أمسية تأبينيه لروح الدكتور خالد سليمان

بمبادرة من عائلة المرحوم الدكتور خالد سليمان، وبدعمٍ من مستشفى العفولة، أقيم مساء اليوم في قاعة قسم القلب في مستشفى "عيمك" العفولة ، أمسية تأبينيه لروح الفقيد الذي غاب تاركًا محبيه ومعارفه عن عمرٍ ناهز 59 عامًا، فلبّا الجميع دعوة العائلة والمسشتفى.

أمسية تأبينيه لروح الدكتور خالد سليمان

بمبادرة من عائلة المرحوم الدكتور خالد سليمان، وبدعمٍ من مستشفى العفولة، أقيم مساء اليوم في قاعة قسم القلب في مستشفى 'عيمك' العفولة ، أمسية تأبينيه لروح الفقيد الذي غاب تاركًا محبيه ومعارفه عن عمرٍ ناهز 59 عامًا، فلبّا الجميع دعوة العائلة والمسشتفى.

 وغصت القاعة بعدد كبير من المشاركين والشخصيات الاجتماعية والسياسية برز منهم أعضاء الكنيست العرب عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي، النائب دكتور جمال زحالقة والنائبة حنين زعبي والنائب الدكتور باسل غطاس، أمين عام حزب التجمع الوطني الديموقراطي عوض عبد الفتاح وواصل طه، وذلك إكرامًا لذكراه العطرة، ولِما تركه من ذخرٍ في المجال الطبي والإنساني والأخلاقي على حدٍ سواء، وكانت له إسهامات في العمل بمؤسساتٍ كبيرة إضافة إلى عمله كطبيبٍ في المستشفى، فقد عمل أيضًا في بيت المسنين في دبورية، كما اختير في السابق مديرًا إداريًا لجمعية الجليل، وظلّ على تواصلٍ دائم مع مؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى الروابط العميقة مع كثيرين، عدا عن وطنيته وحبه لبلده الأول الذي سكنَ قلبه طوال حياته 'صفورية' المهجّرة.

وتميّزت الأمسية التأبينيه التي قامت بعرافتها الكاتبة شيخة حليوة، حيثُ بدأت الأمسية بتلاوة من القرآن الكريم، وبعده توالت الكلمات التأبينيه التي ألقاها الطاقم الطبي في العفولة عن غياب الطبيب الذي وصفه الجميع 'بالملاك'، وكانَ غيابهُ ملموسًا، لكنّ الاشتياق له، غمرَ المكانَ بالذين جاؤوا ليشاركوا العائلة ألم الغياب.

وتخلل التأبين فقرات فنية للموسيقار حبيب شحادة، ومن ثم قراءة شعر، وعرض فيلم، وتوزيع منحتين، وكلمات شكر باسم العائلة للذين حضروا إكرامًا للطبيب الحاضِر الغائب.

منحتان لطالبي طب إكرامًا لذكرى د. خالد سليمان

وفي مبادرةٍ لافتة، تبرعت عائلة المرحوم د. سليمان بمنحتي طب لطالبين، ووقع الاختيار عليهمت نظرًا لقدراتهما العلمية والمهنيّة وإيمانًا بأنهما سيسيران على خطى د. خالد سليمان، الطالبين هما صالح عبد الكريم وإيمان أطرش.

وعن اختياره لمنحة الطب قال عبد الكريم لـ'عرب 48': 'سجلت في بداية العام لمنحة جمعية الثقافة العربية، وتمت دعوتي لإجراء مقابلة، وعن طريق الجمعية، تواصلت معي السيّدة مها سليمان، وأبلغتني انه تمّ اختياري للحصول على منحة، لذكرى الدكتور خالد سليمان (رحمه الله)، وفي المقابلة شرحتُ ظروفي الشخصية ودراستي في مجال الطب، الذي يتوافق مع عمل الدكتور خالد سليمان '.

وتابع عبد الكريم قائلاً : 'وعلمت أنّ د. خالد سليمان، رحمه الله، من أوائل من أدخل عملية القسطرة بواسطة اليد، لمستشفيات البلاد، وفحصت لاحقًا للتعمق في تفاصيل حياته، فرغم تعبه أفاد مجتمعه أكثر من ثلاثين عامًا، وأجرى أكثر من 30 ألف عملية، كل هذه المساهمات، تعمّق الدوافع أنّ الطبيب له مسؤولية تجاه مجاله، وعمله ومرضاه، وتجاه المجتمع، والطب لا يعني انسلاخًا عن المجتمع، بل هو انخراط في المجتمع لخدمته وتقديم كل جديد، وهناك مقولة تقول: 'إن لم تزد شيئًا في الدنيا كنتَ زائدًا عليها'، دكتور خالد أضاف الكثير في مجال تخصصه، ومنه نتعلم الصبر والإخلاص في العمل، والتميّز هو رسالة توحِي بالعطاء، والدكتور خالد كان يحمل رسالة ثمينة قدمها لمجتمعه خدمةً وعطاءً لن ينضب، ما دامَ حيًا في قلوب مرضاه'.

