انتخابات مجلس البقيعة.. تجربة أخرى لمواجهة التهميش والإقصاء

تجدر الاشارة إلى أن أربعة مرشحين وهم ،صالح خير، رامز أحمد، الدكتور سويد سويد وسميع خير، أعلنوا رسميا عن الترشح وخوض المنافسة على رئاسة المجلس.

انتخابات مجلس البقيعة.. تجربة أخرى لمواجهة التهميش والإقصاء

تشهد قرية البقيعة بالجليل الأعلى في هذه الأيام سباقا ساخنا استعدادا لأجراء الانتخابات للسلطة المحلية الشهر القادم، ويخوض المعترك الانتخابي المحلي أربعة مرشحين في وضع إشكالي ومركب، وذلك بعد أن قدم رئيس المجلس المحلي في البقيعة، الدكتور غازي فارس استقالته مؤخرا من رئاسة المجلس احتجاجا على إهمال السلطات وتجاهلها لمطالب واحتياجات بلدته  وبعد أن أغدقته الوزارات المختصة بالوعودات الكاذبة.

وكانت وزارة الداخليّة قد أعلنت في وrت سابق أن الانتخابات لرئاسة مجلس البقيعة المحلّي ستجرى بشكل رسمي بتاريخ 06.01.2015 وذلك بعد أن قام الدكتور غازي فارس بتقديم استقالته من رئاسة مجلس البقيعة المحلّي  مطلع شهر نوفمبر-تشرين الثاني 2014.

وجاءت استقالة الرئيس فارس كما أعلن عنها احتجاجا على السياسات الرسمية التي تعمق الاقصاء والتهميش للقرى العربية الدرزية، بحيث لن يتمكن بالإيفاء بالوعودات لجمهور الاهالي الذين منحوه الثقة بسبب هذه السياسات، مع غياب ميزانيات التطوير والإعمار، وسياسة التهميش التي تعتمدها الوزارات الحكومية تجاه القرية والمجلس.

وقررت وزارة الداخلية  تأجيل انتخابات مجلس محلي البقيعة إلى تاريخ 20-01-2015 وذلك لتزامن الموعد المحدد 06-01-2015 مع عيد الميلاد والفصح المجيد لدى المسيحين، وأتى قرار الداخلية في أعقاب الطلب الذي تقدم به رئيس لجنة الانتخابات المحلية، أحمد فضول للوزارة.

 تجدر الاشارة إلى أن  أربعة مرشحين وهم ،صالح خير، رامز أحمد، الدكتور سويد سويد وسميع خير، أعلنوا رسميا عن الترشح وخوض المنافسة على رئاسة المجلس.

موقع عرب 48 سلط الضوء على المشهد المحلي في البقيعة ورصد بعض الآراء بعد الاستقالة وعشية المعترك الانتخابي.

سويد سويد: محاربة العنف على رأس الأولويات  

المرشح سويد سويد وهو طبيب أسنان بمهنته أكد لـ 'عرب 48 ' كما سائر المرشحين على  أن ما دفعه للترشح المصلحة العامة لأهالي بلدته وغيرته على بلده وقال: 'أخوض هذا المعترك لأنني أتبنى برنامج واضح ولدي القدرة على إحداث التغيير المنشود'.

وحول اجنداته وبرنامجه تحدث بالقول: إن 'العنف المستشري في البقيعة كسائر البلدات العربية هو أكثر ما يقلقني، إلى جانب القضايا الأخرى، مثل الأرض والمسكن وقضية السياحة باعتبار البقيعة بلد سياحي وتعتمده مئات العائلات كمصدر معيشة أساسي'.

وأضاف أن 'قطاع السياحة وقع عليه أضرار بالغة منذ العام 2006 ، وذلك بسبب المواجهات التي حصلت بين شبان من البلدة والشرطة عقب محاولة مؤسسات يهودية متطرفة لإثارة المشاكل في البلدة'.

