون مُعنّفة من قبل الزوج والعائلة وهي بنفسها مُعنِّفة لأطفالها.

ونوهت د. أفنان إلى حقيقة أن العنف النفسي والجسدي الذي تمرّ به النساء يُحول العنف إلى لغة وعادة جسدية مُذوتة فيها ذهنيًا وجسديًا وتمارسها بحق أطفالها.

وأشارت د. أفنان خلال المداخلة إلى كون النساء عبّرن بقوة عن رغبتهن بالتخلص من ضرب الأطفال كوسيلة تربويّة واستبدالها بالحوار، وهو تعبير عن رغبتهن في التخلص من العنف المُمارس بحقهن أيضا.

تلت المداخلتين أسئلة ونقاش من الجمهور. وقد احتوى هذا النقاش على عدة نقاط أساسية أهمها: الحاجة للبحث والتطرق أكثر لقضايا العنف النفسي الذي تمر به النساء؛ وفهم دور الدولة ومؤسساتها في تعزيز العنف المجتمعي عامّة والعنف ضدّ النساء خاصّة؛ ودور النساء في تعزيز الأبوية في المجتمع.

أدارت اليوم الدراسي د. سهاد ظاهر ناشف، محاضرة في أكاديمية القاسمي، ومنسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل.

التعليقات