وبدورها قالت طالبة الطب إيمان أطرش: 'هذه المنحة تعني لي الكثير، لأنها تأتي من طرف الدكتور الراحل خالد سليمان، والذي له أفضاله على المجتمع، وهو أيضًا خطوة تشجيعية على التعمّق في دراسة الطب، ويدعم ماديًا ومعنويًا، ويحمل معنى إنسانيا قلّ مثيله'.

وتابعت حديثها موضحةً: 'قرأت عن حياة الدكتور خالد سليمان، كان يجري عمليات قلب وقسطرة، ومعروف في البلدة بأجمل الصفات، وهذا ما يدفعني إلى السير في خطاه الإنسانية والمهنية وآمل أن أكون عند حسن ظن العائلة التي فقدت طبيبًا وإنسانًا معطاءً وخادمًا لمجتمعه'.

وأضافت: 'اخترتُ الطب علِّي أساهم في إفادة مجتمعي العربي، مستلهمةً مِن الدكتور الراحل مثالاً أحتذي فيه ومَن يسيرون في طريق العلمِ من أبناء شعبي، وأتمنى أن أستطيع أن أسير في درب العطاء، الذي أرشدنا ووجهنا من خلال أعماله نحو العطاء، كما أنّ ما قدّمته العائلة لنا، يزيدني تشجيعًا وحماسًا على السير في طريق العلمِ والعطاء والخير، ولن أتوانى في العطاء والاجتهاد لأكون عند حسن حظ العائلة والمجتمع الذي يتوقع مني'.

عن الدكتور خالد سليمان

درس موضوع القسطرة بجامعة بادوفا في إيطاليا، وعمل في مهنته أكثر من 30 عامًا في الطب، معظمها في مجال القلب والقسطرة، وأجرى أكثر من 30 ألف عملية قسطرة، وهو أول من أدخل القسطرة إلى البلاد عن طريق كفّ اليد وبدأ العمل فيها في مشفى العفولة. جمع د. سليمان بين مهنته في الطِب وبين الالتزام بالخط الوطني، والارتباط بأرض الآباء والأجداد، فجذوره تمتد في عمق صفوريّة المهجّرة التي أحبها، ولم يتوانَ يومًا في جزل العطاء.

وفي كلمته قال الأبن إياس سليمان: 'أبي الحبيب، اثنين وعشرين عامًا رائعا قضينا معًا، لم تسنحْ لنا الفرصةُ لنشكرَك أخي وأنا، على ما جعلتَنا عليه؛ علّمْتَنا في الحياةِ دروسًا ستظلُّ راسخةً في قلوبِنا، علّمْتَنا معنى التضحيةِ والعطاءِ الذي لا يعرفُ الحدَّ، علمْتَنا معنى أن يكونَ المرءُ حرّا أبيّا، يختارُ من الحياةِ ما يحبّ، ويتعلمُ من أخطائِه، علمتَنا معنى حبِّ العائلةِ والتكافُل، ففي كلِّ يومٍ قضيناه معًا، غمرْتَنا حبّا، متناسيًا جميعَ أشغالِك وهمومِك، واضعًا إيّانا في المرتبةِ الأولى، تحمينا من كلِّ شرّ، وتعزّزُ إرادتَنا وطموحاتِنا، محترمًا ما اخترناه لأنفسِنا ، أبي الحبيب، ها همُ الأصدقاءُ والأحبّاءُ والأهلُ هنا بانتظارِك، هذه العائلةُ الكبيرة، التي احتضنْتَها ورعيْتَها بالرغمِ من انشغالِك الدائم، حريصةٌ على الجلوسِ معًا مرّةً في الأسبوع، كما أردْتَنا، كبيرا وصغيرا، متناسين همومَ الحياة، متكاتفين متراصّين تغمرُنا السعادةُ كما شئْتَ ، منذُ أن رحلْتَ عنّا، جاء العيد، دونَ أن تُفرحَ قلوبَنا بحنانِ دُعائِكَ 'حيّاكمُ اللهُ كلَّ عام'، ولكنّنا نسمعُه هاتِفًا سماويّا كالنسيمِ، يرُشّ البيتَ بعبَقِ صوتِك وطيبِ حضورك. تأتينا الأعيادُ يا أبتِ، وأنتَ فيها العيدُ والفرحُ والبهجة، ما أعظم غيابَكَ الحاضرَ غيرَ المنتهي'.

التعليقات