وتابع  سويد 'سأعمل جاهدا لإعادة الحياة السياحية إلى مجاريها بعد أن ضربت مئات العائلات في صلب معيشتهم بسبب تلك الأحداث وبسبب تصرف بعض الجهات المنتفعة بهذا القطاع،  فالطائفة العربية الدرزية هي أكثر طائفة غبنت وظلمت وعلينا النضال  لإعادة الأمور إلى نصابها باستعادة حقوقنا كمواطنين متساوين'.

صالح خير : سأتحدى وأواجه قضايا عالقة منذ أكثر من عشرين عاما

أما المرشح صالح خير وهو معلم متقاعد في ثانوية البقيعة ورئيس سلطة محلية لثلاث دورات متعاقبة، سألناه ماذا يريد  من المنافسة، فأجاب قائلا: ' سأواصل المشوار الذي كنت قد اطلقته منذ العام 1993 ببناء المسكن اللائق بالأزواج الشابة والمستحقين عامة، وسأواصل ملف الخارطة الهيكلية التي صودقت منذ العام 1991 ولم توسع لغاية اليوم، وكذلك مخطط المنطقة الصناعية الذي لم يستكمل لغاية اليوم، وكذلك متابعة ملف البطالة الذي يعاني منه مئات الشباب'.

وتابع خير أن 'مشروع التربية والتعليم الذي انطلقت به منذ التسعينات بإقامة أول مدرسة ثانوية ومركز جماهيري ومكتبة عامة وبساتين الأطفال أنوي استكمالها وتطويرها وتفعيلها بما يتناسب والتطورات، وهذا الأمر يتطلب باعتقادي ملاحقة ومتابعة والعمل على تصويب الأمور، لأن سياسة الدولة أكثر شدة وشراسة، وهذا الأمر يحتاج إلى تجربة كما فعلنا بالسابق لتصعيد النضالات بتنظيم الاحتجاجات والتصدي للسياسات العنصرية، وهذا يفرض علينا معترك أصعب'.

سميح خير: السلطة الإسرائيلية تريد السكينة ولا تريدنا أحياء لنطالب بالحقوق

بدوره، المرشح رجل الأعمال سميح خير أعتبر أنه صاحب باع طويل بالاقتصاد وإدارة الأعمال، وقال 'رغم إنني أتوقع أن هناك ستكون جولة انتخابيه ثانية، لكن أؤكد أنه ما عاد بمقدورنا السكوت على هذا الوضع، فقضية السكن والأرض هي أكثر الأمور حارقة لم تتحرك منذ 35 عاما رغم كل ما قدمت الطائفة الدرزية من واجبات إلى حد أرواح  أبنائها لكن الغبن والظلم والاقصاء لأبناء الطائفة يتزايد باستمرار، فالسلطة الإسرائيلية اعتادت على تهميشنا وتريدنا أن  نلتزم الصمت، علما أن حقوقنا هي من الأمر البديهي'.

وأضاف 'أنا رجل أعمال ناجح ولست بحاجة للمعاش ونحن نعلم أن هذا التمييز والتفرقة والعنصرية ليست قائمة لدى جيراننا اليهود، لكن اقول إن هذه السياسة هي نوع من 'الزعرنة'، لماذا نحن مضطرون لتحويل البديهي إلى معركة؟، فلو كان الأمر طبيعيا مع الدولة لكانت الحقوق هي من الأمور الطبيعية لكل مواطن ولا نحتاج لهذه المعارك'.

 وحول ضرب قطاع السياحة التي اعتمدته البقيعة كمصدر معيشي أساسي قال 'هناك سياسة وسياحة موجهة خصوصا وأن البلدة تتميز بالتعايش بين الأربعة طوائف، ونحن نطالب المسؤولين الكف عن توجيه السياحة بهدف ضرب البلد وسأجعل البقيعة   تتنفس بدون جهاز تنفس اصطناعي'.

المرشح الرابع 'الكولونيل' السابق رمزي أحمد التزم الصمت وتهرب من الرد على أسئلة 'عرب 48 '. 

