يتزايد الحديث في المجتمع العربي حول إمكانية خوض انتخابات الكنيست التي ستجرى في شهر مارس-آذار القادم ضمن قائمة عربية مشتركة، ووسط السجال الحزبي والسياسي حول إمكانية تحقيق هذا الهدف، إلا أن الناخب العربي ما زال يصر على ضرورة خوض الانتخابات بقائمة موحدة ومشتركة خاصة في ظل رفع نسبة الحسم إلى 3.25 وتصاعد التشريعات العنصرية والتحريض المتواصل على المجتمع العربي في البلاد.
وأبدى الكثير من سكان مدينة الناصرة أسوة بباقي المواطنين في البلدات والقرى العربية تفاؤلا كبيرا بإمكانية تشكيل قائمة عربية مشتركة لخوض الانتخابات، ودعوا الأحزاب العربية للسعي من أجل تحقيق رغبة الجماهير نحو تحقيق الوحدة وخوض الانتخابات بقائمة واحدة والامتناع عن تشكيل قائمتين أو أكثر، ورصد موقع 'عرب 48 ' أراء الشارع النصراوي حول إجراء الانتخابات المبكرة ورأيهم حول تشكيل قائمة عربية موحدة لخوض الانتخابات القادمة.
أبو الأنس: لا بد من الوحدة وخوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة، فمن يحارب الانتخابات ويقاطعها أقول له بأنه صاحب قصر نظر.
وقال الشيخ أبو الأنس لـ 'عرب 48' : 'من جنى على نفسه هو رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو ، فالحكومة الاسرائيلية أثبتت سقوطها بعد كل حرب، في الظروف التي نعيشها والتضييق المتواصل علينا، لا بد من الوحدة وخوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة، فمن يحارب الانتخابات ويقاطعها أقول له بأنه صاحب قصر نظر ، يجب أن يكون لنا هناك تمثيل عربي داخل الكنيست والسبب هو منع العديد من القرارات المجحفة بحقنا كعرب فلسطينيين في الداخل ، ونكون الجسم المانع لأي قانون عنصري يمس في حقنا كأقلية عربية بالداخل ' .
وتابع أبو الأنس قائلاً : 'وجود قائمة موحدة هو مطلب الجماهير العربية، وبالرغم من وجود بعض الخلافات بين الأحزاب العربية إلا أن عليهم أن يضعوها الخلافات جانباً ويتقدموا إلى الأمام لتوحيد صفوف الجماهير العربية بقائمة موحدة تمثلنا بالكنيست ويدافع أكبر عدد من النواب العرب عن حقوقنا'.
سليمان: لسنا بحاجة إلى رفع نسبة الحسم للحديث عن إمكانيات للوحدة وخوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة.
الموقف ذاته يتبناه بهاء سليمان الذي يتفق مع أبو الأنس ويؤكد على أهمية خوض الانتخابات بوحدة وشراكة: 'وجود قائمة عربية موحدة هذا أمر جيد وخاصة في هذه الانتخابات ، نحن نحتاج أن يكون لنا أكبر وأوسع تمثيل في البرلمان الإسرائيلي لكي يكون لنا كلمة، إذ نحتاج لمن يوصل صوتنا إلى الحكومة من خلال أعضاء الكنيست العرب'.
ولكن يقول سليمان: 'لا أعتقد بأن تنجح المحاولات لتحقيق هذه القائمة ، حيث نرى أن حزب الجبهة يرفض الوحدة ويعرقل عمل الأحزاب في توحيد الصفوف، أنا شخصياُ أرفض وجود حزب يمثل العرب ويقول أنه حزب عربي وعلم إسرائيل يرفرف من خلفه في مهرجاناته وفي تظاهراته ، توحيد الصفوف بين الأحزاب يجب أن يتحقق منذ زمن بعيد ولسنا بحاجة إلى رفع نسبة الحسم للحديث عن إمكانيات للوحدة وخوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة، أمل أن ننجح مثل هذه الوحدة ويكون لنا تمثيل واسع بالكنيست لنتمكن طرح قضايانا وحل مشاكلنا والتصدي للمخططات السلطوية ومظاهر التحريض والعنصرية'.
جابر: ليس من السليم أن تكون هناك قائمتين لخوض الانتخابات والتنافس لتمثيلنا في الكنيست، نحن نريد والشارع العربي كله يريد قائمة عربية موحدة.