يوسف خير: بعد أن دفعنا الغالي والنفيس لا ثقة بكل الوعودات من الطرفين

من جانبه، عبر الناشط والمواطن يوسف خير عن امتعاضه وتذمره  للوضع السيء الذي تعيشه القرية، وقال 'أنشط في قطاع السياحة منذ 30 عاما وأكثر منها بالعمل الاجتماعي، أوجه إصبع الاتهام إلى المؤسسات الرسمية والمحلية، وخاصة مكتب ما يسمى بمكتب تطوير النقب والجليل والفرع التابع له  مكتب تطوير الجليل الذي اعتبرها مؤامرة كبرى وضحك على الذقون'.

ووجه خير اللوم إلى جانب المؤسسات الحكومية إلى رؤساء السلطة المحلية السابقين، وقال 'أتحدث عن قطاع السياحة الذي تم تصفيته بشكل منهجي منذ العام 2006 في اعقاب الأحداث العنيفة التي اندلعت بين أهالي البقيعة ويهود للسيطرة على البقيعة بشكل منهجي على حساب أهلها العرب'.

وخلص خير بالاستشهاد بالقول المأثور 'رأيت الناس غدارا بجانب خداع يسيرون مع الذئب ويبكون مع الراعي'، وهذا هو حال القيادات بحسب خير.

رامز أحمد: هل يعقل أن مسطح القرية لم يتم توسيعه على مدار أربعين سنة تقريبا؟ 
وعقب رامز أحمد، المرشح لرئاسة مجلس البقيعة المحلي قائلا: 'أنا لم ألتزم الصمت ولم أتهرب من الرد على أسئلة موقع عرب 48 كما ورد في موقعكم. عندما قام مراسلكم بالاتصال بي لم يكن باستطاعي الرد عليه لانشغالي باجتماع مهم، وذلك لا يعني أنني تهربت من الرد على أسئلتكم. وما دفعني لترشيح نفسي لرئاسة مجلس البقيعة حبي لبلدي ومسؤوليتي تجاه سكانها في فترة تتزامن فيها ظروف غير اعتيادية ولكي أسخر لبلدي وأبنائها كل طاقاتي المهنية وتجربتي على مدار السنوات'.

وتابع: 'وكما يعلم الجميع أن قريتنا الحبيبة تراجعت خلال السنوات الماضية في كافة المجالات وذلك على أثر تجاهل حكومات إسرائيل للوضع الخاص والمشاكل التي تمر بها سلطاتنا وعدم إعطاء الميزانيات الكافية للتغيير في القرى. ولا ننسى دور السلطات المحلية المنتخبة التي لا تقوم بواجبها تجاه المواطنين كما يتطلب منهم كسلطات محلية. وإني لأسال نفسي وأسأل المواطنين الكرام: هل يعقل أن مسطح القرية لم يتم توسيعه على مدار أربعين سنة تقريبا؟ وهل يعقل أن مئات الأزواج والشباب ما زالت تنتظر توزيع قسائم البناء؟. أنا بدوري إذا تم انتخابي لرئاسة المجلس فسأعمل على إلزام السلطات المسؤولة القيام بتوزيع قسائم بناء لكل شخص يستحق ذلك والعمل على إقرار الخارطة الهيكلية وتوسيع مسطح القرية. وسوف أعمل على إنهاء مخطط المنطقة الصناعية لفتح المجال لجلب مبادرين وشركات بهدف تشغيل أكبر عدد ممكن من سكان القرية وإعطاء الفرصة لأبناء القرية لإقامة وتطوير مصالحهم'.

وأضاف: 'كلنا نعلم أن هنالك حاجة ماسة بثورة فعلية في مجال التربية والتعليم, وفي مجال النسيج الاجتماعي وكل هذا في ظل ما يمر به مجتمعنا. ومن منطلق مسؤوليتي تجاه بلدي ومواطنيها سأعمل على ايجاد برنامج حقيقي للاستثمار في الأجيال القادمة، ولأعادة النسيج الاجتماعي كما عهدناه في البقيعة منذ القدم'.

التعليقات