ويرى الشاب وليد جابر أن ما يحصل وما تشهده البلاد هو نتيجة أعمال رئيس الحكومة نتنياهو الذي حكم على نفسه بالخسارة وانقلاب الاحزاب ضده حتى من تحالف معه، ويجد جابر صعوبة في توقع ما قد يحصل وتتمخض عنه المباحثات لتشكيل قائمة موحدة وما ستفرزه نتائج الانتخابات ، لغاية الأن يقول جابر ' لم يحسم الأمر بأن تكون هناك قائمة عربية واحدة فهناك أطراف التي تعارض هذا الأمر ، وليس من السليم أن تكون هناك قائمتين لخوض الانتخابات والتنافس لتمثيلنا في الكنيست، نحن نريد والشارع العربي كله يريد قائمة عربية موحدة لنشعر وللمرة الأولى بأننا موحدين'.
ويبدي جابر تفاؤله حيال تشكيل قائمة عربية موحدة، لكنه يأمل أن لا تكون الوحدة والتحالفات نتاج لرفع نسبة الحسم، بل تكون منبثقة عن التعاون الكامل بين جميع الأحزاب العربية في الداخل 'لأن قضيتنا واحدة وهويتنا واحدة ، لذا يجب تستمر الاجتماعات وتكون النتيجة التي يرضى بها الشارع العربي في الداخل الفلسطيني وهي قائمة عربية مشتركة '.
نخاش: كغيري من الجيل الشاب أؤيد وأدعم خوض الانتخابات ضمن قائمة عربية مشتركة تجمع أحزابنا العربية الأمر الذي يساعدنا في إبراز قوتنا.
وفي حديث مع الشابة لليان شيخ سليمان من مدينة الناصرة والتي ستصوت لأول مرة قالت : ' شخصيا أدعم وجود قائمة عربية موحدة وسأقوم لأول مرة بالتصويت للكنيست وأمل أن يكون صوتي كغيري من الجيل الأول ضمن قائمة موحدة تحقق الانجازات في الانتخابات بأكبر عدد من النواب العرب لكي يكون لنا صدى أقوى في صنع القرار والتأثير داخل البرلمان ، لذا يجب إنهاء جميع الخلفات الموجودة بين الأحزاب العربية لمصلحة الهدف المشترك وهو التصدي للتشريعات والقوانين العنصرية'.
بدورها قالت دينا نخاش لـ 'عرب '48 : ' كغيري من الجيل الشاب أؤيد وأدعم خوض الانتخابات ضمن قائمة عربية مشتركة تجمع أحزابنا العربية الأمر الذي يساعدنا في إبراز قوتنا ككتلة واحدة كون القضية مشتركة والهم واحد، من الممكن أن تكون هناك مفاجئات كثيرة خلال هذه الانتخابات وعلينا أن نكون على اهبة الاستعداد من خلال تكريس وترجمة الوحدة على أرض الواقع لنتمكن من مواجهة العنصرية ومظاهر التمييز ضدنا كأقلية عربية'.
وأضافت نخاش: ' نلاحظ السباق لتشريع قوانين عنصرية تستهدف وجودنا ومحاولات قمعنا والتضييق علينا ومنعنا الحريات، فمن خلال قائمة واحدة وأكبر تمثيل للعرب بالكنيست سيكون لنا الدور في صنع القرار بحالة كانت لنا قائمة عربية مشتركة التي بدورها ستصنع لنا كيان جديد خاصة أمام الحكومة الجديدة ' .
أما عضو بلدية الناصرة السابق ذياب أبو نصرة قال : 'بعد رفع نسبة الحسم وفي ظل التشريعات العنصرية والتحريض على العرب ، الأمر يجبر الأحزاب العربية للتنازل عن الخلافات والتباين بالمواقف والسعي نحو توحيد صفوفهم وأن يتجه تفكيرهم نحو الوحدة وخوض انتخابات الكنيست بقائمة عربية موحدة، والعمل على دمج قيادات شابة ليتم ضخ دماء جديدة للكنيست ومنح الفرصة للشخصيات والقيادات للمشاركة في العمل وخوض تجربة الانتخابات والكنيست'.
ودعا أبو نصرة جميع الأحزاب العربية بأن تقود القارب إلى الاتجاه الصحيح وأن تلبي مطلب الجماهير العربية في الداخل من خلال خوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة تتمكن من التصدي للسياسات الإسرائيلية والتشريعات العنصرية.
التعليقات